أجّلوا زيارة الحسين في الأربعين
حبيب محمود
الوضع في العراق الشقيق غير مطمئن، ولا نملك إلا أن ندعو لهذا البلد العظيم بالخير والأمن واجتماع كلمة أبنائه على السلام.
والمؤسف هو أن الأنباء التي تتناولها وسائل الإعلام والتواصل؛ لا تُبشّر بانفراجة في أزمته الأخيرة. حظر التجول في العاصمة بغداد، وتعليق جلسات برلمانه، وأحداث الشارع. وهناك سفارات طلبت من رعاياها مغادرة العرق في أقرب وقت. كل ذلك يُقلقنا نحن جيران العراق وأحبته.
والمؤسف أكثر؛ هو أن السيناريوهات التي ينثرها المحللون؛ تتوقّع ما هو أخوَف مما هو قائم الآن. والقلق الدولي تُعلن عنه عواصم عربية وعالمية؛ على نحو يؤكد ضرورة الحيطة والحذر من إخواننا الذين سافروا إلى الأراضي العراقي، لزيارة الإمام الحسين، عليه السلام، في مناسبة الأربعين. ويتأكد أكثر على الذين ينوون السفر.
وبما أن الوضع غير مطمئن، والسلامة مقدمة على ما سواها؛ فإن من الصالح ـ بل الأصلح ـ هو تأجيل السفر إلى أن تنفرج أزمة أشقائنا في العراق الحبيب.
حتى الآن لم يصدر أي شيء رسمي على المستوى السعودي، فيما يخصّ السفر إلى البلد الجار، باستثناء وجود ترتيبات سابقة تخصّ الحصول على تصريح بالسفر إليه. إلا من أن الحكمة والحصافة أن يكون حذرنا ذاتياً، وحرصنا على سلامة أهلنا الزوار مقدّماً في اعتباراتنا.
من المؤكد أن لزيارة الإمام، عليه السلام، خصوصيتها وأهميتها الروحية في مثل هذه الأيام بالذات، هناك قلوبٌ تهفو إلى التشرف بدخول حرم الإمام، وهناك زرافات ووحدان يترقبون هذه المناسبة السنوية الأثيرة، وبعض الحريصين يكررون هذه الزيارة عاماً بعد عام، طلباً للسلام على ريحانة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن قرب يستحق العناء.
بيد أن عناء الوضع الأمني والسياسي ليس أمراً يُستهان به، أو تُضمن معه السلامة.
العراقيون أنفسهم لا يملكون ضمانة على ما تحمله الأيام من أحداث، وهم أعرف الناس ببلادهم. فكيف بمن يأتون من خارج الحدود، وليس لهم من أمر السياسة والأمن لا ناقة ولا جمل.
حفظ الله وطننا، وحفظ العراق وجميع أوطاننا.
اقرأ أيضاً
أصحاب حملات في القطيف: حركة الزوار آمنة عبر مطار النجف.. والوضع مستقر في كربلاء
لا أعلم أصحابً خيرً من أصحابي ولا أهل بيتٍ أوفىٰ ولا أبر من أهل بيتي هكذا من يريد زيارة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام !