على ذمة الرمضان: المرّيخ يعترض على خسوف القمر اقتراب استثنائي يصطف فيه الكوكب والقمر والشمس في استقامة واحدة

سلمان الرمضان

في وقت ينتظر فيه العالم أطول خسوف كلي للقمر خلال القرن ٢١، ينتظر فيه الفلكيون وراصدو السماء حدثاً مرافقاً لا يقل أهمية ويتكرر بشكل دوري نحو كل سنتين، ولكنه هنا يأتي بشكل مختلف، ومترافق مع ذلك الخسوف. هذا الحدث هو استقبال المريخ أو كوكب المريخ في المقابلة واقترابه الأدنى من الأرض.

والمقابلة أو الاستقبال للكواكب هي شبيهة بالقمر حين يكون بدرا، فيكون مقابلا للشمس وقرصه مضاء بالكامل، وتقع الأرض بينهما وهذا مايحدث أيضا في مقابلة الكواكب.

تكون المقابلة للكواكب الخارجية التي يقع مدار دورانها حول الشمس خارج مدار دوران الأرض، وبما أن تلك المدارات ليست دائرية، وإنما أهليجية بيضاوية، وبما أن تلك المدارات تختلف في اتساعها فتختلف فترة دوران كل كوكب حول الشمس، ولذلك تتكرر تلك المقابلة بشكل دوري حين تمر الأرض بين كل كوكب والشمس وحينها يكون الكوكب في الحضيض الأرضي (أقرب ما يكون إلى الأرض).

في الوقت الذي تستغرق الأرض ٣٦٥ يوما لإكمال دورتها حول الشمس، فيحتاج كوكب المريخ نحو ضعف تلك المدة، فتتكرر المقابلة كل ٢٦ شهرا، ويكون كوكب المريخ أقرب للأرض وأشد لمعانا.

كوكب المريخ ذو حجم صغير قياسا حتى للأرض، فقطره أكبر بقليل من نصف قطر الأرض، فيبلغ قطره ٦،٧٩٠ كم، مقابل ١٢،٧٥٠ كم، ولذلك فلمعانه لا يتوقف على حجمه، وانما يتوقف على قربه من الأرض، وذلك عندما يصطف الكوكبان معا والشمس على استقامة واحدة.

يشرق كوكب المريخ في المقابلة كما القمر عندما يكون بدرا عند غروب الشمس تقريبا، ولذك فسيشرق كوكب المريخ في وقت متقارب وفي حالة اقتران في برج الجدي قبل الخسوف ومن ثم يكونان بلون متقارب أيضا مع خسوف القمر وتحوله للون المحمر.

ستكون مقابلة كوكب المريخ يوم الجمعة ٢٧ يوليو، الساعة ٠٥:٠٧ ص، بالتوقيت العالمي ( ٠٨:٠٧ ص بالتوقيت المحلي )، وفي يوم ٣١ يوليو سيكون كوكب المريخ في الحضيض الأرضي (أقرب ما يكون إلى الأرض)، والمسافة بينهما ٥٧.٦١ مليون كم، وهي أدنى مسافة منذ عام ٢٠٠٣، وهي تلك المسافة الدنيا والتي بلغت ٥٥،٦٨ مليون كم، في مسافة لم تحصل منذ سنة ٥٧٦١٧ قبل الميلاد، حيث تكون المسافة الدنيا مابين ١٥ و١٧ سنة وتختلفة من سنة لأخرى، حيث ستكون القادمة في ٢٠٣٥، وستكون ٥٦.٩٧ مليون كم.

أمر أخير، وهو كوكب المريخ وإن كان سيبدو كنجم أحمر لامع جدا للعين المجردة، لكن رؤية تفاصيله تحتاج منظار، وللأسف أيضا ومنذ الشهر الماضي ضربت عاصفة غبارية كوكب المريخ وأخفت تضاريسه عن المراقبة الأرضية، ولازال تأثيرها قائما، ولكن سطوع المريخ بشكله الحالي مستمر حتى مطلع سبتمبر القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×