حفلات التكريم تلاحق رقية عجاج.. وتستعيد سيرة صمودها شهادة جديدة من مديرة مدرستها السابقة في حفل "مسابقة أخلاق البر"

صفوى: صُبرة

بعد أيامٍ من تكريم مجمع نهج الشفاء الطبي بأم الساهك إياها؛ وعدت مسؤولة “كوفي هاوس” بصفوى بتكريم جديد لرقية عجاج، الشابّة التي تخطّت عقبات إعاقتها البصرية وصنعت تفوّقاً دراسياً من مدرستها الابتدائية بصفوى إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي عادت منها بالماجستير في التربية الخاصة.

الطريف أن الوعد الأخير جاء وسط حفل تكريم لرقية عجاج في مكتب مسابقة “أخلاق البر” بصفوى؛ حيث حضرت مديرة الثانوية الأولى بصفوى السابقة لطيفة العليان، وقدمت شهادة عن طالبة المدرسة السابقة، و “كيف كان تعامل إدارة المدرسة معها، إلى أن تخرجت. وقالت العليان إن رقية “هي من ساعدت نفسها بشكل غير مألوف نتيجة لتفوقها واجتهادها، بالإضافة إلى دور مشرفة الصعوبات والدمج في البحث عن قوانين خاصة بهذه الفئة مع المتابعة مع مكتب الإشراف بمكتب التعليم، وكذلك تعاون الطالبات فيما بينهم، بعد توفير قارئ بصري”.

احتفاء

وكانت إدارة مسابقة أخلاق البر بصفوى، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، قد احتفت برقية عجاج، في حفل أقيم، مساء السبت الماضي، تكريماً لها لما قدمته من إنجازات علمية وعملية، داخل المملكة وخارجها رغم الصعوبات التي واجهتها كونها كفيفة.

الحفل حمل شعار “للبر معنى آخر..الإنجاز” بحضور عدد من سيدات المجتمع، وعائلة الضيفة عجاج، وعضوات مسابقة أخلاق البر. وفي الحفل؛ كشفت عجاج عن رغبتها في إطلاق مبادرة تطوعية شعارها “عيش حياتك” بالتعاون مع مسابقة أخلاق البر، بهدف الاهتمام بتوفير بيئة مناسبة لذوي الإعاقة بالطريقة التي تناسبهم، دون قيود، ومنحهم استقلالية للاستفادة من الخدمات المتوفرة في المرافق الخدمية العامة في المجتمع.

دروس في الصبر

رئيسة المسابقة خضراء آل مبارك، أعربت عن فخرها، بما قدمته رقية من إنجازات شخصية ووطنية. وأشادت بمسيرتها، ووصفتها بأنها “دروس في الصبر والسعي لتحقيق الآمال، ومواجهة كل ما يعترض طريق النجاح والصعوبات”. ولفتت إلى أن إنجاز الشابة رقية اقترن “بصور البر لوالديها اللذين أوصلاها إلى تحقيق ما تصبو إليه”.

من جانبها شكرت عجاج إدارة مسابقة أخلاق البر، موضحةً فكرة المبادرة التي تطمح إلى إطلاقها بالتعاون مع مسابقة البر، داعيةً إلى الاهتمام بذوي الإعاقة، ومحاولة خلق بيئة تناسبهم بتفعيل “نظام الوصول الشامل”.

سيرة ذاتية

كما تحدثت عجاج عن تجربتها في الدراسة في الخارج وحصولها على شهادة الماجستير في التربية الخاصة والقيادة والتعليم، من جامعة مينوستا الامريكية،  بعد حصولها على بكالوريوس الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة”. وقالت إنها تطمح إلى إكمال دراستها والحصول على الدكتوراه في “التقييم التربوي والتخصص في التعليم التربوي لذوي الإعاقة”.

وأشارت إلى حرصها على المبادرة الإبداعية لحل المعوقات التي تتعرض لها، لإيمانها بأن هناك غيرها سيتعرض لها، ولابد أن تكون مفتاح أمل لمن حولها، ومنها حرصها على الدعوة إلى تقديم دورات تدريبية للقراء المرافقين للمكفوفين، بتدريبهم على القراءة الجهرية للشخص الكفيف والاتصال مع الطالب.

وذكرت أنها لجأت في رسالتها الماجستير إلى التركيز على الدمج ومقارنة التربية الخاصة في أمريكا بمجتمعنا، حيث ابهرها هناك الأهالي مطالبتهم بحقوق أولادهم من ذوي الإعاقة والعاديين، وتأليف الكتب لكيفية تربيتهم والتعامل معهم.

العصا البيضاء

واستعرضت تجربتها في استخدام “العصا البيضاء” التي منحتها الاستقلالية بدرجة كبيرة، مستذكرة الحاجة الكبيرة للرفع من مستوى وعي المجتمع بحاجة الكفيف لبعض المعلومات والمهارات التي ينبغي أن يتمتع بها المحيطين بالكفين ليكون لديهم وصف دقيق للجهات أو الموجودات التي حولهم، مع معرفتها ضرورة استخدام حواسها كذلك ليتمكنوا من إيصال ذلك للكفيف عند احتياجه لها.

تجربة فريدة

وتعددت المداخلات من الحاضرات، ومنها كلمة الكاتبة اشتياق آل سيف، التي اعتبرت تجربة رقية فريدة من نوعها، وهي ثمرة التربية الصالحة من والديها، لها وإلى جميع أخوتها، وهذا لم يكن إلا من خلال معرفتها عن قرب ومنذ سنوات، مفصحةً عن عزمها عن تضم سيرة رقية في كتابها القادم “نساء عظيمات”.

وفي الحفل؛ قدمت أنيسة الدحيم كلمة عن “كوفي هاوس” الراعي للحفل، ةأعربت خلالها عن فخر صفوى بإنجازات ابنتها، وما وصلت له إلا بعد إمساكها خيوط التحدي بالإرادة والصبر، لاجتياز العقبات وتحولها إلى هدف يعتز به الجميع، مع تقديم دعوة إلى حفل خاص في مقرهم بصفوى.

اقرأ أيضاً

رقية عجاج.. الكفيفة التي صنعت المعجزة من صفوى إلى مينيسوتا

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×