[1 ـ6] ثلاثية الذات والشعر والوطن قراءة في ديوان الحقيقة أمي والمجاز أبي، للشاعر ياسر آل غريب
محمد منصور
يقول تشومسكي (Chomsky): “اللغة مجموعة متناهية أو غير متناهية من الجمل، مكونة من مجموعات متناهية من العناصر، يكتسبها الإنسان بمقدرة فطرية”.(1)
مما سبق يتضح لنا أن الإنسان قادر على اكتساب اللغة بشكل فطري، وأن هذه اللغة المكونة من عناصر متناهية سواء على مستوى الأصوات والحروف أو حتى جذور الكلمات التي تتكون منها؛ فإنها تنتج لنا مجموعة غير متناهية من الجمل.
واللغة بلا شك لم تولد إلا لفائدة، وإلا كانت عبثا محضا، وسواء كانت اللغة سماوية أو بشرية؛ فإنها تمثل نقلة كبيرة في تاريخ البشرية، لذلك فالكلمات وبالتالي الجمل في أي لغة ذات دلالات، وهذه الدلالات وفقا لنظرية المنطق الأرسطي، “…وملخص هذه النظرية هو أن الدلالة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
_الدلالة العقلية…
_الدلالة الطبعية…
_الدلالة الوضعية، وهي: فيما إذا كانت الملازمة بين شيئين ناشئة من التواضع والاصطلاح الاجتماعي…
واللغة بلا شك هي من القسم الثالث؛ لأن علاميتها مستمدة من الوضع البشري، وليست من صميم الخارج، ولا من الطبع الإنساني.”(2)
وهنا تكمن الأهمية للغة، وهي الدلالة.
والشعر والذي هو مدار الحديث هنا هو أحد أبرز تجليات اللغة، إن لم يكن أبرز تجليات اللغة من حيث كونه مفارقا للكلام العادي، وهذا ما دعى بول فاليري إلى قول: “الشعر لغة داخل اللغة”.(3)
وحديثنا عن لغة الشاعر ياسر آل غريب في ديوانه: الحقيقة أمي والمجاز أبي، سيكون على مستويين، هما:
_المستوى الأول: الكلمة المفردة.
_المستوى الثاني: الجملة الشعرية.
………………
(1) كائن اللغة، علي عبدالله الفرج، دار أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، ط 1، 2015، ص 22.
(2) كائن اللغة ص 25 و 26.
(3) إراءة التأويل ومدارج معنى الشعر، عبدالقادر فيدوح، دار صفحات للدراسات والنشر، دمشق، ط 1، 2009، ص 111.