أستاذ علم نفس لأولياء الأمور: حولوا المنازل إلى مؤسسة تعليمية تربوية أكد أن تقييد الطالب وحركته الصحيحة في المسار التعليمي يؤثر على مستواه

سيهات: شذى المرزوق
وضع أستاذ علم النفس الدكتور السيد مهدي الطاهر، خارطة طريق للأسر لكي يكون أبنائهم متفوقين، معدداً دور كل من الأسرة، والطالب والمدرسة في الإستعداد المدرسي، وما يتبع ذلك من عناصر محفزة للتفوق العلمي.
جاء ذلك خلال حديثه في الأمسية التربوية التعليمية بعنوان “كيف أكون متفوقا هذا العام”، والتي أقيمت مساء أمس، في مجلس بو حليقة بسيهات، برعاية مركز رفاه للدراسات والتربية الأسرية، بحضور أكثر من 60 من أولياء الأمور والطلاب والطالبات.
وطالب الدكتور الطاهر الوالدين بتحويل المنزل الى مؤسسة تعليمية تربوية لها رؤية ورسالة وأهداف، منبهاً الطلاب والطالبات إلى أهمية تحديد أهدافهم، وقال “العمل باطل بدون هدف، وعليه فإن من أولوياتهم تحديد هدف راقي بعيد المدى لامجرد نيل شهادة الثانوية فقط”.
وأوضح أن الإصرار على التفوق والوصول إلى الهدف المنشود يبدأ من الطالب، فالأسرة ومن ثم المدرسة، مستشهداً بأن الله تعالى أعطى الإنسان هذا نوع من التصور الإيجابي لنفسه و للحياة من بداية نشأته وأنه بهذا التصور يقتحم الصعاب، ويحاول مراراً وتكراراً حتى يصل لذلك الهدف، ويتعثر في خطواته الصغيرة إلى أن يتمكن من المشي بخطوات أكبر وأكثر ثقة.
وأضاف “هنا يكمن الدور السلبي للوالدين الذين ينزعون منه هذه الفطرة الإيجابية بخوفهم وترددهم واصرارهم على تعليمه الإتكالية عليهم، وهذا الحال قد يستمر حتى بداية مراحله الدراسية ويتعداها، فتقييد الطالب وحركته الصحيحة في المسار التعليمي يؤثر على مستواه”.
وأشار الدكتور الطاهر إلى أهمية تعديل الخطاب ما بين الوالدين والطالب ذو المستوى المتدني دراسياً لئلا يصل به الحال الى التذكير المحبط، وأن يستبدل الوالدين عبارات اللوم إلى عبارات التشجيع والتحفيز.
وصنف الدكتور الطاهر أنواع المتعلمين مابين الايجابي من طالب نشط،وحيوي، ومتجدد، ويحب العلم، ومابين الطالب السلبي الخمول الذي لا يحب التعلم والعلم ويعاني من الملل الدائم، مؤكداً أهمية العلم والتعلم وإن هذا هو الدور الأساسي للأسرة والمدرسة وهي تحفيز الطالب لنيل العلم وترغيبه فيه.
وفصل دور المدرسة بأكثر من طريقة تعليمية كالتعلم النشط والتعليم التعاوني أو بطريقة التعليم بالمشاركة، وكذلك الإثراء المعرفي ودورها التربوي بحل المشكلات وغرس القيم وتنمية الفكر”.
وأوضح الدكتور الطاهر دور الأسرة في التحفيز للتفوق الدراسي، وذلك بتعدد المهارات الحياتية والحوار الإيجابي وإشعار الطالب بالفخر بما أنجزه مع مراعاة التعامل معه بحدود السن الذي هو فيه سواء كان طفلاً أم مراهقاً، فكلاً بحسب عمره لدعم البناء النفسي والاستقرار الدراسي والتربوي.
ولفت الإنتباه إلى زاوية إجتماعية مؤثره في حياة الطالب الدراسية وهي إختيار الصديق الجيد، ومشجعاً الوالدين والطلاب للاختيار الطيب والحسن، مبيناً مدى تأثير الصديق الجيد والذي يتعدى بعض الأحيان تأثير الوالدين ويكون أكثر وقعاً وتقبلاً في نفس الطالب.
وختم الدكتور الطاهر أمسيته بشرح محركات السلوك الداخلية “البواعث” من ميول ومعتقدات وقدرات وحتى اتجاهات، وكذلك محركات السلوك الخارجية “الحوافز”، إضافة إلى مكانة الطالب ومميزات عمله وانجازاته.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×