في معرض الرياض.. نصرالله يُعيد الخطي شاعر القطيف إلى الواجهة قصة بائع كتب أهدى "قبلة الحياة" للديوان

القطيف: صُبرة

من سيزور معرض الرياض الدولي للكتاب، وتحديداً جناح D123، سيجد على أرفف الجناح ديوان الشاعر القطيفي أبي البحر جعفر الخطي، الذي أعاد الناقد محمد رضا نصرالله طباعته من جديد، عبر “دار سطور” في بغداد.

الكتاب يرصد حقبة مهمة من تاريخ القطيف، ودخولها في معترك السياسة جراء الاحتلال البرتغالي، وهو ما أوضحه نصرالله لـ”صُبرة”، كما أوضح الأسباب التي دفعته إلى إعادة طبع الديوان، بعد التأكد من المعلومات الواردة فيه، واستكمال الناقص منها.

وتكشف مقدمة نصرلله للديوان، الكثير من تفاصيل تلك الحقبة، والتأثر الثقافي في القطيف، بأحداث تلك المرحلة، وما صاحب ذلك من أشعار وردت في ديوان الشاعر الخطي.

وكان محققو شعر الخطي ودارسوه انطلقوا في تلك النسخة في أول طبعة عربية بمقدمة ضافية، سبق أن ألقاها نصرالله في صورة محاضرة، في جمعية الثقافة والفنون في  الدمام عام ١٩٨٦ ونشرها بعد ذلك عدد من المجلات والدوريات العربية (العرب والواحة والساحل وشؤون أدبية الإماراتية) والدوريات العربية الأخرى، وسوف نستعين بمقتطفات منها في هذا الموضوع.

أبو البحر الخطي توفي سنة ١٠٢٨هـ، وقدم نسخة الديوان الأولى السيد علي بن الحسين الهاشمي سنة ١٣٧٢ في طبعة عربية في طهران، وانطلق منها محققو شعره ودارسوه بعد هذه الطبعة اليتيمة.

غرفة الشرقية

وتعد طبعة “دار سطور” لديوان الخطي، أول طبعة عربية، بمقدمة نصرالله. وعاش الشاعر الخطي في فترة اضطرابات سياسية، إثر الاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج، كانت القطيف واقعة في تلك الإضطرابات، بحسب ما أوضح نصرالله في مقدمته للديوان، الذي امتازت لغته الشعرية، بصدقها الفني وتحررها من أثقال المحسنات البديعية، التي سادت في عصر الانحطاط، مباشرًا بانسيابيتها الواقع البيئي والاجتماعي والسياسي بين القطيف والبحرين. 

الشيخ جعفر الخطي

ويقول نصرالله “الشاعر الخَطى من أبرز شعراء القرن العاشر، وأوائل الحادي عشر للهجرة. ولد في الخط. ونشأ بها، وتردد بين القطيف والبحرين لقربهما، لعدم وجود حواجز في ذاك الوقت بين البلدين. وكانت أكثر الأسر ـ آنذاك ـ منقسمة بين البحرين والقطيف، حيث كانت أكثرية الأسرة القطيفية تسكن البحرين، ومثلها البحرينية تسكن القطيف”.

وأضاف “غادر الشاعر الخطي القطيف والبحرين في أخريات أيامه إلى فارس، وهكذا أغلب الأسر البحرينية هاجرت أيضاً إلى فارس، وانتشرت في تلك الأصقاع ونسلها حتى اليوم في إيران. ورغم ذلك كان يحنُّ إلى أوطان أسلافه من البلدان العربية”.

ما قيل عن الخطي

وأكمل نصرالله “ذكر صاحب سلافة العصر أوصاف الشاعر الخطي، وقال: “هو صاحب أمل الأمل، وصاحب سلك الدرر، وصاحب الأعيان، وناهج طرق البلاغة والفصاحة، الزاخر، الباحث، الرحيب الساحة، الحكيم الشعر، الساحر البيان. فأتي بكل مبتدع مطرب ومخترع في حسنه مغرب. ومع قرب عهده. فقد بلغ ديوان شعره من الشهرة المدى. وقد وقفت على فرائده التي جمعت فرأيت مالا عين رأت ولا أذن سمعت الخ..”.

ديوان الخطي

وتحدث نصر الله عن ديوان الخطي والتحديات التي واجهته قائلاً “جمع الغنوي ـ يرحمه الله ـ  ديوان الخطي في حياته، كما ذكر ذلك سيدنا الأمين في أعيانه. وذلك بأمر من السيد الشريف جعفر بن عبد الجبار بن حسين العلوي الموسوي”.

 وقال “قد صدره الغنوي بخطبة مسجعة مجنسة على عادة أهل ذلك العصر. تقرؤها بعد كلمتنا هذه – : ولقد عثرت على جملة نسخ من الديوان مخطوطة قديمة، فما أغنتني شيئاً. بل كانت نسختي أثرى النسخ من حيث التمام والضبط، رأيت نسختين بحيازة عبد الرسول الجشي نجل العلامة قاضي القطيف الشيخ علي الجشي. والنسختين مبتورتين من الأول والأخر، ووجدت كراسة من الديوان كتبت سنة ۱۳۱۸هـ، بحيازة الشاب النابه عبد الله بن منصور ابو السعود. وهناك بلغني أن نسخة بحيازة صالح الجعفري آل كاشف الغطاء، في النجف الاشرف، والنسخة التي عثر عليها سيدنا السيد محسن الامين ـ رحمه الله ـ كما وصفها، قال: عثرنا منه على نسخة مخطوطة قديمة في جبل عامل، قد ذهب منها أول الخطبة ويسير من آخر الديوان لكنها مغلوطة، وشاهدت نسخة منه في البحرين رديئة الخط مغلوطة جداً عند أحد الافاضل، تم نسخها في صفر سنة 1268 هــ”.

بائع الكتب

وكشف نصرالله عن مصادفة وقعت له في إحدى سفرياته، وقال “في أولى سفراتي إلى ربوع إيران، جئت الى خراسان، وكنت أرتاد سوق الوراقين على عادتي في النجف وبغداد وكل بلد أحلُّ به فجاء ذات يوم رجل يحمل على صدره طائفة من الكتب. وقد عرضها للبيع، فصرت اقلبها، فعثرت على ديوان الشعر كتب على صفحة الجلد منه – أبو البحر- واذا به اتشودني، فا بتعته منه بما سامه، وكان قد زهد به، حيث أن الشعر عربي، فتأبطته وجئت أكاد أن أطير فرحاً به، وصرت أقلبه وأطالعه وبامعان، ففي الصفحة الاولى من الأعلى قرأت كتابة دقيقة – نسخ تعليق – ما هذا نصها. دخل بنوبة الأقل وانا العبد المذنب العاصى طالب الرشاد فرهاد في 15 شهر جمادى الثاني من شهور سنة 1261 هجري علي هاجرها ألف ألف سلام في دار الخلافة طهران صانها الله عن الحدثان – الختم – « نائب الاياله». وأحسب أنها كانت قبل هذا بحيازة المغفور له العلامة السيد عبد الصمد بن عبد القادر بن عبد الصمد الحسيني الموسوي البحراني، فيقرؤها ويعلق عليها بخطة”.

وقال “النسخة نقلت من على نسخة الغنوي لقرب العهد بينهما، وكاتبها. هو صلاح ابن ابراهيم ابن محمد ابن سعيد البخيلي سنة 1085، اما الان، وقد وفقت الى طبع الديوان ولله الحمد، فطبع على ما هو عليه من تعداد أبيات القصائد، ولم أتصرف بشيء منه قط غير أني رتبته على الحروف الهجائية، وقد أهمل الطابع من باب الفاء بيتين اتيتهما هنا لا لا ينقص من الاصل، قال (ره) وقد صدر بها كتاباً بعثه الى السيد حسين بن عبد الرؤف الحسيني يعزيه بوفاة السيد ماجد بن هاشم الحسيني وشاعرنا حينذاك في شيراز:

اهدى اليكم على بعد الديار لكم

فان تفرق في الناس الاسى فغدا

بعد السلام ضروب الهمً والاسف

سهم لهذا وهذا فهو أجمع في

الخطيب علي بن الحسين الهاشمي

 

مقدمة نصرالله

وفي أكثر من 4 آلاف كلمة، تناولت مقدمة نصرالله في الديوان، قراءة أولى في شعر أبي البحر الْخَطِّي، وهنا بعض مقتطفات المقدمة:

وجاء في مقدمة محمد رضا نصر الله، التي ألقاها ليلة الأربعاء من يوم 13 مايو من عام 1987،  بدعوة من جمعية الثقافة والفنون في الغرفة التجارية الصناعية في الدمام الآتي:

… ما هي اللغة التي لا تحيل إلى شيء خارجها؟

يجيب “تزيفتان تودوروف”:

إنها اللغة المختزلة إلى ماديتها فحسب، إلى أصوات وأحرف، إنها اللغة التي ترفض المعنى.

وهنا أَبْتُرُ سِياقَ هذه المقولة النقدية، لأقتحم وإياكم هذا النص الشعري الذي نقرؤه هذه الليلة.

بادئ ذي بدء.. نجد أن القراءة الأولية لهذا النص تستوقفنا فيها مجموعة من الأصوات الحادة، والملامح النافرة، في هذا الجسد اللغوي.. منطوية في منظومات دلالية ثلاث تتحدد فيما يلي:

الأولى: منظومة البحر.

الثانية: منظومة الحرب.

الثالثة: منظومة الدم.

إن لكل منظومة أسرة معرفية، ولغوية دلالية تشكل في النهاية عالم النص. وتبرز في الحقل الواضح للوعي.. كما يقول “تودوروف” مستكملاً جملته المبتورة تلك – ذٰلك أن قراءتنا لمجمل الدلالات – الآتي ذكرها – في إطار النص الموضوعي… توقفنا أمام تشكيلة متلاحمة من المدلولات ضمن بنية جدلية تَتَرَكَّبُ – مادياً وتاريخياً وإنسانياً – في رؤية شعرية جمالية لـها خصوصيتها التاريخية وقوانينها الفنية وإطارها المعرفي.

 

العلاقة الجدلية

إن العلاقة الجدلية التي يطرحها هذا الناقد الشكلاني (تودوروف) بين مفردات النص البارزة وبين الحقل الواضح للوعي هي مصادرة للقراءة النقدية المغلقة، إذ (لا توجد العلامات خارج مجتمع مَّا، مهما كان عدد الأفراد ضئيلاً) (2)‍ وما هذا الاهتمام (الميتافيزيقي) بتفسير النص تفسيراً إشارياً إلا تعبير عن (أزمة سببها نفاذ المواضيع الفكرية التقليدية)… ذٰلك أن استعمال الإشارة في عملية التواصل لا يتم إلا ضمن عمل اجتماعي) (3).‍

ومن هنا فإننا سوف نقوم بقلب صيغة السؤال الذي طرحه (تودوروف) ونحن نقرأ نص شاعرنا الخطي.. ليكون على هذه الصيغة..

على أي شيء يحيل إليه هذا النص في الخارج؟

إن هذه السؤال يشكل هاجساً (استراتيجياً) جمالياً سـنجده ينفجر كلما واصلنا قراءتنا لـ (السُّبَيطية) وهو بطبيعة الحال يواجه القراءة التقليدية، التي تبعثر هذا النص إلى موضوع شعري يقوم على حكاية عادية، أو حدث مألوف كان يتعرض لـه كل إنسان عاش في هذه المنطقة الغارقة في البحر.

لقد كان مأْلوفاً وطبيعياً أن يركب البحر من أجل الصيد أو الغوص.. أو الانتقال من مكان إلى آخر… وهذا بالضبط ما حدث للشاعر حين رافقه ابنه عابراً (البحر من محلـه قرية (كتكان توبلي) قاصداً قرية (بوبهان) وذٰلك حالة الجزر ولما توسط معظم الماء وثب بعض السمك واسمه السبيطي نافراً في وجهه، فشق وجنته اليمنـى فنظم هذه القصيدة الغراء سنة(1019هـ (4)‍) كما يقول راويته الفنوي.

غير أنني سأتجاوز عن هذا منساقاً وراء (تودوروف) في نظرته إلى اللغة المختزلة التي لا تحيل إلى معنى، بل تختزلـه إلى أصوات وأحرف.. منطلقاً من ذٰلك – في البداية – بالتركيز على مظهر النص الحسيِّ: إن هذا سيجعلنا قريبين من استخدامات الشاعر للغة في هذا النص.. وما إذا كانت تعبيراً انحرافياً عن السياق الشعري السائد في عصر الشاعر الذي كان ينوء بإعاقات موضوعية وفنية عرفها الدارسون في ظاهرة أدب عصر الانحطاط الذي ران على المنطقة العربية منذ سقوط بغداد تحت سنابك التتار سنة (656هـ) حتى قيام معركة الاستعمار الحديث في القرن العاشر الـهجري ليمارس دوراً آخر أشد خطورة وفداحة في إعاقة المجتمع العربي الإسلامي إعاقة حضارية مركبة.

الدلالة الثلاثية

تتكون تلك المنظومات الدلالية الثلاثة من مفردات أي علامات ذات طابع تكراري مما يشير إلى شخصية لغوية في النص.

المنظومة الأولى: وتتشكل من الدلالات التالية:

السبيطية البحر، بحر البلاد، الحوت، خور الماء، الجزر، طافر، راكب البحر، الطفح، الرسو، الغيص، الدر، السباحة، القعر.

المنظومة الثانية: وتتشكل من الدلالات التالية: العوالي، المهنَّدة، البتر، حرب، الغوث، المثقفة السمر، نيوب الليث، ضربة الفهر، نطحة الكر، الشجعان، الفتكة البكر، اْلحُمَام، النصر، الثأر.

المنظومة الثالثة: وتتشكل من الدلالات التالية: دم، يراق، أطرف، القنا، دامي الفم، الذبح، السكين، نزيف الدماء، النقط الحمر.

التعبير الشعري

إن الشاعر يوسع من دائرة التعبير الشعري عن حدث عادي، بل إنه يُحَمِّلـه ما لا طاقة باللغة الشعرية السائدة في عصره، راسماً أجواء مهولة ومفزعة، تتقاطر منها الدماء.. حتى كأنه يشير إلى حقيقة موضوعية أكبر من الشعر نفسه!

إن صروف الأيام، أو القضاء – كما يؤكد الشاعر – تحامَتْهُ، وأطراف القنا تعرضتْ لـه، فيا بُؤْسَ الحوادث والدهر الذي جعلـه يركب البحر ليضربه طافر من الحوت. وأين؟ في وجهه!! هكذا يجرد هذا الطافر الذي ضربه في مكان يرمز إلى كرامته واعتزازه.. ويحيلـه إلى قوة كونية يختزلـها الشاعر في سمكة شهية المأكل!! أهكذا تنظر الشعوب الصغيرة إلى مستعمريها المتحضرين، الآتين من وراء البحار!! وتأخذ هذه القوة الكونية في تشكل شعري متعدد. فتارة تأتي على هيئة أطراف القنا – كما في البيت الخامس – وهي تحيط بالشاعر الذي يؤكد على وحدته في القصيدة دون أن يشير إلى أيِّ دور مضادٍّ قام به هو نفسه، أو حاولـه ابنه (حسان) الذي كان معه في هذه المحنة، وكأن هذا الاستلاب الذاتي والاجتماعي الذي يسقطه الشاعر على محنته هو ما كانت تعانيه المجتمعات الزراعية في المنطقة أمام فلول البادية التي كانت تكتسح الأخضر واليابس دونما رادع مدني!! حتى أصبحت الأحساء والقطيف آنذاك – مجالاً حيوياً خصباً لنزاعات قَبَلِيَّة متصارعة، وقد أشار الشاعر أو رَاوِيَتُهُ إلى ذٰلك في رثائه لأحد شباب القطيف – الذي كان أبوه قبل وفاته قد وقعت عليه اللصوص ونهبوه وأثخنوه جراحاً وبقي في البادية مطروحاً بين الأحساء والقطيف وذٰلك سنة (1022هـ).

إن هذه الحادثة تتصل بمجموعة من الدلالات، وردت في عدد من قصائد الشاعر، تشير إلى واقع سياسي واقتصادي مضطرب.. يتضح أحياناً في مواقف شعرية صارخة. يقول – وقد فر من وطنه، متشوقاً إلى ربوعه:

 

شبكة العلاقات

إن الشاعر هنا يشير إلى شبكة العلاقات التاريخية المتبادلة بين النهب الداخلي الإقطاعي والنهب الخارجي الاستعماري، التي كان يقوم عليها النظام الاجتماعي المختل في وطنه، فالوزير ذٰلك لم يكن سوى والٍ تركي، والذي كان لا يستقر في مكانه لفترة.. حتى يتحالف الاستعمار البرتغالي مع الشاه عباس الصفوي ليحكم البحرين أمير فارسي، ليمد نفوذه إلى القطيف، ضمن معاهدة يكتبها الطرفان لمواجهة الأتراك الذين يعاركون الصفويين في تلك الفترة. وقد يحكم قائد حملة برتغالي المنطقة كما حدث لـ (ألفونسو دي أنورونها) وما إن يثور عليه الأهالي حتى يعمل السيف في الرقاب.

إن ثمة قوة كونية تكبر في (خيال) الشاعر… فإذا (صروف القضاء التي جرت على الحر) كما يقول في (السبيطية) تأتي على هيئة استعمار عالمي مدجج ودموي، حمل البرتغاليين إلى حواضر الخليج العربي ووطن الشاعر في القطيف ليعيثوا فساداً وقتْلاً وحَرْقاً ونهباً.

إنه شئ كبير جداً، لا يتصوره عقل بشر، ولا يخطر على هاجس شاعر، ولا تستوعبه لغة جبانة كاللغة الشعرية في زمن الشاعر.. حين انطلقت بواخر البرتغاليين سنة (1406م) من (لشبونة) مروراً بـ (ماليندي) على الشاطئ الشرقي للقارة الإفريقية.. ومن هناك يدلـهم البحار العربي ابن جلفار (أحمد بن ماجد) على طريق التجارة العالمي الذي يصل الـهند بـأوربا.. ثم ترتد الحملة البرتغالية إلى شواطئ الخليج العربي بقيادة البوكيرك سنة (913هـ 1507م).

وحينما وصل البرتغاليون إلى المنطقة بهدف اقتحام مملكة هرمز من أيدي بعض القبائل.. فإنهم يواصلون غزوهم إلى البحرين والقطيف سنة (928هـ – 1521م) بعدما سيطروا على مسقط وقلـهات وخورفَكَّان وصحار، وتتحرك المقاومة الشعبية إثر ذٰلك في المنطقة، ويتحدد يوم 30 نوفمبر (1521م) (928هـ) يوماً للثورة على الاستعمار البرتغالي في كل مراكز الخليج العربي.. وتم إحراق المراكب البرتغالية، وقتل الحامية البرتغالية في هرمز، وقامت بقية المراكز التجارية العربية بتنفيذ المهمة المتفق عليها.

وفي سنة 933 قامت انتفاضة أخرى ورغم حركات القمع الشديدة التي مارسها البرتغاليون ضد أبناء الخليج إلا أنهم لم ييأسوا ولم يركنوا إلى الاستسلام أو الضعف ففي سنة (936هـ/1529م) قام أهالي البحرين بانتفاضة ضد السيطرة البرتغالية، ولم يكفَّ أهالي الخليج العربي.. ففي سنة 994ـ حاول البرتغاليون شَنَّ حملة بحرية على (نخيلوه) تقع على ساحل الخليج العربي ولكنهم وقبل أن يصلوا إلى الساحل ظهر أهل (نخيلوه) على حين غرة وأوقعوا بالبرتغاليين الهزيمة.‍

لقد كانت حركات المقاومة الشعبية هذه – التي وصلت إلى مسامع شاعرنا دون شك – ردَّ فعل وطني ضد ما قام به الاستعمار البرتغالي العسكري من مجازر ومذابح بشعة، لم يستطيع المؤرخون ذوي النزعة العنصرية الاستعمارية من أمثال (مايلز) إلا إدانتها.. إن واحدا مثل (سوزا) يصف – بنوع من التباهي – وحشية البرتغاليين بعد المعركة فيذكر كيف أن الجنود البرتغاليين كانوا يصطادون جثث المسلمين التي طفت على سطح الماء، لنهب حليهم الذهبية التي يرتدونها،‍ أما (مايلز) فإن كتابه «الخليج… بلدانه وقبائلـه» يشير – ضمن إشارات المؤرخين – إلى دم مراق.. دم يصبغ البحر. ويحاصر الأفق.. وكان ذٰلك طبيعياً والبرتغاليون يختارون لمعاركهم وغزواتهم البحر مجالاً حربياً. فصاروا.. كما يعبر النهرَوَالي – صاحب «البرق اليماني في الفتح العثماني»: (يقطعون الطريق على المسلمين أسراً ونهباً.. ويأخذون كل سفينة غصباً).

 

حالة استسلام

لقد أفزعت الشاعر حمرة البحر القانية.. التي تراءت لـه، والسبيطية تضربه لينزف دماً لم يرق من عهد نوح.. هكذا ليس بصورة (فانتازية) كما نتخيل. وإنما هو واقع حي ترسب في الذاكرة الشعبية، لتنفجر في قريحة شاعرنا الخطي، فقد كان البرتغاليون – كما أجمع المؤرخون – يقومون حتى في حالة استسلام الأهالي وإخلاء المواقع، بحرق المدن ودك الحصون، وهدم المساجد وجَدْع الأنوف وصلم الآذان وقطع الرقاب. (إنهم يقومون بالقتال والإبادة دون تمييز بين النساء والرجال والأطفال إضافة إلى النهب والسلب وحرق المنشآت والمنازل، وحرق السفن، والاستيلاء على الأسلحة من السيوف والسهام والأقواس).

السياق الإقطاعي

وأضاف نصرالله في مقدمته “إن الأتراك حين جاءوا إلى المنطقة بعد ذٰلك أكدوا على هذه التركيبة السياسية الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ضمن السياق الإقطاعي منذ مجيئهم سنة (957هـ/1550م) حين أعلن أهالي القطيف تبعيتهم للدولة العثمانية احتماءً بهم من السيطرة البرتغالية.

تداخل النصوص:(في مثل هذه الرهبة، وفي هذا البحر المتلاطم الأمواج ولد شاعرنا أبو البحر ولسانه معقود من السيف المسلول على رأسه، وقلبه يزحف فرقاً من أن يلمح ولو تلميحاً إلى حالة عصره السياسية) (11)‍ هكذا يعبر خالد الفرج.

أنوار البدرين

ويترجم مؤلف «أنوار البدرين» لعدد من أبرز هؤلاء العلماء (13)‍ بيد أن هذا لا يعني أن هذا الفكر والأدب كانا ينسجمان وتطلعات الإنسان العربي في الحرية والإبداع والإضافة الحضارية. فالثابت أن المنطقة العربية الإسلامية عرفت – آنذاك – ركوداً عاماً مظلماً بعد سقوط بغداد مما نتج عنه اهتزاز حاد في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كان سبباً في انهيار مشروع الحضارة العربية الإسلامية، الذي تناثر في وحدات إقليمية غير ثابتة. ما جعل طابَعَ الصراع دامياً بين إقليم وآخر، وبين قبيلة وأختها… وبين طائفة وأخرى.. وقد غدا النشاط الإقطاعي هو الأكثر بروزاً.. خصوصاً بعدما نشرت الخلافة العثمانية سيطرتها على ما تبقى من الخلافة الإسلامية العباسية.

في هذا الجو الموبوء بالحروب والدماء والقمع والمطامع السياسية والطبقية خمدت روح الإبداع في العقل العربي.. وسقط الشعر تحت سنابك البديع والصنعة، وتقليد الأولين تقليداً استرجاعياً تكرارياً ميتاً، لا إضافة فيه.. حتى غدا هذا الوضع الثقافي السلوكي نمطاً معرفياً متداولاً لا يجرؤ أحد على المساس به، أو تغييره وإعادة قراءته.. وكان الشعر بحكم طبيعته اللغوية وخصائصه الفنية وكيميائيته التاريخية عصياًًّ على التغيير السريع.. والاقتحام المباشر. ولذٰلك لم يكن يتجاوز وضعيته التقليدية هذه كل من أراد تحقيق مشروعية أدبية انتهازية.

الثقافة الفنية

أما على الصعيد الشعري فإنني – شخصياً – لم أقع على نصوص حاولت التمرد على النمط الشعري الثابت في تلك الفترة المظلمة.. مثلما وجدته في شعر الخطي… هذا الذي حاول اختراق التقليدي بزخارف بلاغية فارغة. اختراقاً متمرداً.. مغامراً وجريئاً.. معبراً بذٰلك عن درجة حرمان اقتصادي، وفقر فكري واغتراب سياسي شديد الوقع.. إن هذا جعل الشاعر ينطوي على حس تاريخي ناضج.. وثقافة فنية وشعرية واستيعاب للموروث الشعري العربي الذي حاول إعادة إنتاجه في شعره منذ وقت مبكر، مما يجعلنا نعيد النظر في الاحتفاء التاريخي بالدور الاسترجاعي الذي قام به البارودي في عصر النهضة العربية بـمصر.

أيها السادة: إن قراءتنا لنص الخطي يجعلنا أمام إشكالية جديدة، فهي تضعنا أمام عصور شعرية متداخلة.. يقوم خلالـها نَصُّ الخطيِّ بإزاحة صوت شعري أموي – مثلاً – وإحلال صوت شعري عباسي.. يزاوج بين ديباجة جاهلية بفنية أبي تمام، لكن هذا لا يقضي على طبيعته الانفجارية لأنه حين يتفاعل مع غيره من النصوص، وينتمي إلى مجال تناصي.. فإنك لا تجد ثمة أبوة فنية مسيطرة.. ليس هناك نموذج شعري محدد يحتذى لأنَّ مفهوم التناص يقضي عليه (14)‍ إن (الأنا) التي تتعامل مع النص ليست موضوعاً غفلاً إزاءه – كما يقول – (رولان بارت) – لأن (الأنا) التي تقترب من النص هي في الواقع مجموعة متعددة من النصوص الأخرى، ذات (شفرات) لا نهائية، وبالأحرى فاقدة الأصول قد ضاعت مصادرها (15)‍ كذٰلك (فالنص عادة ينطوي على مستويات (أركيولوجية) مختلفة، على عصور ترسبت فيه تناصياً الواحد عقب الآخر دون وعي منه أو من مؤلفه) (16)‍ عبر جدلية النفي والإثبات هذه نواجه في نص الخطي – أو قل نصوصه – أصواتاً شعرية من مراحل شعرية متفاوتة.. تبدأ من امرئ القيس حتى صفي الدين الحلي.. غير أنه يقف عند شاعرين اثنين هما أبو نواس وأبو تمام، وقوفاً انبهارياً، لكن ذٰلك لا يقضي على صوته الشعري المنفرد.

القصيدة الأولى من الديوان يكتبها بروح نواسية:

وشابها نطفة من فيه صافيةكالراح فهي من الصهباء صهباءلَحَا على شربها قومٌ وما علموايا ويحهم أن ذاك اللوم إغراءساء الذين نهوا عن شربها ولقدشُرَّابها أحسنوا صنعاً وما ساءواويتذكر ذا الرمة وهو يرثي عبدالقاهر بن عبدالرؤوف الحسيني في صدر هذا البيت، ويزيحه في عجزه ليثبت نفسه:

(ما بال عين لا تجود بمائها) والنفس قد طويت على غمائها، ونلتقي بصوت المتنبي وعمر بن أبي ربيعة في بيتين متواليين من قصيدته التي بدايتها:

ألا هل تجاوزتَ الْخِبَاءَ الْمُحَجَّبَابحيث ظباء الإنْسِ تحجبها الضُّبَاوجزت على حي بمنعرج اللوىفأهديت مرجوع التحية زينباويقفز إلى أبي محجن في صدر الإسلام ليهيم بخمرته التي لم يذقها:

سأشربها حيّاً وإن مددت فانضحي ثراي بها يروي صداي رويتِ وحين يشعر باغترابه الاجتماعي – وقد كان مُمِضّا – فإنه يطل من نافذة المتنبي:

مَا مقامي فيهم – وحاشاك – إلاَّكمقام اليقظان بين النيامويتغزل ولكن على خطى عمر بن أبي ربيعة:

يثني الْمُلِمُّ بِهَا عَنْ ضَمِّ قامتِهاحُقَّانِ في الصدْرِ من عاج نقيانِويمدح وزير البحرين ركْن الدين محمود بن نور الدين بن شرف الدين بأسلوب أبي تمام الذي يجمع عدداً من الصفات والتشبيهات في بيت واحد:

كسروي العدالة إسكندري الـفتح والعزم رستمي الكفاحأحنف الحكم أكتم الرأي زبير الثأرقسُّ البيان كعب السماحبل إنه ينسى وهو يعيد إنتاج شعر أبي تمام أن بيتاً مثل هذا البيت هو لأبي تمام وليس لـه:

ألم تَر أنَّ الشمسَ زِيْدَتْ مَحَبَّةًإلى الناس أن ليست عليهم بسرمدويثور على عمود الشعر العربي – كما فعل أبو نواس – مستغرباً من بلاهة أولئك الواقفين على الأطلال بلا جدوى:

ماذا يفيدك من سؤال الأربُع؟وهي التي إن خوطبت لم تسمعِسَفَهٌ وقوفك في رسوم رثةعجماء لا تدري الكلام ولا تعيفَذَرِ الوقوفَ على محاني منزلعاف لمختلف الرياح الأربعوامسك عنانَ الدمع عن جريانهفي دمنة لا تحمدنكَ ومَرْبَعإن تداخل النصوص في شعر الخطي لـه قيمة تاريخية باعتبار المرحلة التي عاش فيها… ففي القرن العاشر الـهجري عاشت مظاهر شعرية فقدت حرارة التعبير وبهاء الشعر.. ومن يقرأ في الموسوعات الأدبية التي سجلت أبرز نصوص تلك الفترة.. ومن بينها «سلافة العصر» لابن معصوم فإنه سيجد صيغاً شعرية باردة وموضوعات تافهة.. لا تتعدى التغزل بالغلمان، واستخدام القواعد النحوية في تراكيب شعرية لاهِية يعبر عنها أصدق تعبير أحد شعراء تلك الفترة إبراهيم بن حمد الأحسائي الحنفي الذي يقول:

ولا تك في الدنيا مضافاً وكن بهامضافاً إليه إنْ قَدِرْتَ علِيهفكلُّ مُضَاف للعوامل عُرضةوقدْ خُصَّ بالخفضِ المضافُ إليهِلقد استنزف شعراء عصر الانحطاط طاقِة البلاغة العربية استنزافاً جعل من فنونها البديعية والبيانية هياكل فارغة في أشعارهم.

لـهذا نجد الخطي ينطوي على حس تاريخي يخترق زمنه ليتصل بمنابع القصيدة العربية التراثية.. محاولاً تكوين ذاكرة شعرية جديدة تسعفه إذا ما أراد الانطلاق إلى آفاق شعرية جديدة.

نمط واحد

أما الخطي فإنه يفعل عكس ذٰلك حين يكتب عدداً كبيراً من قصائده على نمط واحد فهو يمدح الأعيان في (21) قصيدة ولـها غرضها المحدد.

ويهجو في ثلاث، يفخر بنفسه – وهو يفعل ذٰلك في بداية معظم القصائد – في أربع قصائد، ويناجي في اثنتين.. لـه خمس عشرة قصيدة في رثاء العلماء وبعض الرموز الاجتماعية، ويعتب على بعض في ثمان. يتغزل في قصائد عشر بفتيات فارسيات وفي حبيبته سعادة التي أحبها منذ وقت مبكر من عمره. يصف الطبيعة – حيث تسيطر – غالباً – دلالة البحر والنخل – في ست وعشرين قصيدة ولـه قصيدة واحدة في الخمر، وأخرى في الحشيشة فقد أباح المتصوفة في مصر – آنذاك – شربها!! لكن الخطي يستخدمها كموضوع شعري كان (مودة) لدى شعراء عصره.. ليذمها في نهاية القصيدة!! من وجهة نظر دينية أما قصائده في الحنين إلى الوطن فتبلغ العشرين.

إن معظم هذه القصائد كانت تجري على نسق واحد تقريباً غير أن هذا لا يعني أن الشاعر لم يكتب القصيدة على المقاييس التراثية التقليدية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن شعره لم يتخلص من آثار نمطية عصره الشعرية، وبعض عيوبها، وهذا أمر لم يكن يتحقق للشاعر لو أراده.. فكيف به وقد كان يكتب شعره ذاك من داخل خارطة الثقافة التراثية، بل في أكثر مناطقها وعصورها ظلاماً وتخلفاً. بيد أنَّ عوامل عديدة ساقت صوته الشعري إلى الانحراف والخروج على سياق مرحلته، كان من بينها إحساسه الفني بنفاد طاقة الأطر الشعرية – آنذاك – وعدم مقدرتها على التعبير ضمن جمالية القصيدة التراثية النموذجية.. كما هي في أبهى حللـها عن أبي نواس، وأبي تمام والمتنبي، والشريف الرضي، وغيرهم من شعراء القصيدة العربية التراثية.

لذٰلك فإنه سمح لنفسه أن يمارس شيئاً من الثورة الفنية على مقاييس عصره الشعرية.. التي كانت ثورة تصحيحية.. لا ثورة جذرية.. وهي ثورة نسبية بل متواضعة إذا ما وضعناها في سياق الثورة الشعرية التي قادها المجددون في العصر العباسي لكنها بالنسبة لمرحلة الشاعر المنحطة كانت ثورة ذات بال لأنه على الأقل يثور على بلادة الحسِّ التاريخي والشعري التي كانت علامة بارزة في ذٰلك العصر ولذٰلك فهو ينهج خطى النواسي في الثورة على المقدمة الطللية وعلى الأوصاف الجاهزة الاستهلاكية بأسلوب الطائي كما أشرنا إلى ذٰلك من قبل وكان صنيعه هذا يدفعه إلى أن لا يتحرج من نظم ست رباعيات من الدوبيت (19)‍ على اعتبار أن هذا اللون من المواضعات الجديدة التي حاولت تحرير مواهب الشعراء المطمورة تحت ركام المحسنات وعروض الخليل.

وهناك قصيدة كتبها الشاعر في هجاء متشاعر الذي نصحه بأن يتعاطى أي عمل ما عدا الشعر. في هذه القصيدة تفاجئنا نثرية طاغية عبرت عن روح ساخرة وحس اجتماعي متوتر، وكأن القصيدة عرض (بانورامي) للنشاط الاقتصادي الشديد التنوع – آنذاك – في هذه المنطقة.

وتأخذ هذه النثرية موقفاً خاصاً في نصوص الشاعر التي تسيطر عليه حين يحرر نفسه من أثقال المحسنات وفخفخة البديع. منحرفاً بهذا الأداء المضاد عن سياق التقليد الشعري الذي ساد عصره إنه يخترق عاجية الشعراء واللغة – إلى حيث يتنفس بالشعر على أرض الواقع والمجتمع، مما يجعل لـهذه الظاهر النثرية في شعر الخطي نغمة خاصة، وأهمية تاريخية تحددها الثورة على تلك الشعرية المتزمتة، وإشاعة لغة شعرية جديدة نبعت من هموم الناس وحركة الواقع مشكلة تعبيراً صادقاً عن التحام الناس العاديين.

الحنين إلى الوطن

الحنين إلى الوطن:إن المحور الأساسي الذي يشغل بال الشاعر في معظم قصائد الديوان هو الحنين إلى الوطن.

لكن ما هي حدود هذا الشاعر إنه لا بلا حدود!

نعم.. فهو يولد في التوبي.. قرية من قرى القطيف، سنة (970 أو980هـ) كما يرجح خالد الفرج..

ويتعلم على يد أبرز العلماء القطيفيين.. لكنه يعبر البر فارّاً إلى البحرين.. وهناك يساجل بعض شعرائها وعلمائها الواردة أسماؤهم في فصل «شعراء البحرين والعراق» من كتاب «سلافة العصر» لابن معصوم. ويراسل ويجاري أبرز الرموز الفكرية والأدبية في عصره.. حتى نال تلك الشهرة التي أشار إليها في السبيطية.. فهو الرجل المشهور.. كما أكدت الموسوعات الأدبية التي اهتمت بذكر شعره.. حتى ورد ذكره ونتف عن حياته وبعض شعره في «خلاصة الأثر».

الإنسان الغريب

أيها السادة وختاماً..:إن الخيوط المتبعثرة هنا – سوف تتجمع في قلوبنا إذا ما استبطَنَّا حالة الذعر التي أصابت شاعرنا حين ضربه طافر من الحوت.. لتتفجر الدماء من وجهه وكرامته الوطنية.. مدراراً.. مدراراً.. مختلطة بالبحر وسادَّة الأفق.

وإذا ما علمنا الأسباب وراء فراره من وطنه، متشرداً غريباً ليصبح ذٰلك الإنسان الغريب.. الغريب الوجه واليد واللسان.

إن هناك وجوهاً في (القطيف) يخافها وإلا (لما طال بـالبحرين عنك ثَوَائِي) إلا أنّ البحرين التي شكلت امتداداً جغرافياً وتاريخياً واجتماعياً وفكرياً لوطنه شرعة مباحة لجملة من الاستعمارات الفارسية والبرتغالية والعثمانية.. التي كانت تتصارع في المنطقة.

لذٰلك فالبحرين التي استوطنها.. لا عيب فيها.. غير هذا الشبح الاستعماري الذي طارده بشكل أزلي.. فإذا حياضها شُرَّعٌ لورد الكلب والخنزير.

مما جعلـه يبقى بعيداً عنها وعن وطنه ليموت غريباً بشيراز سنة (1028هـ).

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×