ابن الممثل مخرج.. أحمد الحساوي.. في أول شطحة نطح جائزة مهندس التقنية اختار "القاري" من تراث الأحساء ونافس به في عمان.. وفاز
القطيف: خيرية الحكيم
قبل أسبوعين؛ فاز والده الممثل إبراهيم الحساوي بالنخلة الذهبية بوصفه أفضل ممثل في مهرجان أفلام السعودية.
ويوم الاثنين الماضي خطف هو جائزة مهرجان الداخلية السينمائي الدولي في سلطنة عمان. خرج فائزاً من بين 40 فيلماً بين روائي ووثائقي ومتحرك من مختلف الدول العربية والأجنبية، وحصل فيلمه “القاري” على جائزة لجنة التحكيم في مسار الأفلام الوثائقية لعام 2022،، ليمون هو صاحب المشاركة السعودية الوحيدة في المهرجان الذي احتضنته مدينة نزوى ونظمته الجمعية العمانية للسينما والمسرح بالتعاون مع مكتب محافظ الداخلية خلال الفترة من 19إلى 22 يونيو الجاري ، منافساً بذلك أكثر من 14 دولة عربية وأجنبية.
ولأن الميول ليست وليدة الصدفة، بل لها جذورها الضاربة في أعماق النشأة والتربية، فإن أحمد الحساوي (28 عاما) شغفه الفن وتشربه من والده، حتى انعكس ذلك بفوزه في مشاركته الأولى خليجياً ودولياً.
“صبرة” التقت الفنان الشاب، عقب تتويجه بالفوز، لتتعرف على بعض جوانب العمل وقصته، وطريقه نحو الفوز المهم الذي بالتأكيد سيؤرخ لمسيرته المستقبلية.. فالشاب الذي كان مفتوناً بالأفلام على حد تعبيره، وجد من خلالها نافذته إلى العالم بطموح كبير لأن يكون مخرجاً له بصمة خاصة في صناعة الأفلام الوثائقية، وأكمل بثقة: أطمح أن أكون مخرجا لديه شغف وطموح في صناعة أفلام تلامس وتحاكي الجمهور تترجمها أحاسيسي أو على الأقل تلك التي أشعر أنها مؤثرة.
هوية تراثية
في البداية، يذكر الحساوي، أن أحداث الفيلم تدور حول قصة ثلاثة فلاحين من الأحساء، وكيف لا يزال“القاري“ في وجدانهم يشعل فتيل الذكريات، رغم أنه كان من أحد وسائل النقل القديمة التي تستخدم في المنطقة وفي مناطق أخرى من عالمنا العربي، مع اختلاف مسمياته.
وبعد أن وجه ـ عبر “صُبرة” ـ الشكر لطاقم العمل والممثلين أحمد البردويل، وابراهيم علي آل شبيب، وجاسم محمد السالم، وأيضاً لكل من ساهم في إنجاح التجربة، لم يفت الفنان الشاب استدعاء دور والده إبراهيم الحساوي منذ بدايات دخوله هذا العالم قائلاً بحماس: “والدي هو من أخبرني بمقولة علقت في ذهني “اصنع فيلما يشبهك” ولم يبخل في دعمه المتواصل لي وزودني بكثير من المصادر والمعلومات، عندما فكرت في انتاج الفيلم.. قال لي إنه من الأجمل ان تبدأ من منطقتك الأم ـ أي الأحساء ـ لما لها مكانة وقيمة تاريخية تزخر بكنوز من المواضيع والثراء الثقافي و قد يشدك ذلك لصناعة سلسلة من الوثائقيات التي تتعلق بالإرث الاحسائي أو تلك الممارسات الشعبية أو العادات والتقاليد الأصيلة” وكشف عن نيته انتاج فيلم آخر سيتم تصويره في شهر يوليو المقبل.
وعن خلفيته المعرفية، أوضح أنه لم يلتحق بدورات بعد، إذ تعلم الصناعة من خلال الاحتكاك بالخبراء والمختصين في هذا المجال واكتسب المعرفة من خلال الإطلاع على الأفلام و قراءة الكتب، وبحكم عمله في قسم ادارة الانتاج لأكثر من فيلم، فقد ساعده ذلك على فهم و كيفية صناعة الفيلم.
الأحساء فقط
وأشار الحساوي، إلى أن تصوير الفيلم انحصر في محافظة الأحساء فقط، ومزارعها وأوديتها وأيضاً طريق جبل القارة، واعتبر أن الأهم هو هوية الفيلم التراثية المتمثلة في “القاري” بما يشبه إعادة الاعتبار إلى “الحمار” باعتباره كائنا مظلوماً رغم قوته و صبره وبنيته الجسدية، مضيفاً أن هذا ربما يكون تفسيراً لافتاً لعناية سكان الأحساء به، كالحناء ودق العيش والسباقات، حيث لا يزال بعض الفلاحين يستخدمون “القاري“ إلى الآن.
صعوبات وعراقيل
وحول عراقيل وصعوبات العمل ذكر المخرج الشاب أن تصوير المواضيع التي تتطرق عن أي حيوان من أقوى التحديات خصوصا في التعامل مع الحيوان الذي لا يمكن التحكم به في مشهد معين بحسب التخطيط، فربما تصبر إلى ساعات حتى تحقق ذلك، وأوضح أنه نظراً لأنه بدأ الفيلم دون ميزانية لأنه كان شغفاً بحد ذاته أن يصنع فيلما على سبيل التجربة، لذا واجهت تحديات على مستوى التكلفة في كثير من الأحيان، وكشف أن الفيلم الذي استغرق ما يقارب 5 أشهر منفصلة منذ الفكرة وحتى التنفيذ النهائي.
تتويجات ومشاركات
وأوضح الحساوي، أنه سبق أن توج الفيلم بالمركز الثالث في مسار الأفلام الوثائقية القصيرة التي نظمتها هيئة الترفيه في مسابقة تحديات الترفيه (عام 2019) قبل أن يتوج بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الداخلية السينمائي الدولي في مسار الأفلام الوثائقية في عام 2022.
وأشار كذلك إلى أنه سبق وأن شارك في 6 مسابقات ومهرجانات وطنية متنوعة قبل المشاركة العمانية، حيث تم عرضه في 4 مسابقات عام 2019 وهي غرفة الأحساء لمسابقة غرفة الأحساء الوطنية للتصوير، وليالي ثقافية – الهيئة العامة للثقافة، و مهرجان أفلام السعودية، بالإضافه إلى مهرجان تحديات الترفيه الذي نظمته الهيئة العامة للترفيه، قبل أن يواصل المشاركة في فعاليات أخرى، منها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (2020) وأيضاً في مهرجان البحرين السينمائي (2021)، ثم مهرجان الداخلية السينمائي الدولي (2022).
شغف وتوثيق
وعن دافعه الأساسي لإنتاج “القاري” قال الحساوي: مادفعني هو اهتمامي في إبراز الممارسات الشعبية قبل اندثارها، وما دعاني الى توثيق عربة القاري هو أنها لا زالت تستخدم عند بعض الفلاحين رغم وجود عربات النقل الحديثة.
ولفت إلى أن أفضل الأفلام الوثائقية الواقعية التي تلاحظ حياة الناس و خاصة المهمشين منهم وتحويل تفاصيلهم إلى مشهد سينمائي، وأضاف: “شغفي أن اصنع سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تكشف عن تفاصيل الوجود الإنساني في الوطن وتحديداً في المكان الذي أعرفه جيداً الأحساء.
المخرج في سطور:
- – ابن الفنان إبراهيم الحساوي.
- – من مواليد الأحساء 1994م.
- – مصور فيديو وصانع أفلام سعودي.
- – خريج كلية الهندسة التطبيقية 2020 (مهندس نظم معلومات).
- – عمل في إدارة الإنتاج لأكثر من فيلم، ومن الأعمال التي أخرجها فيلم (القاري) الذي يعد أول فيلم يقوم