[قُم للمعلّم] حسن السنان خاف من شرطي «الدروازة» فلم يضرب طالباً درسّ في العوامية والقطيف طوال 33 عاماً.. وطلابه أطباء ومعلمون ومسؤولون متقاعدون
شاهد الفيديو
القطيف: نداء آل سعيد
ذات يوم قبل زهاء نصف قرن؛ التقى عبدالواحد نصر المشيخص معلمه حسن أحمد السنان، في مدرسة العوامية الابتدائية.
حتى اليوم؛ لم ينس ابن «الأستاذ»، وهو اللقب الذي يُعرف به معلم البناء المرحوم نصر المشيخص، مدرس التربية الفنية السنان.
عبدالواحد، ينتمي إلى جيل الأوائل من الطلاب الذين التحقوا بالدراسة النظامية في بلدته العوامية. أكمل دراسته الابتدائية فالمتوسطة ثم الثانوية، والجامعية. أصبح طبيباً جراحاً يُشار له بالبنان، تنقل بين مستشفيات حكومية عدة، حتى تقاعد عن العمل، لكنه لم ينس قط «فضلّ» المعلم السنان.
على غرار المشيخص، هناك عشرات، وربما مئات الطلاب في العوامية خصوصاً، وبلدات أخرى في محافظة القطيف، يدينون بالفضل لهذا المعلم، الذي لم يحمل في زمن «التعليم بالضرب» عصا قط، بل أدوات الرسم والتلوين، التي لم يكن يألفها الطلاب حينها، لكن حصته أصبحت أجمل الحصص لديهم؛ متنفسهم.
اليوم بعد كل هذه العقود؛ حين يلتقونه في مناسبة اجتماعية أو دينية؛ عرس، فاتحة، أو في مكان عام؛ يحرصون على مصافحته بحرارة، بعضهم يعتلي ليقبل جبينه، رغم أن بعضهم في العقد السابع. يخبروه بفرح طفولي أنهم كانوا من تلامذته. هو بدوره؛ قد يتذكرهم، غالباً ما تخونه ذاكرته الثمانينية.
في «يوم المعلم»؛ التقته «صُبرة»، جالساً على أريكة في منزله بحي الناصرة في القطيف، بجواره «سماور»، يُعد شاياً «مخدراً». ومع رشفاته يستعيد نتفاً من حكايات تعاقبت عليها عقود وعقود، مستعيناً بشريكة حياته ورفيقة دربه؛ زوجته «أم حسام»، التي كانت تستذكر معه ما كادت تمحوه الذاكرة الحافلة بكم هائل من الأحداث.
تقاعد منذ 20 عاماً، بعد 33 عاماً أمضاها معلماً لمادة التربية الفنية، لكنه لم يتخل عن حب الفن والرسم والخط. مازال يحمل الكثير من هذا الحب داخله. تنقل خلال سنوات خدمته في سلك التعليم بين أربع مدارس، آخرها الهداية في حي الدبيبية.
المعلم حسن السنان مع طلابه في مدرسة العوامية الابتدائية خلال درس رسم في الهواء الطلق.
من البحرين إلى العوامية
أكمل السنان تعليمه الأولي في البحرين، التي ارتحل إليها مع والده (رحمه الله)، بسبب صغر حجم مدرسة الحسين بن علي في القطيف، والتي كانت حينها في مبنى مستأجر.
هناك درس حتى الصف السادس الابتدائي، وبعدها التحق في الدراسة التكميلية، التي تعادل اليوم المرحلة المتوسطة. وذلك في المدرسة الصناعية في الدمام. درس فيها أربعة أعوام، حتى نال شهادة الدبلوم الصناعي في النقش والزخرفة.
زامل خلال تلك المرحلة مجموعة من الزملاء، يتذكر منهم: حسن الخنيزي، أحمد النشمي، حسن خميس، عبدالله الخميس، ومهدي تقي. يقول «أغلبهم اختار النجارة، ولكن ميولي كانت للنقش والزخرفة».
بعد تخرجه؛ عُين مدرس تربية فنية عام 1383هـ. (أي قبل 60 عاماً)، في مدرسة العوامية الابتدائية، ليكون من أوائل المدرسين في القطيف.
قبل تعيينه معلماً في التعليم العام؛ كان السنان يدرس في العطلات المدرسية، لذا كان معروفاً في العوامية حتى قبل تعيينه في مدرستها، التي بقي فيها 3 سنوات.
يقول «كنت أهوى التدريس بشكل كبير جداً، خصوصاً الخط والرسم. كنت أطلب من بعض الطلاب والأصدقاء أن يساعدونني، ولدي ورشة في فترة العصر، كما فتحت مكتبة وبقالة في حي الدخل المحدود. ودرست الرسم في محترفي في شارع أحد لمدة 30 عاماً».
من العوامية عاد السنان إلى القطيف؛ إلى المدرسة التي درس هو فيها صغيراً؛ مدرسة الحسين بن علي الابتدائية بالقطيف، كان مربي فصل. يقول عن هذه المدرسة «هي من أوائل المدارس في القطيف، وقد درست في صفوفها لمدة 16 عاماً، حتى نُقلت إلى مدرسة زين العابدين».
قبل أن يُنقل إلى المدرسة الأخيرة؛ عاد إلى الدراسة التكميلية في الرياض، ليكون مؤهلاً لممارسة دور المعلم ومربي الفصل.
أشار إلى ما قد يجهله جيل اليوم من الطلاب، بأن «مربي الفصل في المرحلة الابتدائية كان يربي طلابه ويعلمهم أيضاً، وذلك من الصف الأول حتى الخامس. كما كنت مراقباً في المرحلة المتوسطة».
لكنه يُقر بأنه لم يكن راغباً في العمل مربي فصل، كان يُفضل تعليم الفن والرسم في حصص التربية الفنية، «كنت أرى أن دوري مربي فصل يجعلني محدوداً ومؤطراً. أما الرسم والخط؛ فكنت مولعاً بهما منذ الصغر. لذا؛ رفضت جدولي في التعليم، لأكون مدرس تربية فنية، وهو ما جعلهم يهمشونني، حتى جاء مفتش لزيارة مدرستنا، وأخبرته برغبتي، فنقلوني إلى مدرسة زين العابدين في الدبيبية. حيث كانت توجد صالة كبيرة، أقيم فيها معرضاً بمشاركة مدرسين آخرين».
يتذكرونه.. هو لا يتذكر بعضهم
عبرّ السنان، عن مشاعر الفخر بطلابه، الذين ما زالوا يذكرونه بأسمائهم حين يصادفونه في مناسبة ما. خلال سنوات خدمته في سلك التعليم؛ تعاقبت عليه أجيال وأجيال، ما يجعل مهمة تذكر الجميع «عملية صعبة» للسنان، الذي يقول «نسيت اسماء بعضهم بعد هذه المدة الطويلة؛ 60 عاماً»، مستدركاً «هم لم ينسوني، حين يرونني في مكان ما؛ يرحبون بي. وأنا أشعر بسعادة بالغة حين أرى أي طالب من طلاب العوامية، أو غيرهم من طلاب المدارس الأخرى التي عملت فيها».
نشط ذاكرته؛ يستعيد أسماء بعضهم: نصر آل ياسين، زكي الفرج، عبدالكريم الزاهر، حسن سالم، عبدالستار (لم يتذكر اسم عائلته)، منير الحجي، مكي الناس، ومن القطيف: جهاد الزاير، فتحي التاروتي، فتحي الخنيزي، أشرف أبو السعود، إضافة إلى أولاده هو.
يكمل حديثه «مجموعة كبيرة ما شاء الله. ربما بعضهم الآن دكاترة، أو مدرسين، أو رسامين، لا أعرف، لكن مؤكد أن منهم من أصبح ذا شأن. لكنهم يتعرفون عليّ ويصافحونني حين أذهب إلى العوامية، وأصادف بعضهم».
يتذكر أن أحدهم قال له يوماً «أنا أذكر لك بيت شعر: تونس والجزائر وبلاد السودان.. يحيى مدرس الرسم حسن السنان». يضيف السنان «فرحت به جداً، وارتحت لكلامه، وكتبت البيت بيدي، ووضعته في لوحة ضمن المعرض».
معارض أم غرفة عروس؟
أقام السنان خلال سنوات عمله معارض فردية وأخرى مشتركة، عرض فيها رسوماته ولوحات طلابه، «كنت أرسم على الجدران، وطلابي على اللوحات، فكنت أعرض الجميع، لتحفيز طلابي».
يضيف «طلاب مدرسة العوامية كانوا يتباهون على زملائهم في مدارس القطيف الأخرى. كنا في كل عام نقيم معرضاً، يزوره أهالي القطيف. كان ذلك حينها شيئاً جديداً على البلاد، فكنا نفرش الأرض بالسجاد، ونزين المعرض، فتكون مثل غرفة عروس؛ عطور، بخور واستقبال حافل».
من مدرسة العوامية؛ ينتقل إلى الحديث عن سنوات مدرسة الحسين بن علي في القطيف، «كانت تقع قريباً من مركز التنمية الاجتماعية، وأقمنا فيها معرضاً. كان سعر تذكرة دخوله ريالان للفرد، وخصصنا يوماً للنساء».
التعليم بالعصا
من الرسم والمعارض؛ تنتقل ذاكرة السنان إلى شق آخر من مسيرة التعليم، أصبح اليوم مجرد ذكرى من الماضي، لم يعد له وجود في المدارس؛ عصا المعلم.
هو لم يحملها قط، ولكن «صُبرة» استحثت ذاكرته للتحدث عنها؛ فقال «كنا نهاب المدرس، وإذا رأيناه في الشارع؛ نهرب منه، لأن المعلم كانت له هيبة. وأنا قاسيت من الضرب. وحين دخولي وخروجي من دروازة الشرطة؛ كنت أشعر بالخوف من رؤية الشرطي. في المدرسة؛ كنت أتلقى وجبات من الضرب. ولكنني لم أملك الجرأة لأخبر والدي بذلك. ومع الوقت تولد داخلي خوفاً شديداً من عصا المعلم».
عن العصا حين أصبح معلماً؛ يتذكر «كنت أرى بعض زملائي المدرسين يضربون الطلاب، ولكن لم يكن بعنف وقسوة الأيام التي كنت فيها أنا طالباً. كنت أتساءل حينها: هل يشعر هؤلاء الطلاب الذين يُضربون اليوم بما كنت أشعر أنا به حين كنت طالباً؟».
يضيف «كنت أعامل طلابي برفق ومحبة. كانت هناك قسوة من قبل معلمين بالضرب على الأرجل والأيدي من الخلف»، مستدركاً «الآن ذهبت أيام القساوة. الآن يسود التفاهم بهدوء. وبإمكان الطالب أن يتفاهم مع المعلم، أو يأتي ولي أمره ليتفاهم معه. الوضع أصبح مختلفاً عن الماضي».
زملاء مهنة.. وشريكة درب
من زملاء المهنة؛ يتذكر حسن السنان: منصور آل إخوان، عبدالله خميس، وأحمد الظاهر، ويكمل «في البدايات؛ كان هناك زملاء من الأحساء، أذكر منهم سعد الشليد، والباقي من دول عربية».
قبل أن تتوقف ذاكرته عن البوح بمزيد من الذكريات؛ صمت برهة، شعرت من خلال قسمات وجهه أن مشاعره تختلج، التقت يميناً إلى حيث كانت تجلس هي، قال بمشاعر تفيض حباً وعشقاً «أم حسام كانت تساعدني في كل شيء. كانت تدرس معي في المنزل؛ أنا أعلم الأولاد الكبار، وهي تعلم الصغار».
المشيخص: رسام على الجدران.. والقلوب أيضاً
انتهت شهادة المعلم حسن أحمد السنان عن مسيرته، التي سلط فيها بعض ضوء على مسيرة التعليم في محافظة القطيف، فماذا قال تلامذته عنه؟
نعود إلى الدكتور عبدالواحد نصر المشيخص، استشاري الجراحة العامة والمناظير، رئيس قسم الجراحة في مستشفى الدمام المركزي ومستشفى الملك فهد التخصصي سابقاً.
قال لـ«صُبرة» «كان الاستاذ حسن السنان من المدرسين الوطنيين الأوائل الذين تأثرت بهم أثناء دراستي المرحلة الابتدائية في مدرسة العوامية. كان يتحلى بحسن الخلق، دماثة الأخلاق، الهدوء والتواضع الجمّ. كان يدرسنا مادة الرسم والفنية، وكانت بسمته الهادئة تبث الطمأنينة والسكينة في قلوبنا الوجلة. كثيراً ما كانت أنامله الفنية المُبدعة تطبع البهجة في قلوبنا، ترسم ملامح المستقبل لنا. طالما رسمت ريشته لوحات فنية كانت تغطي حيطان المدرسة الداخلية».
يتذكر المشيخص أيضاً «كانت إمكانات مدرستنا حينها ضعيفة، وسائل التعليم شحيحة. إلا أن الأستاذ حسن، وبإمكانات متواضعة؛ استطاع أن يُبدع باعتباره مدرساً ومربياً، رغم كل الصعوبات. نسأل الله ان يحفظ الاستاذ حسن، ويديم عليه الصحة والعافية، وان يؤجره على ما قدمه من خدمات تعليمية وتربوية لجيلنا، في زمن كان فيه المعلم السعودي عملة نادرة».
الخنيزي: حنون عطوف.. في زمن «الفلكة»
فتحي باقر الخنيزي، طالب آخر، أصبح هو بدوره لاحقاً معلماً، ولكنه تقاعد قبل حوالى ثماني سنوات، بعد أن تولى إدارة مدرسة دار الحكمة الثانوية في القطيف.
يقول «التقيت المعلم حسن السنان في المرحلة الابتدائية عام 1387هـ، تحديداً حين كنت في الصف الثالث الابتدائي، في مدرسة الحسين بن علي في القطيف. كان يدرسنا مادة التربية الفنية».
يصف التعليم في تلك الفترة بقوله «حين كنت في المرحلة الابتدائية؛ كان الوضع السائد حينها يغلب عليها طابع العنف من قبل بعض المعلمين، ضرب بالعصا، وفي بعض الأحيان يستخدمون «الفلكة»، وهي عبارة عن عصاتين مربوطتين بحبل. كانت تستخدم لمعاقبة الطلاب، على المشاغبة، أو حتى الغياب عن المدرسة، أو لأي سبب آخر. ومع التغير في أساليب التربية والتعليم، ورفع كفاءة المعلمين؛ أصبح هذا الأسلوب من الماضي».
بعد 56 عاماً؛ ماذا قال الخنيزي عن معلمه السنان؟
«أكن له الاحترام والتقدير، هو مرب فاضل. كان يعامل طلابه معاملة حسنة، كتعامل الأب مع أبنائه؛ حنون وعطوف مع طلابه، يمتاز بالهدوء والحكمة في تعامله. ومازلت أكن له الاحترام والتقدير، وأشعر حين التقيه، سواءً صدفة أو في المناسبات؛ بالانجذاب إليه، نتبادل السلام والتحية والحديث».
وإذا كان السنان درسّ الخنيزي؛ فإن الأقدار شاءت أن يكون أحد ابناء الأول (وسام) طالباً لدى الخنيزي في المرحلة المتوسطة، وأيضاً حفيده أحمد، كان فتحي مديراً في المدرسة الثانوية التي درس فيها.
تمنى الخنيزي لمعلمه السنان «الصحة والعافية، وأن يمد الله في عمره».
آل ياسين: أن تحب معلماً حباً لا فرضاً
نصر عبدالله آل ياسين، موظف حكومي متقاعد، تولى رئاسة بلدية العوامية. كان أحد تلامذة السنان في المرحلة الابتدائية، كان ذلك عام 1385، أو 1386هـ، لا يتذكر تحديداً.
يصف هو الآخر تلك المرحلة بان «التعليم كان جاداً، رغم صعوبة الحياة، وانشغال الطالب في أعمال أخرى، منها مساعدة والده في الزراعة والنخيل، وكذلك قضاء حاجيات البيت، إضافة إلى الواجبات الدراسية. ونادراً ما كان الطالب يجد فترة راحة. رغم هذا؛ كان الطالب حريصاً كل الحرص على أن يؤدي الواجبات الدراسية، حرصاً منه على النجاح، أو خوفاً من عقاب ينتظره في حال التقصير».
لكنه يستدرك بالقول «الحق يُقال؛ كان هناك مدرسون مخلصون في عملهم، في شرح الدرس من بداية الحصة إلى آخرها، ويكرر الشرح مرة ومرتين، ويسأل الطلاب: اللي مو فاهم بعيد له الشرح.. ولكن بعدها سيحاسبه على عدم الإجابة. كان للمدرس هيبة، ونادراً ما كنا نراه يضحك، أو حتى يبتسم».
هذا عموماً؛ فماذا عن معلمه السنان؟
يقول آل ياسين «أبو حسام كان مدرساً لمادة محبوبة؛ الفنية، وفيها يُنفسّ الطالب عن نفسه، خاصة إذا كانت حصتان متتاليتان. إضافة إلى ما كان استاذي حسن السنان يتمتع به من أخلاق عالية جداً، تُعد نادرة في تلك الحقبة، ما اكسبه حب الطلاب واحترامهم، طوعاً لا خوفاً، مثل بقية المدرسين. وهذا ما جعل كثير من طلابه يتذكرونه إلى هذا الوقت، وأولهم أنا شخصياً».
آل ياسين لفت إلى جانب لم يتناوله زملاءه في الحديث عن معلمهم، وهو «المساهمات الاجتماعية خارج أسوار المدرسة في العوامية، ما جعله يكسب حب أولياء الأمور، إضافة إلى الطلاب».
وسأل الله عز وجل «ان يمتعه بالصحة والعافية، ويمد في عمره».
المزين: أب لطلابه ومرب مثالي
عبدالواحد مكي المزين، تتلمذ وأخوه المهندس تقي المزين، على يد المعلم السنان، ليصبح هو الآخر معلماً في مدرسة العوامية، التي اصبح اسمها لاحقاً «الواحة الابتدائية»، قبل أن يتنقل بين مدارس أخرى، منها «سلمان الفارسي الابتدائية» في القديح، ليتقاعد قبل سنوات.
يتذكر المزين، السنان بـ«التعامل الأبوي مع الطلاب، والتواضع والرفق وحسن الأداء الوظيفي في مهنة التربية والتعليم».
كما يتذكر تلك المرحلة التعليمية، ويصفها «كانت فترة تربية وتعليم بمعنى الكلمة، فالطالب لا يكتسب المعارف فقط، بل يتربى على يد أمثال هذا المربي المثالي».
المعلم السنان يملك في منزله متحفاً خاصاً، في الرابط التالي تقرير نشرته «صُبرة» في وقت سابق، عن الشاي، وتطرقت إلى متحف السنان:
“السماور” من قصور نبلاء روسيا إلى مجالس القطيف.. شفاه لا ترتشف الشاي إلا مُخدراً