لماذا نقدّر الجمال والفنون: مقدمة
محمد حسين آل هويدي
بسم الله الرحمن الرحيم: … «20» أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ «21» … صدق الله العلي العظيم – الزمر.
سنطرق في حديثنا كيف ولماذا يتفاعل دماغ الإنسان مع الجمال والفنون. سنعرف لماذا نميل لبعض الوجوه طبيعيا. ولماذا الإنسان المخلوق الوحيد الذي يمارس الفن لأجل الفن. وهذا الحديث يناسب، ولا يقتصر على:
- محبو الفن والفنانين.
- طلاب علوم النفس وعلوم الإنسان.
- من يريدون معرفة كيف يستوعب الإنسان الفن والجمال.
سنأخذكم بعد هذه المقدمة إلى رحلة في ثماني حلقات:
- المعايير العالمية لجمال الوجه
- لماذا السعي وراء الأماكن والوجوه الجميلة ساهم في بقاء أسلافنا
- كثيرا ما تؤثر الظروف الخارجية على إحساسنا بالجمال
o الثقافة تلعب دورا في تضخيم السمات التي نجدها جذابة
- صنع الفن سلوك إنساني عالمي
o كيف نحدد الفن نفسه؟
أمر ليس سهلا كما سنرى
- يحرك الفن شبكات الدماغ الحسية والعاطفية والمعرفية
- يتم تعريف التجربة الجمالية بالإعجاب بعيدا عن رغبة الامتلاك
- الفن إما غريزة طبيعية أو منتج ثانوي للتطور البشري، أو الاثنين معا
- كلما قل صراعنا للبقاء، زاد تركيزنا على الفن
وسنعرف أيضا لماذا يتوق الدماغ للفن والجمال. مثل المخلوقات الأخرى، نرغب نحن البشر في الأشياء التي نحتاجها للبقاء على قيد الحياة ثم التكاثر – الطعام، والماء، والرفقة، والجنس. ولكن لماذا نتلهف أيضًا للجمال في حياتنا؟ لماذا يقضي الناس الكثير من الوقت في التجمعات والطقوس أو الرسم بدلاً من مجرد الاعتناء بالنفس أو التكاثر؟ ومن خلال التقدم في علم الأعصاب وعلم الأحياء التطوري، نكتشف تدريجياً ما وراء افتتاننا الغريب بالجمال. إنها قصة جميلة بحد ذاتها! وسنتعلم:
- العلاقة بين الجمال والطفيليات.
- لماذا كلنا مغرمون بالسافانا الأفريقية، حتى لو لم نكن هناك من قبل؟
- ماذا يعني أن تكون “غير مهتم” بعمل فني عظيم؟
وفي النهاية سندرك أشياء معينة على أنها جميلة بسبب الفوائد التطورية التي توفرها لنا هذه الأشياء المحددة. هذا المبدأ واضح في كل شيء من الوجوه الجميلة إلى المناظر الطبيعية الجذابة. وبالمثل، ظهر الفن من كليات تطورية متعددة أدت؛ عند دمجها في بيئة آمنة، إلى التعبير الإبداعي والنتائج الفنية.
وللحديث بقية …