خلال مؤتمر أممي.. الدمام تعرض خبرتها “الرائدة” في إدارة الأزمات المناخية أمير الشرقية افتتح ملتقى دولي للحد من الكوارث

الدمام: صُبرة

اختارت منظمة RESERGENCE، مدينة الدمام واحدة من خمس مدن “رائدة”، سيتم دعوتها من قبل المنظمة لعرض نتائج المشاريع التي ستقدمها في المؤتمر المقبل 2022، في مدينة شرم الشيخ المصرية لخبراتها في إدارة الأزمات والكوارث خلال مؤتمر المناخ للشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لتطبيق الحلول التي اتبعتها المنظمة؛ لتعزيز القدرة على الصمود لتغير المناخ.

أعلن عن ذلك خلال افتتاح أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، اليوم (الأربعاء)، ملتقى اليوم الدولي للحد من الكوارث، الذي نظمه مركز الأزمات والمخاطر في أمانة المنطقة.

وقال الأمير سعود بن نايف، في كلمته الافتتاحية، “نتشارك في هذا الملتقى باليوم الدولي للحد من الكوارث، الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة في 13 أكتوبر من كل عام، ليكون مناسبة لتعزيز الثقافة العالمية للوقاية من الكوارث والتأهب لها والتعامل مع نتائجها إلى جانب الوعي العالمي بالإجراءات والسياسات والممارسات الفعالة، فالحد من الخسائر الناجمة عن الكوارث له القدرة على تغيير حياة الناس وتحقيق التنمية المستدامة؛ ورغم أنه يستحيل تفادي مخاطر الكوارث بالكامل فهذه البلاد أعدت أطرها السياسية والتشريعية وجميع مؤسساتها؛ بما يتماشى مع الهدف والغايات والأولويات الموضوعة ضمن رؤيتها الوطنية 2030، وتعمل الجهات المعنية في المنطقة بشكل دؤوب على الاستعداد لمواجهة الكوارث والتخفيف من آثارها”.

بدوره؛ قال أمين الشرقية المهندس فهد الجبير، “إن هذا الملتقى نسعى في الأمانة بمواكبة اليوم الدولي، للحد من الكوارث المُقَر من الأمم المتّحدة، على تهيئة الإمكانات المساعدة لمواجهة أي أزمات أو كوارث قد تحدث خلال العمل على مواجهتها بالاستعداد الأفضل لها، ومعالجتها بأفضل الأساليب المتوفرة من دون حدوث أي خسائر بشرية أو مادية ما أمكن”.

إدارة استمرارية الأعمال

بعدها افتتحت جلسات العمل في الملتقى، والتي استهلت بمحاضرة “إدارة استمرارية الأعمال”، قدّمها مدير إدارة استمرارية الأعمال بالأمانة العامة لمجلس المخاطر الوطنية خالد مسفر القحطاني، الذي نوّه من خلالها، إلى أن “ثقافة استمرارية الأعمال بعد جائحة كورونا تغيرت، خاصةً أن كثير من المنظمات والدول يستهدفون إدارة استمرارية الأعمال ومنهجيته”، مضيفاً أن “أكثر الدول اتّخذت منهجية إدارة الأعمال كدرس مستفاد من مواجهة جائحة كورونا، وعن دور إدارة استمرارية الأعمال في تحقيق رؤية المملكة وتحديداً في صناعة اقتصاد مزدهر، جاء أهمها تنمية وتنويع الاقتصاد بهدف تعزيز فعالية الحكومة، وتحسين أداء الجهاز الحكومي، إضافة إلى إنشاء وتحسين المراكز اللوجستية، وتحسين الربط المحلي والإقليمي والدولي لشبكات التجارة والنقل، وتوطين الصناعات الواعدة؛ بهدف تحسين أداء الجهات الحكومية، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للموظفين”، مختتماً باستعراض الجوانب التي تهتم بها إدارة استمرارية الأعمال.

الوقاية من الكوارث ومعالجة آثارها

من جهته؛ تحدّث نائب المدير العام للمعهد العربي لإنماء المدن في الرياض المهندس أحمد عبدالله التويجري، عن أهمية التعاون بين إدارات المدن والمنظمات الدولية والإقليمية في الوقاية من الكوارث ومعالجة آثارها، مُبيناً أن “الكارثة سواءً أكانت طبيعية أو من جراء الإنسان، فهي حدث مفاجئ ونتائجه قد تكون مدمرة والمطلب تسخير الجهود لمعالجته؛ استعداداً لمواجهتها وذلك بتحليلها، وتصنيف الموارد المتاحة، وإعداد مخطط التأهب لها بهدف تقليل مخاطرها وزيادة كفاءة رد الفعل الإيجابي السريع والتركيز على إدارة المخاطر”.

وتطرّق إلى مراحل الدعم الفني للحد من الكوارث، والهدف من التخطيط المكاني كوسيلة لمنع المخاطر، والتخطيط المكاني لقطاعات التوطين، مُلخّصاً خطة المخاطر، وأبرزها تحديد نوعية ومستوى المخاطر، وآثار كل المخاطر على مناطق التنمية، وتحديد المخاطر الفنية والاقتصادية للتنمية، وخطوات التدخل الإنشائي والوقائي للمباني المعرضة للمخاطر، والأساليب التصحيحية لعمليات إعادة التخطيط.

وأشار إلى دور المعهد بمثابة الجهاز العلمي والفني لمنظمة المدن العربية ومدنها الأعضاء، والمتخصص في مجالات التدريب والبحوث والاستشارات والتوثيق.

الصمود في ظل تغير المناخ

واستعرضت مستشارة البنك الدولي والأمم المتحدة للحد من المخاطر الدكتورة نهى التني، تقييم قدرة المدن على الصمود في ظل تغير المناخ والاستخدام الفاعل لبيانات مخاطر المناخ في اتخاذ القرار، وأهمية تعزيز القدرة على الصمود في المنظومة أو التجمع العمراني للمخاطر على أثرها، وامتصاصها واستيعابها في الوقت المناسب، والتعافي منها بالأسلوب الفعّال، والطرق المتبعة منها لحفظ منشآتها، إضافة إلى أهمية تحديد وفهم نقاط الهشاشة، وهي من الأهداف الرئيسية التي تعمل عليها المنظمة من خلال دراسة أبعادها المالية والمجتمعية، ثم تحدثت حول أهمية التغير المناخي خاصة في المملكة.

كما استعرضت كيفية تقييم قدرة المدن على الصمود لتغير المناخ وكيفية التخفيف من حدة آثاره من خلال تطبيق نظام المسح المعلوماتي، والتصميم المشترك لأنظمة توقعات الأبحاث والبيانات لحالة الطقس وقنوات التواصل والأنشطة المتنوعة.

وقدّمت التني، وصفاً للخدمات التي تقدمها المنظمة والحلول لصمود المدن أمام الكوارث، جاء ضمنها المشاريع المطبقة والحلول على مستوى الوطن العربي.

كوارث طبيعية مرتبطة في المناخ

واستعرض المشرف العام في بيت الخبرة بجامعه الملك عبدالعزيز يحيى علي دغريري، احصاء الكوارث الطبيعية المرتبطة في المناخ من عام 1970 وحتى 2019، من ثم تقرير حالة الخدمات المناخية لعام 2022، والانتقال من الإنذارات المبكرة إلى العمل المبكر.

وأشار إلى توصيات لاستراتيجية تحسين وتنفيذ نظم الإنذار المبكر وفعاليتها في نطاق العالم من ضمنها الاستثمار لسد الثغرات في القدرات والتركيز على الاستثمار لتحويل معلومات الإنذارات المبكرة إلى إجراءات مبكرة، وسد الفجوات في البيانات، مُستعرضاً نموج تطبيقي لتقنيات الإنذار المبكر لقوات التحالف وأنظمة الإنذار المبكر الشاملة لنظام تنسيق الإنذارات للكوارث العالمية والإنذار المبكر للمخاطر الإنسانية ومخاطر الأمن الغذائي.

الكود السعودي للحماية من الكوارث

بعدها قدّم مدير إدارة رخص البناء بأمانه المنطقة الشرقية المهندس عبدالعزيز بن إبراهيم الربيع عرضاً تفصيلياً لمتطلبات الكود السعودي للحماية من الكوارث الطبيعية التي تشمل الزلازل، والرياح، والفيضانات، والصواعق البرقية.

وأشار إلى متطلبات الأكواد السعودية الإنشائية لحماية المنشآت من الزلازل، ومنها تصنيف المباني وأهميتها، واستخدام معدلات مُصعّدة تشمل كل الأحمال المؤثرة على المباني، في عملية التصميم، أما في سياق الرياح تضمّنت المتطلبات قياس سرعة الرياح وذلك بناءً على خريطة تم وضعها بالكود وتحديد سرعتها في المملكة، إضافة على ذلك متطلبات الأكواد في الفيضانات، وأخيراً  متطلبات الكود السعودي الميكانيكي لحماية المنشآت من الكوارث الطبيعية، والذي تأتي أهميته في الأخذ بالاعتبار بمخاطر الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والرياح، أثناء التصميم والتنفيذ للمنشآت المعرّضة لتلك المخاطر، أو إذا كان المنشأ يقع في مناطق معرّضة لحدوث تلك الكوارث.

الآثار السلبية للكوارث والأزمات

وفي نهاية جلسات الملتقى؛ تطرّق المهندس صقر الربيعي من مركز الأزمات والمخاطر في الأمانة، إلى أنواع المخاطر، وهي: المناخية، الهيدرولوجية، الجيولوجية، البيولوجية، الفيزيائية الفلكية، والأخطار من صُنع البشر.

وأشار إلى الآثار السلبية للكوارث والأزمات ما بين اجتماعية واقتصادية وبيئية، واستعرض الأساسيات العشر لصمود المدن، واختتم بأداة قياس قدرة المدن على الصمود والتي تظهر من خلال نتائجها نسبة قدرة المدينة في الصمود والحد من مخاطر الكوارث ومواجهتها بالنقاط والنسبة المئوية؛ ليسهل عملية التقييم المتكرر واتخاذ القرار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×