[حكاية طريق] «أبو حدرية».. «انحدر» بعد 14560 يوماً من ولادته.. هل تصلح «النقل» ما أفسده الدهر؟ حقن الطريق بـ«الجيوتكستايل» لإخفاء «تجاعيد الشاحنات» و«السبخات»
الدمام: صُبرة
يُقال إن رجلاً مجهولاً «حَدَّر» إلى المنطقة (نزل فيها)، فمنح طريقاً اسمه، أصبح يُشار إليه بـ«أبو حدرية». مع تقادم السنين؛ كبر الطريق، أصبح عمره اليوم (الاثنين)، 14.560 يوماً، فلقد وُلد (اُفتتح) بتاريخ 26 نوفمبر عام 1980، أي أنه سيكمل بعد 40 يوماً عامه الـ41، أي أنه دخل مرحلة «النضج»، أو فلنقل هو يسير إلى «الهِرَم» فـ«الشيخوخة».
4 ملوك تعاقبوا على حكم البلاد، منذ المغفور له الملك خالد بن عبدالعزيز، الذي في عهده اُفتتح الطريق، والذي يمتد من أقصى نقطة في شمال المنطقة إلى جنوبها، فيبدأ من الحدود السعودية – الكويتية (منفذ الخفجي) شمالاً، وحتى جسر الملك فهد المؤدي إلى البحرين جنوباً، بطول يربو على 350 كيلومتراً.
الطريق، الذي أنشئ موازياً لطريق الظهران – الجبيل، يُعد واحداً من أهم الطرق في الشرقية، تكثر عليه حركة الشاحنات، لوجود المشاريع النفطية والتعدينية، ومناطق صناعية ضخمة يخدمها، حيث يصل عدد المركبات التي تعبره يومياً إلى 60 ألفاً، نسبة الشاحنات منها 36%. كما يُعد معبرًا مهماً لسكان المنطقة، وأيضاً لقاطني دول الخليج العربي.
طول الطريق يربو على 350 كيلومتراً.
نقاط سوداء.. حرجة
في الطريق، الذي يُرمز له رسمياً في سجلات وزارة النقل والخدمات اللوجيستية، بالرقم 95، تكثر «النقاط السوداء»، أو «الحرجة»، حيث تقع حوادث سير بشكل متكرر، أدى بعضها إلى آلاف وفيات وإصابات، وأضرار مادية جسيمة.
لا يمكن أن تُعزى هذه الحوادث إلى «انحدار» أوضاع طريق أبو حدرية فقط، فهناك مُسببات أخرى، أبرزها تهور بعض السائقين، وعدم التزامهم الأنظمة المرورية وأصول السلامة في السياقة.
وزارة النقل، التي أُضيف قبل أشهر إلى اسمها «الخدمات اللوجيستية»، تقر بأن الطريق في عامه الـ41، يواجه «تحديات»، بسبب مروره في مواقع تحوي نسبة مياه سطحية عالية (سبخة)، مُضافة إلى الكثافة المرورية العالية عليه.
وزارة النقل نفذت مشاريع عدة لإصلاح عيوب الطريق طوال العقود الماضية.
إصلاح ما أفسده الدهر
على مدار العقود الأربعة الماضية؛ نفذت الوزارة مشاريع صيانة متعددة في محاولة «لإصلاح ما أفسده الدهر»، وإطالة عمره الافتراضي. ولكنها لم تعدو أن تكون محاولات تجميلية وإخفاء تجاعيد الزمن.
بطبيعة الحال؛ لم تحقن الوزارة الطريق بـ«البوتكس»، بل بـ«الجيوتكستايل»، وهي مادة عازلة، لتقوية نسيجه الأرضي.
ظهر أمس (الأحد)،؛ دشن أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، 7 مشاريع طرق تنموية في المنطقة، بقيمة نصف مليار ريال، لخدمة شبكة الطرق. ووصف هذه المشاريع بـ «مشاريع الخير والبركة».
أما البارحة، فنظمت وزارة النقل لقاءً إعلامياً، بحضور وزيرها المهندس صالح الجاسر، لاستعراض المشاريع التي قامت بها على طريق أبو حدرية.
حقن الطريق بـ«الجيوتكستايل» والمطاط الاصطناعي لامتصاص الصدمات وإصلاح العيوب.
أبحاث وتجارب لمعالجة التحديات
في اللقاء؛ قدّم مدير فرع الوزارة في المنطقة المهندس أحمد الغامدي، شرحاً مُسهباً عن أعمال الصيانة والسلامة المُنفذة على الطريق، مستعرضاً أبحاث وتجارب عملية لضمان الجودة، ومواجهة «التحديات».
قال «انتهت الوزارة إلى حلول لإصلاح أبو حدرية، برفع منسوبه بمقدار 1.2 متر، وعمل طبقة فلتر حصوية بسماكة 30 سنتيمتراً، تركيب مادة «الجيوتكستايل» لعزل النسيج الأرضي، إضافةً إلى تنفيذ طبقة ترابية بسماكة 30 سنتيمتراً، وأيضاً طبقة أساس حصوي بالسماكة ذاتها، وكذلك زيادة سماكة طبقات الإسفلت من 13 إلى 25 سنتيمتراً في مناطق المياه السطحية العالية (السبخات) ومناطق الإصلاح. كما أُعيد إنشاء الطريق، ورفع منسوبه، وزيادة قطاعه التصميمي في الأجزاء شديدة التضرر».
من لقاء وزارة النقل والخدمات اللوجيستية البارحة.
المطاط لامتصاص الإجهادات
ولضمان سرعة إنجاز الأعمال على الطريق؛ أشار الغامدي، إلى توفير 7 خلاطات إسفلتية، بمتوسط طاقة إنتاجية تصل إلى 14 ألف طن يومياً، بهدف إنتاج خلطات إسفلتية متنوعة، ومنها الخلطة الساخنة لامتصاص الاجهادات (HMAM)، مكوّنة من «البوليستر فايبر»، والمطاط المُعاد تدويره، والتي تستخدم لمقاومة الشد وامتصاص الإجهادات، إضافةً إلى خلطة إسفلتية ساخنة عالية الأداء (سوبريف)، مُضاف إليها المطاط الاصطناعي، لزيادة العمر الافتراضي للإسفلت.
حددت الوزارة 6 عقود صيانة جذرية على أجزاء متفرقة من الطريق، إضافةً إلى 5 أخرى للتنفيذ. وبدأت أعمال الصيانة من شمال جسر النابية، حتى شمال جسر أبو معن، بطول 40 كيلومتراً في الاتجاهين. وتجاوزت نسبة الإنجاز 84%.
كما بدأت الوزارة في إصلاح مواقع متفرقة من الطريق، ابتداءً من جسر أبو معن حتى رأس الخير، بطول 71 كيلومتراً في الاتجاهين، والانتهاء من إصلاح جسر النابية من خلال رفع البلاطة الخرسانية بأحدث التقنيات المُستخدمة في هذا المجال، واستبدال فواصل التمدد، وصيانة هيكل الجسر الخرساني.
بعد كل ما استعرضه مدير فرع وزارة النقل في الشرقية من مشاريع وعقود، قد نسأل مرة أخرى؛ «هل يصلح عطار وزارة النقل ما أفسدته الشاحنات والسبخات؟»
نتمنى ذلك.
المهندس أحمد الغامدي يعرض الحلول والأبحاث لمعالجة أوضاع الطريق.
عن طريق أبو حدرية؛ اقرأ أيضاً:
مشاكل «أبو حدرية» لا تنتهي.. هل الحل في قطار من الدمام للجبيل مروراً في سيهات؟
«أبو حدرية» في «العناية المركزة».. «النقل» تنفذ صيانة «جذرية» في الطريق
معالجة عيوب طريق أبو حدرية.. للتخلص من آثار “السبخة” وما خلفته الشاحنات
التحويلة بجانب محطة فيول واي متعثرة ما يقارب السنتين وكذلك كان ينبغي إضافة مسار رابع لتخفيف الضغط عليه وخاصة ان ابوحدرية اصبح مزدحم بالشاحنات والسيارات خاصة انه يربط بين معامل عديدة منها معمل واسط ومعمل الخرسانية ومعمل الفاضلي وراس الخير والهيئة الملكية وغيرها