[اليوم الوطني] ثالث الأبوين.. وطنٌ جبريلٌ سفيرٌ عنده
سيد أحمد الماجد
رحِمٌ يطولُ كرحلةِ الآباءِ
يمتدُّ من وعيي إلى إغمائي
لم يلق قابلةً لرحم عقاربٍ
ساعاتُها نافورةُ الإسراءِ
حبلى بها حبلى وتسعةُ أشهرٍ
أبديةٍ في سرةِ العلياءِ
حبلى بخارطةٍ سماءٌ لم تضعها
والمخاضُ جوابُها وندائي
هو ثالثُ الأبوينِ ألقى نطفةَ
الجغرافِيَا فالجينُ كالبيداءِ
وطنٌ فلا واوٌ ولا طاءٌ ولا
نونٌ تُشَرَّدُ عن سياجِ غنائي
وإذا سُئلتُ عن الهُويةِ فوقه
أبرزتُني فهُويتي أحشائي
قدمايَ حلمايَ، العبورُ من العيونِ
إلى العيونِ فغمضةُ الأنحاءِ
أجتازُهُ أجتازُني، أجتازُني
أجتازُهُ، وقصيدتي مينائي
ومترجما بين الحياة ونفسها
متحدثا لعروقه بدمائي
ومفوهًا بالكعبةِ العصماءِ
يبني بالمكانةِ كعبة الإصغاءِ
أسرابُ بوصلةٍ تُحلِّقُ فوقه
لتخيطَ أعشاش اتجاهٍ ناءِ
ألقت عليه رسالةٌ مفتاحها
فتفتَّحت أبوابُها كالماءِ
وطنٌ وجبريلٌ سفيرٌ عنده
بدأ العلاقةَ مِنْ مَقرِّ حراءِ
بأشعةٍ الأيدي تكبِّرُ شمسُهُ
إشراقها من حصة الظلماءِ
تحويلةٌ أبديةٌ هذا الثرى
من شارع الملكوتِ للصحراءِ
ولأنه تأشيرةٌ للغيب
فالدعواتُ ما أعفته من إمضاءِ
ركعوا له سجدوا له وبقِبلةٍ
جمع الجهات منيبةً كدعاءِ
لم يغره التبجيل من لا ينحني
للموطن البواب عند سماءِ
زرعوا النجومَ بأرضهِ وترجَّلوا
قممًا لحصدِ الراية الخضراءِ
القطيف
21/09/2021م