الرياض.. 14 لصاً يسرقون 101 سيارة.. بحثاً عن معدن «نبيل» في «الشكمانات» «البلاتينيوم» معدن نفيس سعره مقارب للذهب.. يُستخدم لتنقية عوادم السيارات

الرياض: صُبرة

أن تسرق سيارة فهذه جريمة قد تُصنف «عادية»، اثنتان، ثلاث وحتى 10 سيارات؛ فهي جريمة أيضاً عادية. ولكن أن تنفذ 101 سرقة لسيارات بعضها خردة؛ فهذا أمر يثير كماً هائلاً من الأسئلة.

هذا ما فعله 14 شخصاً، سرقوا 101 مركبة، بغرض تصديرها إلى الخارج.

وحتى هذا العدد الكبير من السيارات المسروقة قد يكون عادياً، ولكن العنصر الجديد في البيان الصحافي الذي أصدرته شرطة منطقة الرياض فجر اليوم (السبت)، هو «البلاتينيوم»، الذي أوحى البيان أنه الدافع وراء هذه السرقات.

إذ قال المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة الرياض الرائد خالد الكريديس، في البيان،  «إن الجهة المختصة في شرطة المنطقة تمكنت من القبض على 14 شخصاً، وهم مواطن، و5 مقيمين من الجنسية اليمنية، و4 أردنيين، و3 سوريين، وسوداني، في العقدين الثالث والخامس، على ارتباط في شخص أردني خارج المملكة، نفذوا 101 حادثة سرقة لأجزاء من المركبات المتعطلة والتالفة، وفرز ما سُرق؛ لتُصدر بعد ذلك إلى الخارج، بطرق متعددة».

اللافت في بيان الكريديس، هو «ضُبط في حوزة المتهمين ما يزن 500 كيلوغرام من مادة البلاتينيوم المستخلصة»، لافتاً إلى أنه تم إيقافهم، واتخذت في حقهم الإجراءات النظامية الأولية، وإحالتهم إلى النيابة العامة.

فما هو «البلاتينيوم»، أو «الفضة الصغيرة»، الذي يبدو أنه الهدف من سرقات هذه العصابة؟

هو معدن «نفيس ونبيل»، يحتلّ المركز 72 من أصل 94 من حيث الوفرة في الطبيعة. ويُعد مقارباً للذهب في السعر، إذ يصل سعر الأوقية منه إلى 1600 دولار، فيما تباع أوقية الذهب اليوم في المملكة بـ1800 دولار.

يتركز وجوده في «شكمانات» السيارات القديمة والخردة، ويُستخدم لتنقية العوادم. كما يوجد في معالجات الحواسيب الآلية. إذ يستخدم في النّقاط الحسّاسة في الوصلات الإلكترونية للأجهزة المتقدمة، وعادةً ما يتم خلطه مع كميات قليلة من «الإيريديوم» ليزداد صلابةً وقوةً ومناعةً.

أما وظيفة «البلاتينيوم»؛ فهو يستخدم في المحولات الحفّازة. ولا يقتصر هذا الاستخدام على السيارات حيث أنّ جميع المركبات الحديثة تحوي هذا النوع من المحوّلات. والوظيفة الرئيسة للمحوّل الحفّاز هي تقليل الانبعاثات الضّارة التي تخرج من عوادم السيارات. وتشمل هذه الانبعاثات غازات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين.

ويُعد «البلاتينيوم» عاملًا مساعدًا يقوم ببدء التفاعل الكيماوي، من دون أن يكون مشاركًا فعليًّا فيه، فيقوم بالمساعدة في تفاعلات الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون مع الأوكسجين الموجود في الهواء، لينتج ثاني أكسيد الكربون والماء.

وأيضًا من التفاعلات التي يعمل «البلاتينيوم» فيها كعامل مساعد؛ هو تفاعل أول أكسيد الكربون مع أكاسيد النيتروجين المختلفة، والذي ينتج غاز النيتروجين غير الضّار، فهو لا يعمل فقط على تحويل الملوّثات إلى مواد أقل ضررًا، بل إنّه يقوم أيضًا بمعادلة السموم الموجودة في العوادم، ومنها الفسفور والكبريت.

كما يمكن استخدام «البلاتينيوم» في بعض التطبيقات الحيوية؛ ومنها طبّ الأسنان، وبعض أنواع علاجات السرطان.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×