“صوب الملاحق الثقافية”.. احتفال بالماضي.. قلق على المستقبل 18 متحدثاً ناقشوا الدور التاريخي للصحافة الثقافية.. وتساءلوا عن الأثر القادم
الرياض: صُبرة
لم يقتصر اجتماع المثقفين في ملتقى “صوب الملاحق الثقافية” على الحديث في أمور تخص الدور الذي لعبته تلك الملاحق في إثراء المشهد الثقافي في المملكة، وإنما كان فرصة أيضًاً لمناقشة هموم المشهد الثقافي، ومستقبل الصحافة السعودية، بعدما ألمح البعض إلى أن الملاحق الثقافية ـ دون سواها ـ كانت مظلومة بين بقية الملاحق، بسبب رفض المعلنين نشر إعلاناتهم التجارية فيها.
وناقش المثقفون على مدار يومين، قضاياهم وهمومهم وطموحاتهم في الجلسات الحوارية للملتقى، الذي اختتم اليوم (السبت) في الرياض، بدعوة من أكاديمية الشعر العربي. وعبر الحضور من أهل الثقافة والأدب عن آرائهم حول دور الملاحق الثقافية في تشكيل المشهد الأدبي السعودي.
طفرة ثقافية
وشدد المحامي سعود الرومان على أهمية الملتقي والصراحة التي تميز بها، وعلى تنوع موضوعاته وجلساته الحوارية المثرية والمفيدة للمهتمين في المجال.
وحول ما ينشر في الملاحق الثقافية في الصحف أو الدوريات والمجلات، قال الرمان “هناك طفرة ثقافية في المملكة، شملت كل نواحي الثقافة والأدب، وهناك تطور إيجابي لصفحات الأدب الشعبي التي تحولت إلى مجلات، حتى وصل عددها في يوم ما إلى 35 مجلة متخصصة في الأدب الشعبي”.
تأثير مطرد
وقالت نور القحطاني أن كل المبادرات الثقافية في مناطق المملكة صاغت وشكلت نسيجاً ولوحة بانورامية ثرية، أذكت وأغنت بتكاملها وتعاضدها، مشروع الحراك الثقافي الوطني بالمجمل.
وأضافت “هنالك قضايا أدبية موجودة، كنت أبحث عنها في الصحف أود من الإخوة أن يتنبهوا إليها مثل أخبار الصالونات الأدبية المنتشرة الآن”.
وأشارت إلى وجود عدد كبير من الصالونات الأدبية في الرياض فقط تحتاج لمن يتتبع أخبارها ويرصد ما فيها من نقاش ثقافي خدمة للمجتمع وأثراء للملاحق الثقافية بما هو جيد ومفيد للقاري.
نابضة بالحيوية
ومن جانبه، أشار محمد الحسين إلى أن مسيرة الثقافة السعودية، أصبحت نابضة بالحيوية، وتحفل بصنوف الإنجاز في شتى حقول الإبداع، إذ حققت نجاحات متميزة، باتت معها المملكة نموذجاً متميزاً على صعيد الفكر والدبلوماسية والثقافة ودور المعرفة في التنمية المجتمعية.
ولفت الحسين خلال نقاشات الملتقى، إلى تأثير الملاحق والصفحات الثقافية مجتمعياً لارتباطه بالمحتوى والكتّاب، خاصة في ظل الواقع الحالي الذي بدت فيه مواقع التواصل الأجتماعي والمواقع الإلكترونية المتنوعة، منافساً نوعياً للصحف الورقية.
وتسأل الحسين عن عقبات تمويل هذا الحقل الصحافي المهم في الصحف. وقالت “المعلن لا يحبذ ظهور إعلانه في صفحات ثقافية، وكذا المثقف لا يستسيغ قصيدته أو مقاله بمحاذاة إعلان تجاري في الصفحة.
18 متحدثاً
وكانت أولى جلسات الملتقى قد انطلقت أمس بفندق هيلتون الرياض وشارك فيه ١٨ متحدثا من المهتمين والمختصين في المجال الأدبي- دور الملاحق الثقافية في تشكيل المشهد الأدبي السعودي، من خلال جلسات حوارية ولقاءات، وحلقة نقاش شبابية، ومعرض مصاحب.
وجاءت الجلسة الأولى للمعرض -الذي يستمر لمدة يومين- بعنوان “الملاحق الثقافية: النشأة، ملامح التأثير”، وفي جلسة تليها ناقش الحضور “النشر الأول: الأثر والتحديات”، واختتمت الجلسات بحوار مع رئيس تحرير صحيفة الوطن عثمان الصيني.
وسلّط الملتقى الضوء في جلساته لليوم الثاني على “الملاحق الثقافية بين مزاج المبدع وتحولات القارئ”، كما شمل حلقة نقاش شبابية عن الملاحق الثقافية والنموذج الأمثل، فيما يختتم الملتقى في ثالث أيامه بجلسة تحت عنوان “الملاحق الثقافية واحتياجات المستقبل”، وتنتهي الجلسات بحوار مع الإعلامي محمد نصر الله.
ويأتي الملتقى بتنظيم من أكاديمية الشعر العربي، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتسعى الأكاديمية من خلال الملتقى إلى مواصلة دعمها لمواطِن الحراك الأدبي عامة، والشعري خاصة، وتسليط الضوء على نشأة الملاحق الثقافية في الصحف السعودية، والبحث في جذورها، ومد جسور التواصل لمناقشة وقتها الراهن، وأبرز القضايا الأدبية التي دارت بين أوساط المثقفين، ويستشرف تحدياتها ومستقبلها في المملكة.
يشار إلى أن الملتقى يتضمن معرضاً مصاحباً يحوي أرشيف الصحف السعودية بمشاركة أربع صحف هي: “الرياض، وعكاظ، واليوم، والرياضية”.
ويذكر أن أكاديمية الشعر العربي هي مؤسسة متخصصة في تنمية الشعر العربي، ودعم دراساته التاريخية والمعاصرة ونشرها، وتأهيل أصحاب المواهب الشعرية والنقدية وتطوير قدراتهم، ودعم الشعراء والنقاد وتشجيعهم وتكريم المبرزين والمتميزين منهم، وعقد المؤتمرات والمنتديات والندوات والمحاضرات المتخصصة، وإصدار التقارير السنوية عن الحالة الراهنة للشعر العربي، وغير ذلك من الأنشطة والفعاليات والبرامج.
اقرأ أيضاً
عثمان الصيني من الرياض: المؤسسات الصحفية السعودية سوف تنتهي خلال سنة