60 قصة كفاح في قافلة الإرشاد الزراعي أمنيات ومطالب قديمة تتجدد من الأسر المنتجة
القطيف: نداء آل سعيد
لم يقتصر المشهد داخل القافلة الإرشادية الزراعية، التي دشنها محافظ القطيف في الواجهة البحرية للقطيف أمس (الخميس) على محاضرات التوعية والإرشاد الزراعي، وإنما كانت هناك مشاهد أخرى لا تُخطئها العيون، جسدتها الأسر المنتجة من خلف 60 بوتيكاً، توزعت في أرجاء القافلة، وفي كل بوتيك، قصة كفاح متكاملة، تحكي تفاصيل إثبات الذات في عالم التجارة.
وتنوعت أنشطة البوتيكات بين إنتاج مواد زراعية، وصناعات مختلفة، كان لأصحابها أمنيات ومطالب يريدون تحقيقها، لتساعدهم في مواصلة المشوار في تلك الأنشطة.
منتجاتت طبيعة
أتت هيفاء حيدر من خارج القطيف لعرض منتجاتها الطبيعية من مأكولات خفيفة، قالت إنها صحية وذات قيمة غذائية عالية. وتتكون منتجات هيفاء من السمسم والحبوب الكاملة، وهي خالية من الإضافات والمحسنات والجلوتين. وتقول “نتعامل مع السمسم الأبيض والغامق مع خلطه بدبس الخلاص، ودبس قصب السكر، وهي مكملات غذائية غنية بالكالسيوم والمعادن”.
وعن مشاركتها في القافلة الإرشادية، تقول “أتيت بدعوة من القائمين على القافلة، لتقديم منتجات صحية للزوار، وهي المنتجات نفسها التي أقدمها لأفراد عائلتي وأقاربي الذين أشادوا بها، ومن هنا جاءت فكرة التوسع من العائلة إلى المجتمع، لنؤدي رسالة محتواها إنساني، ومنتجاتنا تلقى إقبالاً كبيراً من الصغار والكبار”.
هيفاء حيدر
تضيف هيفاء “بدأنا بمشروع صغير، والآن متجر إلكتروني، ونوزع إلى أنحاء المملكة، بعد ما حقق المنتج رضا وقبول الزبائن من موظفين وموظفات، وخصوصاً العاملين في القطاع الطبي”.
وتطمح هيفاء أن تنتقل من مشروع بيتي صغير، إلى مصنع متكامل، تديريه أيادي سعودية، لإنتاج أكثر. وقالت “بوجود المصنع سنتوسع أكثر”.
منتجات الألبان
ويقف محمد عبد العزيز الغمغام مع زوجته “أم عباس” وبناته من أجل عرض منتجاتهم. ويقول “أفراد أهلي وأسرتي مزارعون، والوالد كان مزارعاً، قبل أن يصبح موظفاً، ولدينا أبقار وأغنام، وأبرز منتجاتنا اللبن والأجبان التي تأتي من مزرعتنا الموجودة على خط الكويت القديم، وهي طازجة نصنعها في المعمل الموجود في البيت”.
الغمغام
ويكمل “يعتبر مشروعنا زراعياً أسرياً، وأهم منتج عندنا اللبن، ثم الأجبان وسلطة الجبن، ونعمل على توفير منتج جديد، وهو ورق العنب من المزرعة، ليكون بديلاً للمستورد، وسنبيعه خاماً ومحشياً”.
خل التمر
ويتابع الغمغام “نعرف الزائرين أيضاً على منتجنا، وهو خل التمر، وقليلٌ من يعرفون وجوده، والمشهور هو خل التفاح. وخل التمر له فوائد أكثر من خل التفاح، فنعرض في القافلة أكثر من 15 منتجًا”.
ويتمنى الغمغام الحصول على ترخيص لمحل، لكي يبيع المنتجات بشكل أوسع. ويقول “نحن نبيع الآن لمن يطلب منتجاتنا ويعرفنا دون أن نعرض، والآن القافلة أتت وأقامت هذه الفعالية، ونأمل أن توفر لنا ترخيص محل. وهذا ما تترقبه زوجته أيضاً للاستفادة من الخدمات الارشادية التي تقدمها القافلة. وتقول “إلى الآن ليس لدينا تصريح، وبدأنا العمل قبل 5 سنوات في المشروع العائلي، ويساعدني أبنائي، ويشرف زوجي علينا ويجلب لنا الحليب من المزرعة”.
النحالون موجودون
ومن معرضه، يخبرنا النحال ناصر اليوسف “أعمل هاوياً في النحل، وعندي مزرعة في منطقة غرب المطار لأشجار السدر وأشجار الطلح، بالإضافة إلى أشجار متفرقة، ولي مساهمات في إنتاج عسل المنجروف منذ العام 2020، ومن وقتها بدأت أنتج كميات تجارية، وقبل ذلك اشتغلت في السدر، وسبقنا نحالون آخرون اشتغلوا في هذا المجال بشكل فردي مبسط، والآن هناك توجه من الوزارة لتفعيل هذا الأمر، ووفرت المكان للنحالين، وكانت خطوة ممتازة جداً، ومنصور المغاسلة اجتهد كثيراً للحصول على ترخيص للنحالين من سلاح الحدود، وأتوقع في السنة موسماً ممتازاً جداً، وأتيت إلى هنا لعرض عينات للتجربة، وأكثر من جربه أعجبه”.
ويُكمل اليوسف “في هذا العام، ضاعف النحالون عملهم، وبعضهم وصل بإنتاجه إلى 4 أضعاف، بالوصول إلى نحو طن عسل، وهذا يعكس الجهد المبذول، والقافلة وفرت فرصة للنحالين لعرض منتجاتهم”.
العسل العضوي
كما يشارك النحال المهندس جاسم المغربي خبير النحل في الوزارة سابقاً. ويقول “عندي مشروع منحل وأخذت المهنة علماً وعملاً وتجارةً ومحبةً وهاوياً، وأملك مؤسسة لإنتاج عسل البراري العضوي، وتعد مؤسستي أول مؤسسة سجلت عضوية العسل العضوي في المملكة”.
وأوضح المغربي طبيعة عمله “صاحب المنحل العضوي غير مسموح له استخدام أي علاج كيميائي، ولابد له من استخدام العلاجات الطبيعية مثل الشيح والدقيق لعلاج بعض أمراض النحل، كما لا يستخدم المضادات الحيوية، ولابد أن يكون بعيداً عن المزارع، وبالتالي الفائدة تكون عظيمة جداً”.
المغربي
وينتج المغربي عسله من مراعي عدة في أنحاء المملكة، ويتنقل من مرعى إلى آخر حسب المواسم، كما يفعل النحالون. وعن إنتاج العسل هذا العام يقول “تأثرنا كثيراً في المناحل العضوية في المملكة هذا العام، نحن لا نضع المحل في المزارع، بل في محميات طبيعة، ووزارة الزراعة تشجع على دخول مربي النحل البلدي هذه المحميات، وهذه السنة مُنعنا من دخولها لأسباب تكمن في الترتيبات والتنظيمات، وكان إنتاجنا من يراوح بين 600 و800 كيلوغرام، وهذا العام أصبح 100 كيلوغرام فقط، فلا نستطيع تغطية رواتب العمال، وتكلفة التنقل، نأمل في العام المقبل فتح المحميات لنا؛ لنمارس مهنتنا قبل انتهاء الموسم”.
الزهرة والنحلة
وعن مشاركته ضمن القافلة يقول المغربي “إنتاج العسل العضوي ليس متوفراً في المنطقة الشرقية، وأشارك في القافلة إلى جانب الأخوة في محافظة القطيف؛ وسألقي محاضرات؛ لتشجيع النحالين للتسجيل في المناحل العضوية؛ لأنه في صالح المستهلك في المقام الأول، ونشهد تزايداً في أعداد النحالين، فالمنحل المتنقل أفضل، حيث تذهب الزهرة إلى النحلة، بينما في المزرعة لا تتوفر زهور طوال السنة للنحلة”.
ويتطرق المغربي إلى عوائق يصطدم بها النحالون “التنقل بين المواسم في المناطق المختلفة مكلف جداً عليهم، فلو وفرت الوزارة وسيلة نقل، وندفع رسوماً أقل، يكون جيداً”. ويستطرد “شجرة السمرة تزهر 3 أسابيع فقط، ثم تُصاب بدودة وتنتهي، والتصاريح تأخذ وقتاً ويذهب الموسم، وأتمنى لو تضع الوزارة حلولاً، لكي نستفيد من المحميات، كون المحل ملقحاً طبيعياً للكثير من النباتات”.
وبابتسامة يخبرنا المغربي عن حماسه للمشاركة في موسم المنجروف المقبل. ويقول “أعجبني منظر النحل في غابات المنجروف في فيديو وصل لي، وودتُ المشاركة وتجربة الإنتاج فيه كونه عضوياً”.
مجال العطارة
وكان مجال العطارة حاضراً أيضا بأركان مختلفة، من ضمنها ركن “حكاية عشبة” وصاحبته آمنة حسن العطل، اختصاصية في البشرة والتجميل، ولديها خبرة في الطب البديل. وتقول “كنت ضمن الأسر المنتجة حتى 3 سنوات مضت، أصنع خلطات وزيوتاً طبيعية، وكانت دائماً تأتيني فكرة تقديم الاستشارات والتوعية باستخدام الأعشاب بطريقة صحيحة، وكيف نستخدمها لعلاج الناس من بعض الأعراض، مثل الإمساك وتساقط الشعر ومشكلات البشرة”.
آمنة
وتتابع “حصلت على شهادات تؤهلني للعمل خبيرةً في العلاجات الطبيعية والتجميلية، أقدم منتجاً صحياً مصحوباً باستشارة طبية، فالمنتجات منتشرة، ولكن إذا أخذها الشخص من مستشار، فالفائدة أكبر”.
وتقول “افتتحت محلين في القطيف وسيهات، وحرصت على المشاركة في القافلة، لأنها تعنى بالمنتجات الزراعية الطبيعية، وأعرض في القافلة خبرتي وأفيد فيه الناس”.
الطب البيطري
من بوتيك آخر، يخبرنا أحمد السعيد، وهو طبيب بيطري متخرج في جامعة الملك فيصل في الأحساء “مشاركتنا في القافلة من أجل تقديم خدمات عبر عيادة الحيوانات الأليفة والطيور، مثل الخدمات العلاجية والعمليات البسيطة وصيدلية في خدمة زائري القافلة”.
السعيد
وأكمل “في مجال الطب البيطري، نحاول توصيل رسالة طبية بيطرية، لتكوين وعي الناس للمجال، يربط بين الإنسان والحيوان، لأن الصلة تكاملية، فوجود الحيوان مهم للبيئة، ونحن نحاول أن نحافظ على الحيوانات، سواء في المزرعة أو الحيوانات الأليفة”.
وفيما يخص تربية الحيوانات في المنازل، يقول السعيد “الحيوانات الأليفة جيدة للأطفال في المنزل، تشعرهم بالسعادة، وتعالج مشكلات كثيرة، خصوصاً مرضى التوحد”.
ويوجه السعيد رسالة إلى جميع المربين، يشدد فيها على أهمية اتباع طريقة تربية صحيحة للحيوانات متوافقة مع العادات والممارسات الطبية البيطرية، لتأمين بيئة صحية للحيوان بعيداً عن الأمراض”.
بوتيك الصابون
ومن مكانها في بوتيك صغير داخل القافلة، تستقبل آيات محمد زبائنها، وتسوق منتج الصابون بكل حماس وفرح وتقول “صناعة الصابون الطبيعي الخالي من المواد الكيميائية، باتت مطلوبة، فهو مصنوع من زيوت طبيعية على الطريقة الباردة من الصفر”.
آيات
آيات تصف منتجاتها علاجاً للبشرة الجافة والدهنية. وتقول “هناك الصابون المخلوط بالطين البركاني، وهو مفيد للبشرة الدهنية، وآخر مزود بأملاح الاسترخاء للتقشير والترطيب، ولدي زيت الأنوثة لتعزيز مناطق الأنوثة في الجسم”.
وعن مشاركتها ضمن القافلة، تقول “بدأت من قبل سنة في إنتاج الصابون، بعدما أخذت دورة في تعلم كيفية التصنيع، وخطوة بخطوة؛ صنعت أنواعاً أخرى من الصابون وزيت الأنوثة، وأجد مشاركتي في القافلة خطوة حلوة بالنسبة لي، ليتعرف الناس على منتجاتي الطبيعية، التي أتعب على صناعتها واستمتع في الوقت نفسه”.