وظائف العقل
صادق المحسن
من أهم وظائف العقل: المخزون الذي تحتوي عليه الذاكرة، ذلك المخزون الذي يحوي مجمل المشاعر وجميع التجارب التي خاضها الشخص طيلة حياته إلى أن وصل إلى ما وصل عليه الآن.
فالعقل يترجم المعاني التي تتضمن القيم والمعتقدات تبعاً للبيانات المخزنة فيه، وبما أن للعقل نماذج ثابتة فأنه يحلل ويستنتج تبعاً لهذه النماذج.
إذن؛ يقوم العقل بتحليل الماضي وبالتالي يتوصل إلى نتيجة يقوم عليها بناء المستقبل.
لذا يعيش العقل في الماضي وذلك للأهمية التي يعطيها للزمن والدليل على ذلك: تواجد الماضي المستمر في حاضرنا، وفي الوقت ذاته توصيف العقل للذات وذلك قياساً لتجارب الماضي التي عاشها الشخص.
وعادةً ما يقوم العقل بإجراء حوار مستمر حول الأفكار التي تدور في الذهن، والتي قد تقدر من ستين إلى سبعين ألف فكرة في اليوم الواحد.
وبما أننا في الغالب نصدق الأفكار الصادرة عن العقل، وذلك بسبب التماثل بينه وبين الأفكار فإننا نؤمن بالتوصيف الذهني الصادر عنه.
ومن هذا المنطلق نستطيع أن نصل إلى نتيجة مفادها: إن الصياغة الذهنية التي تكونت لدينا حول شخصنا غير واقعية.
(في الحقيقة أنت لست الذي برمجه لك عقلك).
غالباً ما يقضي الكثيرون منا أوقاتاً في التفكير في أحداث الماضي أو أحداث متخيلة، وهذا ما هو إلا تعود يؤدي بنا إلى الدوران في حلقة مفرغة نسجن فيها ذواتنا وتبقينا في حالة من الخيالات الداخلية المشتتة، وفي الوقت ذاته هناك منظومة الخوف (الأنا) (EGO) التي تقنعنا بأنها على حق من خلال الدفاع المستميت عن الجزء المزيف في الذات، والذي ينشأ كبديل عن ذاتك الحقيقية.
فما هي الخطوات اللازمة لوقف سيل الأفكار القسرية السلبية؟
بالعودة إلى الفليسوف (إكهارت تول/ قوة الآن)
أولاً: نحتاج إلى الإنصات إلى الحوارات والأفكار الداخلية.
ثانياً: الانتباه إلى أن نكون في وعي تام وغير منجرفين للحكم على ذواتنا.
ثالثاً: الابتعاد عن الحكم.
رابعاً: المشاهدة بدون إطلاق الاحكام.
خامساً: الحيادية.
ومثال على ذلك: تقوم الأفكار بتضخيم أحداث الماضي، مما يؤثر على المزاج بالسلب، وذلك بسبب إعطاءنا مصداقية لتلك الأفكار. فتماثلك مع عقلك هو: احتجازك في الزمن وهذا يخلق انشغالاً لانهاية له.
سادساً: بالرجوع الى مقولة الفليسوف (إكهارت): إن ما تعتقده في الماضي هو أثر في الذاكرة وهو فقط مخزن في الذهن، وإن تخيلك المستقبل ما هو إلا إسقاط ذهني.