والدة الثلاثي السالم: جميع لاعبي منتخب اليد.. أولادي أيقونة كرة اليد في القطيف والمملكة.. أسرة خارج الملعب و3 أبطال داخله
رسالة من الأب إلى الكابتن حسين الجنبي وفريقه لمباراة اليوم
سنابس: شذى المرزوق
قبل سويعات من المباراة النهائية التي يخوضها منتخب كرة اليد، بعد مغرب اليوم، أمام نظيره الأوزبكاستاني؛ وصفت والدة لاعبي المنتخب محمد ومهدي ومجتبى السالم جميع لاعبي المنتخب بأنهم “أولادي”.
المباراة يحسب لها السعوديون ألف حساب، وفوز المنتخب يعني تأهل منتخب اليد رسمياً لبطولة كأس العالم 2023 في بولندا والسويد، للمرة العاشرة في تاريخه. ومن زاويتها؛ فإن السيدة الخضيمي المتابعة منذ سنوات طويلة لأبنائها الثلاثة في بطولات نادي النور والمنتخب الوطني؛ مشحونة بحماسة لمستها “صُبرة”.
السيدة رباب مبارك الخضيمي التي خطفت الأضواء، أول من أمس، بنزولها إلى ملعب صالة وزارة الرياضة في الدمام، ومعانقتها ابنها “محمد” أمام الجماهير؛ تحدّثت وزوجها رضي السالم لـ “صُبرة” حديثاً وطنياً عائلياً رياضياً، مساء البارحة، في منزلهما ببلدة سنابس، وأفضيا للصحيفة عن سجلّ طويل يخصّ رياضة كرة اليد في نادي النور، ووجود أبنائهما الثلاثة فيه، وفي المنتخب الوطني.
جيب الذهب
“العب العب، جيب الذهب” هذه الكلمات رددتها رباب الخضيمي، للتغلب على توترها وقلقها، وهي تشجع أبناءها الثلاثة محمد ومهدي ومجتبي السالم، في مباراة المنتخب السعودي لكرة اليد، أمام نظيره الكوري ضمن منافسات بطولة آسيا الـ20 للعبة.
ولأهمية المباراة التي فاز فيها الأخضر، وأوصلته إلى نهائي البطولة اليوم (الأربعاء)، لم تجد الأم وسيلة للتعبير عن فرحها، سوى النزول إلى أرض ملعب مدرجات الصالة الرياضية بالدمام، لتحتضن أبناءها الثلاث، وتحتفل معهم بالفوز، في مشهد جديد، سجلته عدسات المصورين ووكالات الأبناء الدولية. وشهد الجميع بأن دور الأم خارج الملعب، لا يقل عن دور الأبطال الثلاثة داخله..
في المقابل، كان الأب رضي السالم، وهو لاعب سابق، يشجع بطريقته الخاصة، ويؤازر أبناءه وبقية لاعبي الأخضر. ويرى السالم أن جميع الأندية في القطيف أسرة واحدة، يظهر تلاحمها عندما يلعب المنتخب السعودي.
“صُبرة” كانت في قلب الحدث، ووثقت لحظة نزول أم الأبطال الثلاثة إلى أرضية الملعب، وأتبعت ذلك بحوار خاص معها، وحوار مماثل مع الأب.. وكانت هذ الخلاصة..
محمد السالم مع أمه داخل أرضية الملعب
عائلة رياضية
وركزت أم الأبطال في بداية حديثها على سبب عشق الأبناء الثلاثة لكرة اليد، قائلة “لديهم شغف باللعبة الشعبية الأولى على مستوى المنطقة، حيث تأثروا بأخوالهم من عائلة الخضيمي الذين أصبحوا الآن حكاماً في اللعبة، فضلاً عن مدى تأثرهم بوالدهم الذي كان إدارياً في نادي النور، حتى بات اسم أبناء السالم أهزوجة تتغنى بها الجماهير في المدرجات”.
وترجع الأم، وتتحدث عن أسرتها “لدي من الذكور ثلاثة، ومن البنات مثلهم، والذكور هم محمد البالغ من العمر 35 سنة، وهو أب لفاطمة، وينتظر مولوداً جديداً، مهدي 30 سنة، وهو أيضاً أب لابنتين، هما دانة وزينب، واقتبس اسم دانة من دانة الخليج في سيهات، التي ارتبط بها بالمصاهرة، ومجتبى 27 سنة، وهو عريس جديد، لم يمض على زواجه سوى أشهر قليلة”.
وتكمل الأم “أما البنات فهن ماريا، ميساء، ومنار، وأفخر أنني الآن جدة لأبناء محمد ومهدي ومارية وميساء، وأبناء مارية وميساء متعلقون بكرة اليد، وهم الجيل القادم في اللعبة بعد أخوالهم، الذين تأمل العائلة منهم استمرار الشغف بهذه اللعبة، وتحقيق التميز”. وتقول “أما منار، فهي متزوجة حديثاً، وهي الأكثر شغفاً بكرة اليد، وملازمة لأخوتها حتى باتت تحلل وتحكم في اللعبة، وتكاد لا تفوت أي مباراة فيها”.
منذ الصغر
وتتحدث الأم عن مباراة كوريا الأخيرة، وتعترف “كنت أرتجف من الخوف والقلق، ونبضات قلبي تتزايد ويعلو صوتها، من التوتر، كنت أهتف بقوة في المدرجات، وأريد أن أعرف الوقت المتبقي من عمر المباراة، رغم أنه مكتوب على الشاشة أمامي، ومن شدة التوتر، وكنت مترددة أن أسأل الشخص الذي أمامي في المنصة عن وقت انتهاء المباراة التي اتعبتني كثيراً”.
محمد السالم طفلاً
وتكمل “في هذه الأثناء، لم أجد حلاً يزيل التوتر، سوى توجيه دعائي إلى الله، وأعقبته بتشجيع أبنائي وباقي لاعبي المنتخب، قلت فيه “الله يوفقهم، ويأتونا بفوز كبير ومستحق”، ثم هتفت بصوت عالٍ “العب العب يابطل وجيب لينا الذهب”. وتردد “هذا الهتاف ليس موجهاً إلى أبنائي الثلاثة فحسب، بل إلى كل أولادي الملعب”.
قصص وحكايات
وتسترجع الأم قصص وحكايات عاشتها بعد انتصارات عدة حققها أبناؤها. وتقول “في إحدى البطولات، التي حققها نادي النور، عاد الأبناء من النادي فرحين بالنصر، عدا محمد الذي كان طفلاً صغيراً آنذاك، وخرجت أبحث عنه، ووجدته في النادي يكمل الاحتفال هناك”.
مهدي السالم طفلاً
وتقول الأم عن محمد “أول من بدأ ممارسة اللعبة في سن صغيرة، وتحديداً في المرحلة الابتدائية، وكان يلعب في فريق البراعم والناشئين ثم الشباب، حتى وصل للاحتراف، وحقق انجازات عدة، فيما لحق به أخواه مهدي ومجتبى، ليحققا معاً تميزاً آخر يضاف لهم”.
عاش السالم
وبوجه مضيء وفرحة كشفت عنها تقاسيم الوجه، تقول الأم “نحن فخورون بالابناء الثلاثة، فهم يرفعون رأس الأهل والبلد، ولا أنسى هتافات المدرجات لهم، والجماهير تردد “عاش السالم.. عاش السالم”، فكم تسوى هذه عندي؟ وتعود بجوابها “تسوى الدنيا وما فيها”.
مجتبي السالم (يسار) في فئة البراعم
ولا يقتصر حضور الأم على مباريات أبنائها التي تقام في الملاعب السعودية. وتقول “كثيراً ما أحضر مبارياتهم الدولية أيضاً، فذهبت لمشاهدتهم وتشجيعهم في كل من قطر، الكويت، والامارات، وإن لم استطع الذهاب، أشاهد المباريات عبر التلفزيون، وبمجرد رؤية إصابة أي منهم في الملعب، اطلب سرعة إقفال الشاشة، لأنني أبكي بشدة في هذه المواقف، ولا أحتملها”.
مدينة سيهات
في المقابل، فضل والد الأبطال الثلاثة رضي السالم الحديث مع “صُبرة” عن مدى ارتباطه بأندية محافظة القطيف. ويقول “جميع الأندية القطيفية عائلة واحدة، يسند بعضهم بعضاً في البطولات، وهذا نجده جلياً في الحضور الجماهيري كما حدث في مباراة المنتخب التي امتلأت فيها مدرجات الصالة الرياضية بالدمام، وسط حضور كبير من كل قرى ومدن المحافظة”.
ورضي السالم مارس اللعبة قديماً. وقال “مثلت نادي الخليج قبل أن ألعب لنادي النور في سنابس، لعبت معهم، وكنت من مشجعي النادي حين كنت من ساكني سيهات، وهناك ولد ابني البكر محمد قبل أن ننتقل إلى سنابس، وعلاقتي بهم قوية، ومن أقدم أصدقائي في مدينة سيهات المرحوم جعفر سبر (أبو صادق) ومازلت أتردد على سيهات في ديوانياتهم المعروفة، مثل ديوانية الحالة وديوانية زكي المطرود”.
نادي الخليج
ويكمل الأب “أنا لاعب وإداري في نادي النور لفئات الشباب والناشئين لكرة اليد، وكرة اليد محبوبة في المنطقة بعدما نشرها نادي الخليج، ومن بعده النادي الأهلي، وأبدعت فيها بقية الأندية؛ النور، مضر، الهدى، والترجي، ومع قرب النادي من البيت في بلدة سنابس، ازداد تعلقي أكثر باللعبة، التي استهوت أبنائي الثلاثة منذ الصغر، والحمد لله حققوا تميزاً آملا أن يكون لأحفادي أيضا نصيب في تمثيل المنتخب مستقبلاً”.
ويسترجع الأب ذكرياته مع أبنائه الثلاثة “كنت اصطحب مجتبى وهو طفل صغير، ليشاهد أخويه محمد ومهدي يلعبان في نادي النور، ومن شدة الحماس، كان يطلب مني عمل بطاقة دخول للنادي خاصة به، وسمع أحد إداريي النادي، وهو حسين السيهاتي هذا الطلب من مجتبي، فطلب منه إحضار صورة غداً لعمل بطاقة تؤهله للعب في النادي، كان ذلك يزيد من شدة حماسه، حيث كان يأتي من المدرسة إلى النادي”.
مباراة حاسمة
وكما فعلت الأم، يتحدث الأب عن مباراة المنتحب أمام كوريا، ودوره في دعم أبنائه في تلك المباراة. ويقول “كانت مباراة حاسمة للمنتخب أمام كوريا، وقبل المباراة، أجريت اتصالاً مع ابني محمد، وطالبته ببذل الجهد للفوز”.
ووجه الأب رسالته إلى الكابتن حسين الجنبي قبل مباراة اليوم في نهائي آسيا “باقي همتكم، أنتم كتيبة لا يصعب عليكم شيء، أمامكم مباريات أخرى ننتظر منكم الفوز فيها، ومثل هذا أقول للاعب حسين المحسن، يا شباب همتكم جميعاً محمد السالم، مهدي، مجتبى، عبدالله الحماد، محمد العباس، عبدالله العباس وجميع اللاعبين نثق بكم وانتم نجوم اليد، كونوا على قدر المسؤولية، تفرحوا المملكة وترفعوا رايتنا في المحافل الوطنية والعالمية.
دقيقة واحدة
وعن أصعب المباريات التي أثرت في الاب، ولاتزال باقية في الذاكرة. قال “هي المباراة بين النور والخليج، وكانت صعبة، لم يتبق منها إلا دقيقة واحدة، والخليج متقدم بـ3 أهداف، هذه المباراة لا أستطيع نسيانها في الدوري المحلي، إذ أن أغلب جمهور النور انسحب قبل نهاية المباراة بسبب فارق الأهداف الثلاثة، وخلال دقيقة واحدة، انقلبت النتيجة، وسيطر التعادل، حين قطع ابني مجتبي الكرة مرتين؛ في المرة الاولى وجهها لأخيه مهدي الذي سدد هدفاً، وفي المرة الثانية تعادلنا وحققنا البطولة”.
وقال الأب “في احدى المباريات التي خاضها الأبناء خارج حدود الوطن، اتصلت أم محمد بهم لشحذ الهمم، مع التوصية ببذل الجهد للفوز، وبكت وهي تتحدث معهم، وأتذكر أن مهدي بكى معها، بعد أن عاد الأبناء منتصرين، وقال مهدي “حققنا الفوز لك يا أمي”.
أرضية الملعب
وعلق الأب على نزول الأم إلى أرض الملعب في مباراة كوريا قائلاً “نحن نحترم الانظمة السعودية التي كانت تمنع حضور المرأة للمباريات في وقت سابق، وأتذكر كانت زوجتي تبقى في السيارة بجانب الملعب، إلى أن تنتهي المباراة، أما الآن، فإمكانية حضور النساء بات أسهل، ومن هنا كان لأم محمد حضورها ودعمها داخل المدرجات”. وأضاف “في السابق، أتذكر جيداً مباراة كانت للمنتخب السعودي أمام قطر، من شدة القلق، لم يكن لدينا أعصاب لمشاهدة المباراة، وبقينا في السيارة بجانب الملعب، حتى انتهت بفوز الأخضر، وذهبنا بعدها إلى اللاعبين في الفندق، نبارك لهم الفوز، وقدمنا لهم المكافآت فرحاً بالنتيجة وبالجهود التي بذلوها، وهو أمر اعتدناه عند الفوز بأغلب المباريات، وقدمت لهم الدعوة لأبنائي للغداء في أحد المطاعم، هذا عدا ذهابي وزوجتي إلى المطار لاستقبالهم الأبناء بالورد عند العودة من الخارج منتصرين”.
شاهد بنفسك.. ماذا يقول لسان الأم.. ولسان الأب عن الأبناء الثلاثة
اقرأ ايضاً
والدة الثلاثي “السالم” تنزل إلى الملعب وتعانق “مهدي” مع العلم الوطني