عبدالرحمن الحمد: الغريب بدأ مسيرته في 1980 وله أكثر من 80 عملاً فنياً

القطيف: ليلى العوامي

كشف المسرحي السعودي عبدالرحمن الحمد عن معلومات غير معروفة عن حياة الراحل الفنان جعفر الغريب الفنية، مؤكداً أنه بدأ مسيرته الفنية عام 1980 وليس عام 1988م، كما أُشيع. كما ذكر أن مجموع أعمال الراحل الفنية تجاوز 80 عملاً.

وجاءت معلومات الحمد في مقال أرسله لـ “صُبرة” هذا اليوم. وكانت الصحيفة قد طلبت مشاركته في تأبين الراحل أمس، إلا أن الوقت لم يُسعفه إلا اليوم.

وفيما يلي نص ما كتبه الحمد عن رفيق دربه جعفر الغريب.

أمس الأربعاء 4 مايو سنة 2022؛ كان يوم وفاة الصديق العزيز والزميل رفيق الدرب الفنان السعودي الممثل القدير جعفر حسين الغريب، المولود في 12 فبراير من عام 1956، بمدينة الهفوف بالأحساء شرق المملكة العربية السعودية.

بلغ من العمر عند وفاته 65 عاماً، ومنذ ساعة علمي بوفاته، وأنا حزين ومتألم ومتوجع علي رحيله الي مثواه الأخير.

 ولكني كلما اختليت بنفسي أجده أمام عيني في كل لحظه عشتها معه، صوته وصورته ضحكته، وأتذكر كفاحه وجهاده ومعاناته في الحياة، كلامه أقواله أمانيه وأحلامه، مع كل الذكريات الجميلة والطيبة أبكيه بالدموع آو أختنق بالبكاء. وحتى إذا ضحكت؛ فشعوري هو أني مختنق ببكاء مستمر.

ترتبط ذاكرتي بهذا الفنان الإنسان الجميل الراقي الرائع منذ أربعة عقود خلت، منذ عمر الشباب كنا نأمل ونحلم بمشروع الفن والثقافة والابداع، وكل منا شق له طريقاً وأسلوباً في العمل الفني مستقلاً، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود سطر لنفسه مجدًا ستذكره الأجيال، وبنى لفنه بنيانًا رفيعًا لا يزال عالقًا في الأذهان.

كان الفن بالنسبة له شغله الشاغل، لم يهتم بالقيمة المادية، بقدر اهتمامه بالقيمة الفنية. إذا كان غيره خرج من حياته بملايين الريالات والعمارات؛ فهو ترك لنفسه وللأجيال القادمة ما هو اهم وأبقى وأنفع.

ومن الصعب عليّ في هذه المقالة أن اتحدث عن كافة أعماله ومشاركاته الفنية الكثيرة، ولكن لابد لي من الوقوف أمام أهم أعماله الفنية الرائعة..

كانت البداية والانطلاقة مسرحية “عقاقير وعقارات” بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وهي من تأليف عبدالرحمن الحمد وإخراج زغلول الصيفي، وتاريخ الانتاج عام 1400الموافق 1980، وكانت له بطولة مطلقة أثبت فيها قدرته على التمثيل، ونجح نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير.

بعدها قرر الانتقال الى مدينة الدمام والاستقرار فيها، بحكم عمله في أحد البنوك المحلية واستقر به الحال، وحجته أن في الدمام تتوفر الفرص في الأعمال الفنية، لوجود محطة التلفزيون، ثم التحق بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، عندما كان يديرها الإداري المخضرم الأستاذ صالح بوحنية أمد الله في عمره، وقد عيّنه أمينا للمكتبة عام 1405هـ، ثم بعد ذلك عاد ممثلًا وتوالت مشاركاته في الأعمال المسرحية.

ومن بينها مسرحية “تلميذ رغم أنفه” التي أخرجها محمد ريحان، ثم مسرحية “الملقن”؛ تأليف الشاعر الكبير الأستاذ أحمد الملا، وإخراج جمال قاسم، ومن ثم مسرحية “اللاعبون” ومسرحية “تراجيع”؛ تأليف الكاتب المسرحي محمد العثيم، ثم “هدام الديرة”.

ومن أعماله التلفزيونية مسلسل “خزنه”، و “عائلة بوكلش”، و”أيام السراب”، و “جواهر” و “مجاديف الأمل”.

وشارك في ثلاثة أفلام سينمائية، كما شارك في العديد من المهرجانات الخليجية العربية والدولية في القاهرة وأبوظبي والبحرين وقطر وسلطنة عمان. وزادت شهرته أكثر عندما شارك في المسلسل الشهير “طاش ما طاش”، حتي بلغت اعماله أكثر من 80عملاً إبداعياً.

ويعد هذا الفنان من الرعيل الأول من جيل الرواد الذين لم يتوانوا عن المشاركة في نهضة الوطن فنياً.

كان ـ رحمه الله ـ يمتاز بالبساطة ودماثة الخلق، وكان يتمتع بروح مرحة سامية في التعامل مع الناس، وله ابتسامة لا تغيب عن محياه. كان إنسانا عظيمًا.

نعم فقدناه، لكن فقده لم يُفقدنا سماحته ومحبته سمت بأذواقنا إلى جمال فنه، واستلهمنا منه روح التسامح والتغافل عن أخطاء الآخرين.

أخيراً أسأل المولى ـ جلّ وعلا ـ أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.

عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم، وانا لله وانا اليه راجعون.

اقرأ ايضاً

يوم حساوي حزين.. مسلسل جعفر الغريب توقف في الحلقة 66

جعفر غريب.. 66 سنة.. 65 عملاً فنياً

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×