في ليلة الوفاء بجمعية العطاء النسائية.. الجميع يُكرم الجميع القطري تتحدث عن ثقافة "نحن".. والعمران تسترجع الذكريات

القطيف: صُبرة

في ليلة الوفاء والتكريم داخل جمعية العطاء النسائية الأهلية في القطيف، كان من الصعب على الحضور النسائي أن يعرفن من يُكرم من، بعدما تبادل الجميع الأدوار، وانسالت عبارات الشكر والثناء والتقدير من الجميع صوب الجميع، في مشهد “استثنائي”، حمل عنواناً عريضاً اسمه “العطاء”.

في تلك الليلة، التي عبقت برائحة الذكريات، اجتمع مؤسسو وأعضاء الجمعية خلال الـ13 سنة الماضية، وعلى رأسهن الدكتورة أحلام القطري، التي كان من المفترض أن تكون أميرة الحفل، والمستهدفة الأولى بالتكريم، إلا أنها أبت ذلك، ووجهت كلمات الامتنان والشكر إلى جميع العضوات بلا استثناء، وقالت للجميع “أنتن المكرمات لا أنا”.

وتُعتبر القطري أيقونة العطاء، ومؤسس الجمعية النسائية الأولى في القطيف (العطاء)، حيث ترأست مجلس إدارتها لـ3 دورات متتالية، قبل أن تترجل عن صهوة العطاء، وتسلمها لخليفتها الدكتورة كوثر العمران، التي باشرت مهامها ديسمبر الماضي.

ثقافة “نحن”

وفي كلمتها، قالت القطري “أعيد كلماتي التي تكرست بداخل عقلي وروحي ووجهتها للآخرين للاستفادة منها كما تلقينا من الآخرين التوجيهات التي كانت لها فائدة لنا، وأكرر لنتبنى ثقافة “نحن”، وهي الكلمة التي بنينا عليها كل عملنا منذ التأسيس، بمعنى أن نقول “نحن” وليس “أنا”، من هذا المنطلق كنت أعيدها لنفسي ولغيري؛ نحن قمنا، نحن بادرنا، نحن عملنا باعتماد “نحن” في مجمل الحديث، ليس تواضعاً، وانما هذا هو حقيقة عملنا في الجمعية التي نهضت بالجميع، وليس بفعل شخص واحد، فإن اختاروني للقيادة، هذا لأن لكل فريق قائداً، لربما توسماً بأنك تملك حس قيادة، ولكن واقع الأمر أن الجميع يعمل، ومخرجات الجمعية طوال الـ13 سنة تبرهن عن ذلك، حتى في أحلك الظروف كان التوفيق حليفنا”.

اختلاف الأسلوب

وأضافت القطري “في السنوات الـ4 الأولى، حيث الحماس والانطلاقة بقوة في العطاء، كونها أول جمعية نسائية على مستوى المحافظة، بادر المجتمع بدعمنا والاحتفاء بعملنا، ولن أنسى دعم الجميع في ترشيحي لرئاسة الجمعية، أخص منهن سيدتين؛ كان لهما الدور الأبرز في دعم ترشيح قيادتي لجمعية العطاء، وهما الدكتورة نهاد الجشي، والدكتورة كوثر العمران”.

واستدركت في إشارة منها إلى العمران “نلتقي في نقاط مشتركة كثيرة، وإن اختلف الأسلوب، ولكن المخرج واحد”.

وأكملت “بدأنا بالكل والكل يعطي، ووضعنا الرسالة والرؤية والأهداف”

طاقة إيجابية

وفي حديثها عن المؤسسين، قالت القطري “وقتها كانت معنا الغائبة الحاضرة مليحة أبو السعود، وهي إنسانة رائعة، أضافت للجمعية الكثير، وأعطت من قلبها خلاصة عمر من التجارب الحياتية، والتجارب الأكاديمية، بالإضافة إلى مشاركة وداد أبو السعود، وهي طاقة إيجابية، تمشي على الأرض، وأيضا المبدعة التي أضافت للجمعية الكثير والكثير التي أراها مرآتي هناي آل سيف، وهناك الكثيرات والكثيرات اللائي كان لهن دور كبير واستثنائي في الدورة  الأولى مع حفظ الألقاب، ومضينا بعدها على ذات النهج، وهو ما لمسته حين وجدت أن سمعة الجمعية تدرجت بالسطوع والتألق”.

السمعة المتميزة

وأردفت “كنا جدداً بلا “فلوس”، وسيدات عاملات بجهد في زمن كان الوضع فيه صعباً، ليس كما هو الآن، ومع ذلك، حققت “العطاء” لها اسماً يُشار له، وحين نتساءل من أين لنا هذا الاهتمام وهذه السمعة المتميزة؟، ستجد الإجابة ملخصة في قول الإمام علي عليه السلام “كل ما تتوقعه آت”، وهو قانون الجذب، كل ما وضعت معايير عالية، فأنت سترقى بنفسك، ولأن الجمعية برمتها تتبنى هذا الفكر برزت العطاء”.

 واستشهدت القطري بلقاء حضرته مع الدكتورة نهاد الجشي في مؤسسة الملك خالد، وسط حضور كبير من زوار من جامعة كولومبيا. وقالت “تحدثت هناك عن تجربتنا في العمل الاجتماعي في جمعية العطاء، وحددت مشروع البرامج البيئية، شاكرة للسيدات عملهن الكبير، بداية من هناي آل سيف، حتى استكمال المسيرة على يد دلال العوامي والمجموعة المتألقة التي كونت فريقاً متناغماً جميلاً في هذا البرنامج، وقد نكون تفردنا ببرنامج البيئة على مستوى المملكة، بسبب هذا العمل والجهد، وقد أبدى الحضور وعلى رأسهم مسؤول العمل الاجتماعي في جامعة كولومبيا اعجابه بالتجربة ومخرجاتها، وأشار أحد الحضور بأنه كثيراً ما يسمع باسم العطاء، وأكد حديثه السيد هاشم الشرفا رائد العمل التطوعي من مدينة صفوى وأثنى بعمل الجمعية”.

نجاح العطاء

واستذكرت القطري مرة أخرى عدداً من أسماء العضوات منذ بدايات الجمعية من الدورة الأولى، وأضافت هيام الزاير التي انضمت في الدورة الثانية، ووصفتها بصاحبة البصمة الخاصة المتفردة بتواضع وبعفوية وبعقل راجح. وأضافت “توفقنا بانضمام مليحة الجشي، التي اختزلت 30 سنة من العمل الاجتماعي في روح العطاء التي تملكها، وحتى لا ننسى أسماءً وشخصيات كان لهن دور كبير في العطاء، استطيع القول إن العطاء مرت بمراحل كثيرة مشرفة”.

وشكرت القطري الجنود المجهولين من وراء الستار، بما فيهن سعاد العباس. وقالت “أنتن المكرمات لا أنا، وددت لو تم تكريمنا جميعاً، وليس أنا فقط، لولاكم ماكنا، وأنتن سبب نجاح العطاء”.

وآخر حديثها، وجهت القطري الحديث نحو الرئيس الحالي للجمعية العمران، مبينة أنها قد استلمت الدفة، وهي باقية على النهج نفسه، والجميع سيعمل يداً بيد معاً”.

 

الخطى نفسها

جاءت كلمة القطري، بعد أن بدأ الحفل بمقدمة، ألقتها عريفة الحفل عضو مجلس الإدارة نجاح العمران قالت فيها “في هذه الليلة، نرسم خطوط الفرحة، لنرسم ملامح الاتجاهات، ونتوقف مع من أعطى، ومازال العطاء طريقهم المعهود، بإصرار على استكمال صناعة الخير”.

تلتها كلمة رئيس مجلس الادارة الدكتورة كوثر العمران، قالت فيها “نحن هنا لنحتفي ونحتفل بالدكتورة أحلام، التي أخذت على عاتقها رئاسة الجمعية لـ3 دورات في 12 سنة، ومهما تحدثنا، لن نستطيع إيفاء العمل والمجهود والتفاني حقه، إلا إذا كنا نراه عن قرب”.

وتابعت “الأغلبية لا تعلم المسيرة التي خاضتها الدكتورة أحلام، التي احتضنت الجمعية بمن فيها، كما هي حال الأم، التي تخاف على ابنها، وتعتني به، وتهتم بتفاصيله، وتجهد نفسها، ليكبر، ويكون له كيان في المجتمع، ولاستمرارية هذا الكيان، نحن مسؤولون بأن نمشي على الخطى نفسها، ونحافظ عليه أكثر، ويكبر أكثر”.

 وأكملت العمران “لنقل اننا تخطينا مرحلة المراهقة، ونحن الآن في مرحلة الشباب، ولن نقبل أن نصل لمرحلة الشيخوخة أبداً، سنبقى بحيوية الشباب”.

وأكملت “ما قامت به الدكتورة القطري، هو ثمرة جهدها في المجال التطوعي، الذي ترجمته في العمل والوفاء والالتزام والتعامل وروح الانتماء للوطن، والجمعية كانت ولازالت مثالاً يُحتذى به، فشكراُ لك دكتورة أحلام.. شكراً من الأعماق على ما قدمتيه، وما ستقدمينه للعطاء في قادم الأيام، وستبقى هذه المسيرة مليئة بالعطر والود والمحبة وشكرا مرة أخرى”.

المشروع التنموي

 انتهى الحفل بالتكريم من العضوات والموظفات ومن مدراء المشاريع، في مقدمتها إدارة مشروع كفالة طالب، بكلمة ألقتها نيابة عن الفريق هيام السنان، وقصيدة ألقتها مديرة المشروع أسماء النصر، التي أثنت على دور القطري في دعم المشروع التنموي الواعد الذي اجتهدت العطاء في إبرازه وتحقيق مستهدفاته طوال الـ12 عاماً الماضية.

وسبق التكريم عرض لصور القطري، ومشاركاتها الاجتماعية في العطاء، برفقة سيدات العطاء ومنسوباتها، وهو ما أضفى تفاعلاً في أجواء الحفل، واسترجع الحضور تفاصيل كل صورة ووقتها والفعالية التي تضمنت الحدث. وفيما تجمعت الحاضرات حول ضيافة العشاء، بقيت القطري تجوب المكان، وتشيد بدور الأعضاء الحاضرات والمعتذرات منهن عن الحضور، كلٌ باسمها. 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×