بعد إنقاذها الباكستاني.. «الهلال الأحمر».. يكرم الممرضة زهراء الكاظم
صفوى: أمل سعيد
الدمام: شذى المرزوق
في الرابعة عصراً؛ تلملم زهراء الكاظم حاجياتها الشخصية تودع زميلاتها في مركز صحي حزم صفوى، متجهة إلى منزلها، تخلع البالطو الأبيض، ورغم انشغالها بشؤون المنزل لكن هذه الممرضة لا تخلع من نفسها دورها كـ«ملاك رحمة»، فلقد تلبست هذا الدور حتى قبل التحاقها في كلية العلوم الصحية بالدمام، بعد تخرجها من المرحلة الثانوية مباشرة، عام 1432هـ.
زهراء، اليوم زوجة وأم لأربعة أطفال، أكبرهم 9 سنوات، فيما أصغرهم 10 أشهر، تجد في التمريض «متعة كبيرة»، تقول «أجد لذة خاصة في ممارسة مهنتي، فرغم كل التعب والإرهاق الذي يصاحبها؛ إلا أنني أجد فيها متعة لا توصف».
لم تتذمر يوماً من متاعبها، أو تشعر بالندم لأنها التحقت في هذا التخصص، «كل تعب أشعر به يمحوه دعاء مريض ساعدته، وكلمة «رحم الله والديك» التي يكررها المرضى بعد أي مساعدة، ولو كانت بسيطة، تكفي لأن تهبني سعادة كبيرة لباقي يومي». تجمل شعورها بجملة «السعي في قضاء حاجة الناس له متعة كبيرة».
بعد كل ما سلف؛ لن نستغرب أن تكون الكاظم أول مكرمة من منسوبي وزارة الصحة في المنطقة الشرقية، تُكرم من فرع هيئة الهلال الأحمر على مستوى المنطقة، غير منتسبي الهلال الأحمر، أو موظف أو متدرب في الهيئة.
إذ كرّم المدير العام لفرع الهلال الأحمر في الشرقية الدكتور خالد راضي العنزي، صباح اليوم (الخميس)، الممرضة زهراء ثابت آل كاظم، بعد محاولتها إنقاذ مقيم آسيوي، بعد إصابته في حادث تعرض له في دوار صفوى مساء الأحد الماضي، حين كانت زهراء تمر صدفة في الموقع برفقة أطفالها، فترجلت من سيارتها لتهرع لمساعدة المصاب، ولم تتركه حتى وصول فرقة الهلال الأحمر بعد 5 دقائق من وقوع الحادث.
العنزي: فخورون بك يا زهراء
قال العنزي عن التكريم «نفخر بجهود أبنائنا وبناتنا من المجال الصحي، المبادرين إلى تقديم المساعدة والوقوف موقف إنساني مع من يحتاجهم خارج أوقات الدوام، سواءً في حوادث مرورية، أو أي مواقف تستدعي التدخل الصحي العاجل».
اعتبر مدير «هلال الشرقية»، ما قامت به الكاظم، «يستدعي الفخر والتكريم، وهي بذلك قدوة لجميع كوادر الصحة، ولجهدها وعملها ذو الأثر الطيب قمنا بتكريمها اليوم».
بدورها؛ ثمنت زهراء التي اصطحبت والدها ثابت الكاظم لحضور حفل التكريم، هذه المبادرة، واعتبرتها «لفتة كريمة» من فرع الهلال الأحمر، مقدرة لهم «موقفهم وكلماتهم»، مؤكدة أنها قامت «بالواجب المهني والإنساني».
سيرة ذاتية تفيض إنسانية
في سيرتها الذاتية؛ محطات عدة عملت فيها هذه الزهراء، إذ أنهت فترة التدريب في مستشفى القطيف المركزي (الإسعاف)، وتوظفت بعدها بأشهر قليلة في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام (إسعاف النساء)، حتى عام 1438هـ، لتنتقل إلى مركز صحي حزم صفوى، ومازالت هناك، حيث تشغل وظيفة «مسؤولة التطعيم» في المركز.
ترى الكاظم أن مهنتها «خدمة إنسانية قبل كل شيء، فهي ليست مجرد وظيفة، تنتهي حالما تخرج من مقر عملك، إنما هو عمل إنساني، تقدم من خلاله العون والمساعدة أين ووقتما تستدعي الحاجة، ولا يمكن لممارس صحي أن يخلع وظيفته بعد عودته للمنزل، وخلع ملابس العمل».
بين الذعر والفخر
عن موقفها الأخير مع المصاب أبرار؛ تقول «أكثر ما شغلني حينها؛ هو كيف أجعل الرجل آمناً، وللحق لقد شغلتني حاله عن أطفالي في السيارة، مع أني تركتهم في حال ذعر، ولكن بعد انتهاء الموقف ورجوعنا إلى البيت وطمأنتهم، قالت لي ابنتي الكبرى (9 سنوات) «أني مستانسة لأنش أمي»، وهذه الكلمة وحدها تجعلني أشعر بقيمة ما أعطي».
تكمل الكاظم «بكل تأكيد؛ شعرت بفرحة والداي واعتزازهما بي، خاصة بعد الاتصالات الكثيرة التي تلقياها».
عن زوجها تتحدث «في الحقيقة أن زوجي يخاف علي من اقتحام مثل هذه المواقف، لكنه يساندني ويعرف طبيعتي، لذا هو دائماً ما يقف بجانبي ويدعمني، فأي منحة عظيمة تفوق كل تكريم أن أحصل من أحبابي على كل هذا الحب والتقدير، وأن أشعر أنني مصدر فخر لهم».
عن التكريم؛ قالت «في الحقيقة؛ لم أكن أنتظره أبداً، فما قمت به أراه واجبًا وفرضًا عليّ، ولكن لا يسعني سوى أن أتقدم بالشكر لجميع من اتصل وشكر وتطمن، والشكر موصول لفرع هيئة الهلال الأحمر في المنطقة الشرقية».
عن ما قامت به زهراء الكاظم لتستحق التكريم؛ أنقر على الوصلات التالية:
[حادث صفوى] الممرضة زهراء الكاظم: كان الباكستاني يصرخ: لا أريد أن أموت غريباً
للمرة الثانية في دوار صفوى.. تصادم بين سائقة سعودية وآخر باكستاني
تستاهل التكريم وجزاها الله ألف خير