سرطان الثدي.. إصابات القطيف تتصاعد.. واكتشاف حالة أسبوعياً “على الأقل” الفحص المبكر يسهّل العلاج.. وإصابة الرجال نادرة.. لكنّها أشرس
القطيف: شذى المرزوق
الارتفاع الكبير في معدل الإصابة بسرطان الثدي لدى سيدات محافظة القطيف، لا يجعل الأمور وردية كما هو لون الحملة التوعوية التي تُقام سنوياً في شهر أكتوبر، للتوعية بالمرض.
وتيرة الإصابة بسرطان الثدي؛ ارتفعت في السنوات الأخيرة في عموم المملكة، وتصدرت المنطقة الشرقية إحصاءات الإصابة، مقارنة ببقية المناطق، وكانت القطيف والأحساء ضمن المدن الأعلى إصابةً بالمرض في الشرقية.
في هذه الأثناء، أعلن مستشفى القطيف المركزي، اليوم الأحد، عن اكتشاف 3 حالات لنساء، مُشتبه بإصابتهن بسرطان الثدي. وقال “تم اكتشاف تلك الحالات خلال أنشطة التوعية المجتمعية، ضمن حملة أكتوبر الحالية”. وأضاف “نتعامل مع هذه الحالات المكتشفة بشكل عاجل”. وتقام الفعاليات هذا العام تحت عنوان “رايتك_وردية” في المجالس العامة في القطيف.
شكل تصاعدي
ومن جهة أخرى تركز حديث اختصاصية الأشعة في مستشفى القطيف المركزي ديما العمران على تاريخ الإصابة بالمرض، وقالت “نسبة الإصابة به بدأت ترتفع بشكل تصاعدي قبل أزمة كورونا، وما زالت في ازدياد حتى الآن، وهو ما دفع الجهات الصحية إلى تكثيف حملات التوعية بشكل كبير، بهدف رفع مستوى الوعي بضرورة مراجعة الطبيب وسرعة اللجوء إلى الكشف المبكر في المراكز الصحية عند اكتشاف أي عارض صحي مثير للانتباه في الثدي”.
أعراض الإصابة
وقالت العمران، التي تعمل في القطيف المركزي منذ نحو 24 عاماً “نستقبل في المستشفى حالات مستمرة مصابة بسرطان الثدي، لا تقل عن حالة أسبوعياً، ما يعني أن معدل ارتفاع الإصابة بالمرض وصل إلى نحو 50 حالة سنوياً وأكثر”.
وعن الأسباب قالت العمران “لم نعرف سبباً محدداً للارتفاع المتزايد في حالات الإصابة بالمرض، قد يكون التلوث سبباً، وقد يكون قلة الوعي بأهمية الكشف المبكر سبباً آخر، وقد يكون الخوف رادعاً للسيدة عن إجراء الكشف المبكر”.
وقالت “الخوف لعدة أسباب، إما خوف الفحص بالماموغرام بحجة أنه فحص مؤلم، وهذا غير صحيح، أو الخوف والقلق من النتيجة، فنجد السيدة تهمل العارض مثل وجود بقعة بنية أو تغير الثدي لفترة من الزمن دون فحص، وهو ما يتسبب لها بمضاعفات مع مرور الوقت، لذلك نشدد ونكرر على أهمية اللجوء إلى الجهات المختصة للكشف والفحص المبكر، لاستبيان مسببات أي عرض من أعراض الإصابة بسرطان الثدي، مثل وجود كتل، أو احمرار أو تغير في لون الثدي وحجمه”.
الكشف المبكر
وتتذكر العمران حالات مصابة بالمرض، وتقول “أكثر ما يؤلمني هو رؤية بعض الحالات المتقدمة التي تصل بها الحال إلى حد صعوبة علاجها، فتطول رحلة العلاج أو تضطر المصابة لاستئصال الثدي الذي لا يمكن معه العلاج والسبب الأول، يعود إلى إهمال الكشف المبكر، وتفاقم الحالة التي تزداد أعراضها، بعيداً عن الفحوصات الطبية”.
واسترجعت “بكيت عندما راجعتنا قبل فترة عاملة من عاملات المنازل، وقد وصلت بها الحال إلى مرحلة سيئة جداً، لدرجة يستعصي معها العلاج، حيث تعرض الثدي لديها إلى حالة أشبه ما تكون بالتلف”.
فحص الماموغرام
وتابعت الدكتورة العمران “حالة لسيدة أخرى من القطيف، جاءت لعمل أشعة لصدرها، وصدمنا حين رأيناه بهذا السوء، فحجم الصدر مع مضاعفات الحالة، أصبح كبيراً جداً بشكل لافت، ولم نجد بدًا من تحويلها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي، وهناك تم استئصال الثدين حتى لا ينتشر المرض في باقي الجسد”.
وشرحت “إهمال الكشف المبكر عند وجود كتلة أو تغير في حجم الثدي أو لونه، قد يتسبب في وجود خراج أو افرازات أو تدهور وضع الثدي وشكله، بحيث لا يمكن علاجه بالمضادات والأدوية فقط، بل يحتاج إلى خطة علاج طويلة ومتعبة، وكان يكفي المرأة أن تبادر بالفحوصات المبكرة، لتجنب رحلة العلاج الطويلة تلك”.
40 سنة
وحول الحامل والمرضع أو من هي أقل من 40 سنة، أوضحت العمران “لا يمكن إجراء فحص الماموغرام في مثل هذه الحالات، ويكتفي بالأشعة التلفزيونية، أما فوق سن الـ40 سنة، فالأفضل الفحص الدوري سنوياً بالماموغرام”.
وأضافت “كما أن وزارة الصحة أولت هذا الجانب اهتمامها بتجهيز وإعداد مراكز صحية للكشف المبكر والفحص والمتابعة المستمرة، وتحويل المراجعات إلى المستشفيات العامة لاستكمال المتابعة الصحية”.
سرطان الرجال
وعن إصابة الرجل بسرطان الثدي، وصفت العمران تلك الاصابات بأنها “شرسة”. وأوضحت “رغم أن احتمال إصابة الرجل بسرطان الثدي نادرة، وبنسبة 1 إلى كل 100 حالة لدى النساء، إلا أن تعرض الرجل للإصابة بالمرض أكثر صعوبة وتعقيداً في العلاج لدى المرأة، كونه ينتشر بسرعة أكبر عند الرجال، ويصعب علاجه عند تقدم الحالة، أي أنه يحتاج إلى خطة علاج تطول، على عكس المرأة التي يكون موضع إصابتها محدوداً لفترة أطول، ويمكن علاجها بشكل أفضل مع الكشف المبكر”.