حقائق جديدة عن خسوف الجمعة الغلاف الجوي يكسر أشعة الشمس فيظهر القمر دموياً
سلمان الرمضان
تشهد الكرة الأرضية ثاني خسوف قمري خلال عام ٢٠١٨، بعد غدٍ الجمعة ٢٧ يوليو (ليلة السبت)، وسيكون كليا حيث صنف أنه الأطول هلال القرن ٢١، حيث يستمر ١:٤٣ ساعة.
لنتحدث بطريقة مختلفة عن هذا الخسوف الذي بات معلوماً للجميع.
مواعيد الخسوف
- هناك مرحلتان إحداهما تسبق الخسوف الحقيقي والأخرى تعقبه، وهي مرحلة خسوف شبه الظل، فتبدأ الأولى، الساعة ٠٨:١٥ م بالتوقيت المحلي ( ٠٥:١٥ بالتوقيت العالمي)، وتبدأ الثانية بنهاية الخسوف الجزئي، الساعة ٠١:١٩ ص (١٠:١٩ م بالتوقيت العالمي) وتستمر نحو ٠١:١٠ ومجموعهما نحو ١:١٠ ساعة.
- يبدأ الخسوف الجزئي، الساعة ٠٩:٢٤م ( ٠٦:٢٤ بالتوقيت العالمي).
- يكتمل الخسوف الساعة ١٠:٣٠(٠٧:٣٠ بالتوقيت العالمي)، ويبلغ ذروته، الساعة ١١:٢٢ م( ٠٨:٢٢ عالميا).
- ١١:٢٠ م ( ٠٨:٢٠) القمربدر، وعمره ١٤ يوما و١٧ ساعة و١١ دقيقة، ويشاهد مقترنا مع كوكب المريخ وهو في المقابلة مع الشمس وفي الحضيض الأرضي( أقرب مايكون للأرض، وسيصل لأدناها في ٣١ يوليو)، في برج الجدي، ومنزلة سعد الذابح
- ينتهي الخسوف الكلي ويعود جزئيا، الساعة ١٢:١٣ ص( ٠٩:١٣ عالميا) وينتهي الجزئي، الساعة ٠١:١٩ ص( ٠٨:١٩ عالميا، ليكون مجموع ساعات الخسوف الحقيقي ٣:٥٥ ساعة.
خسوف دموي
يتحول لون القمر أثناء الخسوف للون المحمر، ولذا يطلق عليه الخسوف الدموي، وسبب ذلك أن الغلاف الجوي للأرض يكسر بعض أشعة الشمس نحو سطح القمر، وبما أن اللون الأحمر هو ذو موجات طويلة فينتشر أطول عن غيره من ألوان الطيف.
ولذلك يمكن قياس صفاء الجو من لون وحمرة القمر خلال الكسوف فيمكن أن يكون داكنا بحيث يختفي أو تلاحظ حمرته، حيث أن أثار حرائق الغابات وانبعاثات البراكين بما فيها من غازات وبقايا الرماد تترسب في طبقات الغلاف الجوي.
لماذا هو الخسوف الأطول؟
في حالة كسوف الشمس الكلي، لا يستغرق الوقت سوى بضع دقائق، لكن في حال القمر يتعدى الساعة كما هو في الخسوف القادم.
ولنفهم ذلك علينا أن نتذكر أن قطر القمر أقل من ربع قطر الأرض، وبالتالي في كسوف الشمس يصنع القمر ظلالًا في شريط ضيق لا يتعدى عشرات الكيلومترات تعبره الأرض بسرعة في الكسوف الكلي.
ولكن في خسوف القمر فظل الأرض يغطي آلاف الكيلومترات ويعبرها القمر، وكل ما كان مروره في العمق أو وسط الظل استغرق وقتا أطول كما هو وضع هذا الخسوف، ومع ملاحظة ميلان القمر عند الخسوف القادم سنحده جنوبا بأقل من نصف درجة مما بعني أنه في الوسط ومسامت تقريباً لخط الاستواء الأرضي.
أضف لذلك ولنتذكر أننا قلنا أن الأرض وصلت للأوج الشمسي (أبعد مايكون عن الشمس) مطلع يوليو وهذا يعني أنها ستصنع ظلا أكبر عكس اتجاه الشمس.
جرب أن تمسك مصباحاً يدوياً في مكان مظلم ووجهه عموديا للأرض وشاهد الدائرة التي سينيرها، ثم ارفعه أكثر وشاهد كم ستتسع الدائرة المنيرة، لكن الأرض ستصنع ظلا وليس نورا يعبره القمر.
أضف لذلك أن القمر سيكون في الأوج (أبعد ما يكون عن الأرض)، التي سيبلغها صباح الجمعة، وهو أصغر قمر (بدر) مكتمل) خلال العام، مما يجعل سرعته في أدناها ويطول وقته في ظل الأرض ويطول الخسوف، ولذا يكون أطول خسوف في صيف شمال الكرة الأرضية، وأقصره في الشتاء.
خسوف وكسوف
- يحدث الخسوف في منتصف الشهر الاقتراني، وهي الفترة بين ولادتين متتاليتين للقمر(اقتران مركزي)، أو ما تسميه العرب بالإبدار( القمر بدر)، حيث تكون الشمس والقمر تتوسطهما الأرض على خط واحد فتمنع وصول أشعة الشمس للقمر، وذلك حين يمر القمر بنقطة (وهما نقطتان تعرفان بالعقدتين) تقاطع مداره حول الأرض مع مدارها حول الشمس، وهو يمر شهريا ولكن بسبب ميلان مداره بنحو ٥ درجات فيمر مرتين من بين ١١ شهرا واحدة منتصف الشهر القمر والأخرى آخره ولذا تكون الخسوفات والكسوفات أربعة سنويا بمعدل اثنين لكل من الشمس والقمر مع استثناءات.
- يترافق مع كل خسوف كسوف للشمس يسبقه أو يتلوه في فترة اسبوعين.
- كل من لديه الوقت ليل يشاهد القمر بنفس التفاصيل في الوقت، ولكن مراحله قد تختلف من أفق لأخر.
- يسبق مرحلة احتراق قرص القمر، خسوف بالمصلح الفلكي يعرف بالظليلي، حيث يدخل القمر في منطقة شبه ظل الأرض فيبهت لونه، ومرة أخرى بعد نهاية الخسوف، ومن الممكن أن تحدث هذه الظاهرة وحدها دون مرحلة الاحتراق (وهي ما تشرع له الصلاة)، فكما لا يمكن حصول خسوف كلي دون المرور بالخسوف الجزئي، فلا خسوف حقيقي دون خسوف ظليلي.
