العليوات: في كلّ منا مخزن كيماويات مسؤول عن السعادة شددت على أن الإنسان هو من يصنع واقعه وسعادته
القطيف: صُبرة
أمام 50 متدرباً ومتدربة، وضعت أخصائية السعادة وجودة الحياة زينب مهدي العليوات خارطة طريق، تعزز بها الاستقرار والسعادة في الحياة الزوجية، مُخاطبة الحضور بأن اختياراتهم وأفكارهم وتصرفاتهم هي التي تؤثر في مستوى سعادتهم.
وشددت العليوات على أنه لا توجد حياة خالية من الضغوط، وتنابعت “لكن على الإنسان أن يجعل حياته أكثر سعادةً بقراراته وأفكاره الإيجابية، وطريقة ممارسته للحياة”.
وبينت العليوات أن لطريقة التفكير علاقة قوية جدًا بأسرار السعادة، التي منها؛ الامتنان، التفاؤل، تحديد الهدف، استثمار العلاقات الجيدة، والرضا.
الكوب الفارغ
واستضاف مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية في سنابس، العليوات في محاضرة قدّمتها أمس الأول (الثلاثاء)، قدمت فيها عرضًا مرئيًا يُشير إلى أن الرضا الداخلي يعكس ما نعيشه من واقع. وقالت “كلما كان ارتباطنا به جيدًا كان تقبلنا له مريحًا وسهلًا. مع الوضع في الاعتبار أن الإجهاد والقلق يؤثران على قدرة عقولنا على تقييم المواقف، والتوصل إلى حلول ملائمة لمشاكلنا”، قائلة: “اعطِ نفسك وقتًا لها، حبِّبْ لها لحظاتك الجميلة لتهنأ وتعيش بسلام”.
وشرحت العليوات للمتدربين نظرية الكوب الفارغ قائلة “كل شخص ينظر إلى الكوب الفارغ بنظرته الخاصة، ولتكن لك أنت نظرتك الخاصة. انظر إلى الجزء المليء من الكوب، ولا تنظر للجزء الفارغ منها؛ فالتفاؤل والأمل رؤية ما تبقى في الكأس. انظر إلى إنجازاتك، وما قدمت في حياتك، فالسعادة تكون بتحقيق تلك الأجزاء أو النسب الإيجابية فيها، ولتكن هذه الإنجازات مُدعاة فخر وتقدير لذواتنا.
التفكير الإيجابي
وأكدت خلال المحاضرة أنّ هناك العديد من الطرق الإيجابية التي تساعدنا على تعزيز التفكير الإيجابي، منها التأمل “يمكن للتأمل أن يوفر لنا الشعور بالهدوء والسلام والتوازن الذي يمكن أن يفيد صحتنا النفسية والعامة، كما يمكننا أن نلجأ إلى هذا الأسلوب للاسترخاء والتغلب على التوتر، بإعادة تركيز انتباهنا على شيء آخر، يبعث على هدوء البال، ويمنح التأمل عقولنا فرصة للاستغناء عن الأفكار السلبية ومحو الضرر الذي يمكن أن يحدثه التفكير السلبي”.
وأشارت إلى إنّ هناك مجموعة من الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية المسؤولة عن شعورنا بالسعادة هي: السيروتونين، الإندروفين، الدوبامين، والأوكسيتوسين، ولكل واحد منهم مميزاته وتأثيراته الإيجابية لذلك يجب الاهتمام بهذه المواد الكيميائية الموجودة في أجسامنا، والبحث عن مصادر السعادة من حولنا لتحفز هذه الهرمونات”.
تحقيق التوازن
وشرحت العليوات للمتدربين عجلة الحياة المتوازنة. وقالت “تتمثل في 8 محاور، منها: المحور الديني، الروحاني، النفسي، الجسدي، الأسري، الاجتماعي، وكل قسمٍ يمثل جانبًا من جوانب حياة الإنسان، وهي تختلف من شخص إلى آخر، فلكل أولوياته وجوانب حياته المختلفة عن الآخرين، وعلى الإنسان الاستمرار في تطويرها و تحسينها لتحقيق التوازن.
وأوضحت أن معادلة السعادة المستدامة تعتمد على كفاءة الأداء والارتقاء بالخدمات، وترسيخ قيم الإيجابية، وتعزيز السعادة في البيئة المحيطة.
واختتمت العليوات المحاضرة بقولها “علينا أن نقاوم كل ما يحيط بنا من سلبيات في حياتنا اليومية، وذلك باستخدام الأدوات التي تصنع السعادة وتجدد طاقاتنا الروحية والتي منها؛ تعزيز الصحة، توطيد العلاقات، تحقيق الإمكانات، التحفيز الوظيفي، تحقيق التميز وزيادة الإنتاجية”.