[حادث صفوى] الممرضة زهراء الكاظم: كان الباكستاني يصرخ: لا أريد أن أموت غريباً

صفوى: أمل سعيد

حين شاهدتْ الحادث أمامها؛ تردّدت بين أطفالها وبين المصابين. كانت عائدة من منزل أهلها في صفوى؛ إلى منزلها في سيهات. وعند التحويلة سمعت صوت الارتطام المرعب، وارتجاج السيارتين في الشارع، وتناثر الحطام.

وبين أن تبقى في السيارة مع أطفالها؛ وبين أن تساعد على إنقاذ حياة إنسان؛ انشطر ارتباك الممرضة زهراء ثابت الكاظم. لكنّها حسمت أمرها.. أمّنت وضع أطفالها الذين كانوا يبكون خوفاً.. وركضت إلى المصاب المحتجز في سيارته..

دعونا نعرف القصة كما روتها الممرضة الشجاعة..

يوم عادي

كل يوم بعد أن ينتهي أطفالي من المنصة آخذهم من بيت أهلي في صفوى إلى منزلنا في سيهات. إلا أننا بالأمس تأخرنا على غير العادة، وكثرت طلبات أطفالي أثناء خروجنا.

وفي طريق الخروج من صفوى، عند الساعة الثامنة إلا قليلا، في شارع الورش وقبل الوصول للدوار، سمعت صوت ارتطام قوي، التفت وإذا بسيارتين أمامنا قد اصطدمتا، اقتربنا من الحادث، خاف أطفالي من شكل السيارتين حيث إن خلفية إحداهما تحطمت تماماً.

فوراً جاء في ذهني..الناس داخل السيارتين. من قوة الارتطام ومشهد الحطام؛ توقّعت وجود وفيات. نزلت سريعأ من السيارة وتوجهت إلى الحادث، وإذا برجل كبير وامرأة بالقرب من إحدى السيارتين وكان واضح عليهما أنهما بخير.

سألت المرأة هل أنت من يقود السيارة، هل أنت من صدمته أم هو؟ أجابت لا، أنا كنت مع زوجي، وأشارت إلى الرجل بالقرب منها، ففهمت أنهما معا في سيارة. وكانت تئنَ من آلام في ضلوعها.

قالت إن السيارة الخلفية هي التي اصدمت بسيارتهم، اطمأننت عليهما، ثم ذهبت نحو السيارة الأخرى المحطمة بشكل شديد. طرقت بيدي على زجاج الباب وسألت: أنتم بخير؟

لم يجبني أحد.

لن أموت غريباً

في الأثناء جاء رجل إلى جانبي وحاول معي فتح الباب فلم نفلح. فتحت باب الراكب الخلفي، ومددت يدي إلى قفل الباب الأمامي؛ عندها فتحنا الباب، وإذا بالسائق محشور في أسفل المقعد، ووجهه لا يرى من الدماء، ركضت إلى سيارتي وأحضرت علبة الإسعافات الأولية، لبست القفاز وأخذت شاشاً.

ولأني لم أكن أعرف مكان خروج الدم؛ اضطررت أن أمزق ثيابه، وصرت أضغط على مكان خروج الدم، وبقيت ممسكة بالرجل إلى أن حضر الهلال الأحمر.

في الأثناء كنت أحاول أن أبقيه واعياً، فصرت أشغله بالأسئلة، وهو يحاول أن يجيب، أخبرته بأنني ممرضة ليطمئن، وأخبرته بأن الإسعاف سيأتي حالاً.

كان خائفاً جدا، كان يمسك يدي بقوة، ليستبقيني معه. طمأنته بأنني سأبقى إلى أن يصل الإسعاف.

كان موقفاً مؤثراً، وأكثر ما أثر فيّ هو قوله ما معناه: أنا لا أريد أن أموت غريباً..!

تجمهر الناس حول الحادث. ثم جاء رجل إليّ وأمسكني سألني “خية انتين زينة؟”، ظناً منه أنني مصابة في الحادث، وهذا ما انتشر بين الناس، لأن الكثير ممن مر بالحادث رأوني واقفة إلى جانب السيارة.

ثم سألني ما الذي أستطيع فعله؟ أكلم مستشفى صفوى؟ أجبته نعم.

قبل قدوم الهلال الأحمر كنت أصرخ: كلموا الهلال الأحمر والدفاع المدني، أراد الرجال أن يرفعوا الرجل الباكستاني من السيارة، فقلت: الأفضل ألا نفعل، ربما نؤذيه أكثر لو تحرك.

حضر الهلال الأحمر تقريباً بعد 5 دقائق ولست متأكدة تماما من هذا، ثم جاء الدفاع المدني، واضطروا إلى أن يكسروا السيارة كي يخرجوه حيث كان محتجزا بحديد السيارة.

بعد ذلك جاءني رجل أمن من الدفاع المدني وأخذ إفادتي، وسألني عن اسمي ومكان عملي وإقامتي، وشهادتي عن الحادث.

كنت أود لو ذهبت مع المصاب إلى المستشفى، ليطمئن، ولأني كنت أريد أن أطمئن عليه، لكن أطفالي كانوا مذعورين. حاولت تهدأتهم وعدتُ إلى بيت أهلي في صفوى.

اقرأ متابعة صُبرة

[حادث صفوى ـ متابعة] الباكستاني “أبرار” في العناية المركزة

‫3 تعليقات

  1. الحمد لله على سلامت الجميع والتقدير والشكر لجميع مشتركي الاسعاف ولكن هناك نقطه يجب التنويه عليها وهي كثرة السواقين الاجانب اللذين يعملون لحسابهم الخاص وملاحظ استهتارهم بارواح الناس بالسرعه الجنونيه واللهو بالجوال وغيره من مصايبهم ولا حسيب ولا رقيب والله يستر على عباده

  2. الله يشافي ويعافي المصابين وان شاء الله ماتتكرر مثل هذي الحوادث
    شكر وثناء وتقدير لإبنة صفوى الممرضة زهراء الكاظم على شهامتها وتفانيها في محاولة إنقاذ المصابين في الحادث بالرغم من هرع وخوف أطفالها
    موقف بطولي نسأل الله ان يجزيها عنا خير الجزاء وأن يكون ذلك في ميزان حسناتها.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×