في المدرجات “شيخ”.. سابقة تكسر الحواجز في دعم الرياضة الشيخ مكّي عبدربه يواجه "فلاشات" الكاميرات في لقاء الخليج والصفا

قال لـ "صُبرة": الشيخان المهدي والعبيدان قدوتي

القطيف: شذى المرزوق

في المدرّجات، وبكامل لباسه الديني: عمامة، و”قَبا”، و”بشت”.. مشهد لم يُرصد من قبل في ملاعب القطيف. لكنّه حدث أمس الاثنين، حين جلس الشيخ مكي آل عبدربه في مدرجات جمهور نادي الصفا في مواجهة شقيقه نادي الخليج.

“شيخ” في المدرجات؛ و “فلاشات” الكاميرات تلمع تباعاً رصداً لأول حالة من نوعها، في القطيف أقلّاً.

وحين سألته “صُبرة” عن حضوره؛ قال “من أجل دعم أصدقائي في نادي الصفا والرياضة بشكل عام”، وقال إنه رياضي سابق في نادي الصفا بصفوى، بوصفه لاعب كرة السلة وألعاب القوى، ورياضي حالي يحمل بطاقة متقدمة في رياضة الغوص، ولديه هواية ركوب الخيل..!

ليس هذا فحسب، بل أكد أنه على تواصل مع نادي مدينته، ومتابع لمُجريات بطولة كرة اليد التي لعب الصفا مباراتها النهائية، ولم يُوفّق لنيل كأس الأمير سلطان بن فهد الذي حصل عليه شقيقه نادي الخليج في سيهات. وقبل المباراة النهائية كان يتابع تدريبات النادي استعداداً للمواجهة الأخيرة.

فمن هو الشيخ المعمّم الذي لفت أنظار حضور مباراة الخليج والصفا ومشاهديها..؟

طالب علوم دينية من مدينة صفوى،  بدأ الدراسية الحوزية في القطيف، حين كان في سن الـ 19، على يد مشايخ من البلد، منهم: الشيخ عمار المنصور، الشيخ شوقي المقداد، الشيخ محمد العوامي، الشيخ رضي آل مطر.. هذه البداية.

ثم أضاف “بعد سنة من دراستي في القطيف انتقلت إلى الدراسة الدينية في الخارج لمدة 4 سنوات، ثم عدت لاستكمالها في حوزة دار الهدى في القطيف”. وحالياً “أدرس في المرحلة المعروفة بـ “السطوح العليا”، وتتضمن “فقه المعاملات” للسيد محمد المصطفوي، وبداية الفلسفة، بالإضافة إلى القواعد الفقهية، وهذه هي الدروس الأساسية حالياً”.

وفضلاً عن كونه طالب علم؛ هو خطيبُ منبر، ويصف نفسه من “المبلغين”، ويمارس الخطابة في المملكة والكويت وعمان، إضافة إلى أنه سبق أن مارسها في الولايات المتحدة والسويد.

وله اشتغال في الخطابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأثناء انتشار وباء كورونا، قدّم محاضرات عبر تطبيق “إنستغرام”، و “سناب شات”، و “يوتيوب”، ومن أهم ما قدّمه ـ في تلك الفترة ـ برنامج حمل اسم “مع أم ضد”؟.

ومثل كثير من طلاب العلوم الدينية؛ له حضور في العمل الاجتماعي، بينها مشاركات في فعاليات جمعية الصفا، ونادي الصفا، وبعض المؤسسات.

هذا هو مكي آل عبدربه “الشيخ”.. فماذا عن مكي “الرياضي”..؟

يقول “كنت مهتماً بالرياضة قبل طلب العلم الديني، وما زلت نوعاً ما، منها ركوب الخيل، والغوص، وعندي شهادة غواص متقدم، “أدفانس”.

وعن حضور مباراة أمس يعلّق “حضور مباراة الصفا هو دعم للأصدقاء من اللاعبين وللرياضة بشكل عام”، ومن منطلق رأيه بأن للرياضة دوراً في حماية الشباب والحفاظ عليهم.

وعن مستوى اهتمام المشايخ وطلبة العلوم الدينية بالمجال الرياضي ودعم الشباب الممارس لمختلف الأنشطة الرياضية يقول “أرى دعماً جيداً من طلبة العلم للرياضة، وسبق أن تبنى العديد من المشايخ هذا الخطاب لتحفيز الشباب وأبناء المحافظة على ممارسة الرياضة متفقين على مبدأ “الرياضة حفظت كثيراً من أبنائنا”.

وعن شكل حضوره أمس قال إن “التفاتة وجود طالب علوم دينية في الملعب قد تكون غير مألوفة في مجتمعنا، وقد يكون أحد أسباب ذلك أن الأرضية الاجتماعية ما تزال غير مهيأة، فما يراه البعض مقبولاً قد يكون للبعض الآخر من وجهة نظر مختلفة تماماً، ومع ذلك فالدعم لا يقتصر على حضور المباريات، بل يمكن مساندة الشباب الرياضي والأندية بحضور التدريبات، واحتفالات التكريم، والمناسبات الأخرى، التي قد يسجل فيها حضور المشايخ إضافة معنوية لتحفيز المجتمع على ممارسة هذه الأنشطة ورفع مستوى الوعي بأهميتها ودورها في الحفاظ على الشباب.

الشيخ محمد العبيدان ـ القديح

العبيدان والمهدي

واستشهد الشيخ مكي بالشيخ محمد العبيدان الذي يُعتبر أحد داعمي الأندية والرياضة، معتبراً إياه قدوة في هذا المجال، بالإضافة إلى الشيخ يوسف المهدي في صفوى.

ويؤكد “دعم الرياضة محبب وشيء جيد، ونحن ـ المسلمين ـ عندنا موروث من الهدي النبوي يحض على تعليم السباحة الرماية وركوب الخيل، وهذا يمكن أن يكون أعمّ، حتى لا يكون الموضوع ركوداً بدنياً”.

يضيف “لدي مواقف شخصية سابقة رأيتها بنفسي، في استفادة أبنائنا من الرياضة التي حمتهم وحفظتهم من أبناء الشارع والسلوكيات غير المقبولة”.

الشيخ يوسف المهدي ـ صفوى

وسألناه: لماذا لا يحضر المشايخ المباريات..؟

فأجاب: قد تكون هذه غائبة عني أيضاً، فالبعض قد يستغل صورة سيئة بشكل أو بآخر بوجود الزي الديني في الملعب.. وظهور سلوكايات غير مقبولة، مثلاً: واحد يسب.. يتهجم.. يصنع أمراً مخالفاً للآداب وغير لائق بوجود العمامة في المكان”.

واستدرك “مع الالتفات من جهة أخرى لما بعد المباراة فلا نعرف ماذا يمكن أن يحدث من تصرفات أو سلوكيات قد تجير في غير محلها، وهو ما يؤثر سلباً حضور طالب العلوم الدينية”.

وعما بعد مباراة أمس علّق “الحمد لله لم يحدث شيء سييء في مباراة الصفا والخليج، بل امتازت المباراة بروح وأخلاقيات رياضية عالية”.

ثم عاد ليقول “قد تكون هناك وجهات نظر مختلفة في الإطار الحوزوي وفي غيرها”، ونبّه “أنا أقلّ من أن أُبدي رأياً، ولكن قد يكون هنالك بعض الخوف من أن يكون في الحضور إنقاص بهيبة طالب العلوم الدينية”. مضيفاً “حتى أنا أخاف ذلك، فقد لا يكون المجتمع مهيّأً لمشاهدة طالب العلوم الدينية في مدرجات الملاعب”. ومع ذلك قال “في النهاية طالب العلوم الدينية إنسان.. قد يُخطيء، وقد يصيب، ويحتاج إلى دعم المجتمع له ولتوجهاته”.

تهنئة

وفي نهاية الحديث وجّه رسالة تهنئة لنادي الخليج الذي “حقق فوزاً مستحقاً في المباراة التي جمعت الفريقين”، مبيناً مدى اعتزازه “بروح المنافسة والمستوى الذي قدمه فريق نادي الصفا، والجهود التي بذلها الخليج للتقدم والخروج بالكأس منتصراً”.

اقرأ ايضاً

“سارعي للمجد” تُطرب الجماهير.. ومشهد “عمامة” يشغل مواقع التواصل

 

تعليق واحد

  1. إشارة لهذا الحدث فإن مكان الزي الرسمي بهذه الأماكن غير محبب و ليس لها مكان بين هؤلاء و هذا ليس حدث جيد حيث يسقط من هيبة العلماء و العمامة لأنه يدخل لمكان مختلط من الثقافات و الفهم المتدرج فلا أحبذ شخصياً هبوط أهل العلم للمدرجات و الله الموفق لما فيه الخير و السداد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×