انتفاضة النور “المُتأخرة”.. والأخوان السالم وراء خسارة الفريق أمام الأملح محللون: الفريقان لم يستعدا للمباراة جيداً
القطيف: شذى المرزوق
ساق محللون أسباباً عدة، أدت إلى خسارة فريق النور الأول لكرة اليد، أمام نظيره مُضر 17ـ18 في اللقاء التاريخي الأول على كأس السوبر السعودي أمس (الجمعة). ومعروف عن “النور” أنه أفضل فريق كرة يد على مستوى المملكة، ويمتلك لاعبين بخبرات استثنائية.
تنوعت الأسباب بين عدم تركيز لاعبي النور، وإصابة الأخوين السالم، وغياب اللاعب الأجنبي، والانتفاضة “المتأخرة” للفريق في آخر 10 دقائق من عمر المباراة، ما أدت إلى تعادل الفريقين، قبل أن يتفوق مُضر مرة أخرى بفارق هدف يتيم.
أقيمت المباراة في صالة وزارة الرياضة في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالعاصمة؛ الرياض، بشراكة مع أكاديمية مهد الرياضة (السوبر السعودي- مهد 2021).
ورصدت “صبرة” آراء بعض المحللين والاختصاصين في كرة اليد، للوقوف على نقاط الضعف والقوة لدى الفريقين، الإدارة الفنية، المدربين، والأسباب التي أثرت على مجرى اللعب في البطولة التي استحدثها مؤخراً اتحاد كرة اليد السعودي.
المستوى الفني
البداية كانت مع مدرب أكاديمية مهد لكرة اليد ولاعب الأولمبياد السابق هاشم الشرفا، الذي قال “المباراة بين الفريقين لم تظهر بالمستوى الفني المطلوب لعدة أسباب، أهمها بدء الموسم بها، مع عدم تجهيز الفريقين واعدادهما بشكل كافٍ، بعد عودة نجوم اللعبة من دون استعداد كامل”.
وأضاف “بعضهم عاد من بعد إصابة، هذا عدا أن الطاقم التدريبي لكلا الفريقين لم يسبق لهما المشاركة في منافسات الدوري السعودي، لذلك كانت القراءة الفنية لكل منهما للخصم لم تكن دقيقة، بل احتاجا وقتاً خلال المباراة لمعرفة إمكانات الطرف المنافس”.
وأكمل “نحن كمتابعين؛ لم نجد المتعة الحقيقية في المباراة، إلا في الدقائق الـ10 الأخيرة، حيث الندية بعد التعادل الذي جاء في النصف الأخير من الشوط الثاني، بعودة النور إلى المشهد، بعد أن كان متأخراً في النتيحة بفارق 4 أهداف”.
الشرفا
وذكر أن “الحلول الفردية طغت على سير المباراة، لكن أداء الحراس في الفريقين، كان لافتاً في المباراة، ممثلاً في محمد السالم، وعلي الصفار، اللذين بذلا جهداً ملحوظاً في حماية عرينهما”.
وتابع “أما على مستوى الهجوم الفردي، فقد تميز في النور عبدالله العباس، وعبدالله الحماد، وكذلك المحترف الأجنبي في نادي مُضر، حيث كانوا هم الأبرز أثناء المباراة”.
وأردف “عن بقية نجوم النور؛ فهم لم يقدموا إمكاناتهم المعروفة عنهم، وأعني مجتبى السالم، الذي لم يظهر كثيراً، ومهدي السالم، برز في آخر الوقت”.
أما على مستوى التبديل؛ فذكر الشرفا “مُضر امتلك خيارات متنوعة وكثيرة في البدلاء، منها التبديل مع محمد الزاير وغيره من اللاعبين، بينما التبديل لدى النور كان محدوداً”.
واختتم الشرفا تصريحه بتوجيه التهنئة للفائز، وقال “مبروك لمُضر المباراة، وكنت أتمنى أن الفريقين استعدا أكثر لهذه المباراة”.
جس نبض
وصف مدرب نادي السلام حالياً عبدالرسول الجزيري، المباراة بأنها كانت من “العيار الثقيل” بين قطبي كرة اليد في السعودية. وقال “لكن المباراة لم تخرج بالمستوى المأمول لعدة أسباب، فكانت بداية المباراة بمثابة جس نبض من الفريقين، إلى أن مالت الكفة إلى فريق مُضر، الذي استغل عدم جاهزية لاعبي النور، وغياب اللاعب المحترف، وإصابة وعدم جاهزية مهدي السالم، حتى وسع الفارق إلى 5 أهداف”.
وأضاف الجزيري “في نهاية الشوط الأول، وبداية الثاني، ومع تراخي مُضر، بدأت صحوة لاعبي النور، لتقليص الفارق، خصوصاً مع مشاركة مهدي السالم، وبروز الحارس محمد السالم في الدقائق الـ10 الأولى”.
الجزيري
وأوضح أن “عدم وجود اللاعب الاجنبي، وكذا اللاعب البديل الجاهز، أضر بفريق النور، ومع ذلك استمرت المباراة هدفاً بهدف، حتى خطف مُضر المباراة قبل نهايتها بـ 15 ثانية”.
بداية موسم
من جانبه، قال المدرب الوطني، مدرب شباب الخليج عبدالمنعم هلال “نحن نتحدث عن مباراة أولى من نوعها، وبداية موسم جديد، وكان فيها نوع من الحذر لدى الفريقين، والمزيد من الضغط النفسي لدى اللاعبين، بدليل كثرة الأخطاء الفنية الفردية، مع ضياع الكثير من الفرص الحقيقية في المواجهات على المرمى”.
وأضاف “امتاز الشوط الأول بسمة مهمة لدى الحارسين علي الصفار ومحمد السالم، في تقليل أهداف هذا الشوط بالتصدي للعديد من الكرات الخطرة، بينما لعب الفريقان دفاعياً بالطريقة نفسها 6-0 مع مقابلة اللاعبين في التصويبات”.
وأكمل هلال “ظهر على النور مدى تأثره بإصابة لاعبيه مجتبى ومهدي السالم من الناحية الهجومية، لذلك التصويبات من خارج الـ9 لم يتمكن من أدائها اللاعبان السالم، إذ كانا يلعبان بحذر أكبر، وهذا كان له تأثير في نتيجة الهجوم بشكل كبير في المباراة على مستوى نادي النور، الذي سجل في 30 دقيقة 6 أهداف فقط”.
هلال
وأضاف هلال “أما مُضر؛ فقد تميز لاعبه الاجنبي ايفان الذي أدى الشوط الأول ببراعة التصويت من خارج الـ9 مع تحركات اللاعب الجنبي وحيدر الخضراوي ودينمو الفريق محمد العباس، وأستطيع التأكيد أن هذا الشوط لم يرق للنتيجة المأمولة، وانتهى بـ10-6 لصالح مُضر، مع تألق الشق الدفاعي وحراس المرمى”.
وأضاف هلال “في الشوط الثاني، تكرر السيناريو نفسه للشوط الأول، أهداف زيادة لصالح مضر، واستعجال من جانب النور، لتقليص الفارق، فكثرت الأخطاء الفنية، بعدما تألق محمد السالم في الحراسة، وظهر التغيير بعد الدقيقه الـ10 لتقليل الفارق، حيث كان أكبر فارق لصالح مضر بـ 5 أهداف”.
وأرجع الهلال بقاء النتيجة بهذا المستوى إلى ابداع الحارسين المتواصل في حماية شباكهما.
وأكمل أنه “بعد الدقيقة الـ10، بدأ النور بقلص الفارق، ووصل به إلى هدفين، في هذا الوقت تألق اللاعب عبدالله الحماد في التصويبات والاختراقات، حتى وصل الفارق إلى هدف واحد في الدقيقة 15”.
وقال “أول تعادل للفريقين حدث في الدقيقة الـ19 بنتيجة 14 لكل منهما، وأول تقدم للنور جاء من اللاعب مصطفى عظيم من النور (15-14) في الدقيقة 20، ومع ذلك حصل على كارت أحمر بعد خشونة في لعبه أمام لاعب مُضر الاجنبي ايفان، وكذلك بعد دقيقة، حصل لاعب مُضر حسن الجنبي على ثالث إيقاف له، وخروجه بالكرت الأحمر، في آخر 5 دقائق سارت المباراة بفارق الهدف، وسرعان ما تعادل الطرفان، وجاء الهدف الأخير عن طريق ايفان، فرجح كفة مُضر وفاز بالمباراة”.
وأكمل الهلال “الأخطاء الفنية أثرت في الفريقين؛ النور لم يستفد من اللاعب المحترف حسين الصياد في المباراة بسبب اختلاف الجرعات في لقاح كورونا، ما منعه من المشاركة”.
فترات الإعداد
وفي السياق نفسه، قال المدرب والمحلل محمد القرشي إن “المباراة كانت بداية موسم، والفريقان غير جاهزين بدنياً وفنياً لقصر فترة الإعداد، وعدم كفاية اللعب في مباريات ودية”.
وأكمل أن “حراس المرمى هم أبطال اللقاء، سواء الصفار أو محمد السالم، حيث كانا في قمة حضورهما الذهني والبدني وفي قمة العطاء خلال المباراة”.
وقال إن “النور لم يكن جاهزاً بدنياً وفنياً لغياب المحترف الصياد، وعدم جاهزية اللاعبين السالم، بينما مضر كان أكثر تنظيماً، خصوصاً في الشوط الأول دفاعاً وهجوماً، واستفاد من أوقات الفراغ بأكثر من هجمة، على عكس الشوط الثاني الذي مر على فريق مضر فيه عدة فترات فراغ، استطاع فيها النور إعادة تجميع أوراقه، والتعادل، خلال الـ10 دقائق الأخيرة، شهدنا مباراة ثانية، واللعب على مستوى أفضل، وكان سجالاً؛ هدف بهدف، وكان بالإمكان أن تأخذ المباراة أشواطاً إضافية لو تدخل مدرب النور في وقت مبكر أكثر، وهذا خطأ فني كبير من جهة المدرب”.
القرشي
وحول المحترفين، قال القرشي “محترف مُضر ايفان أدى بشكل جيد، فيما اللاعب البرازيلي عليه علامة استفهام كبيرة، وكذا استفهام آخر أمام إدارة النور التي لم تقدم على تجهيز اللاعبين، واستقطاب محترفين، والمجازفة بلاعبين مصابين”.
واختتم القرشي حديثه قائلاً “المباراة كانت متوسطة فنياً، وذات إثارة عالية كعادة النور ومُضر، ومبروك لمُضر، وهاردلك للنور، فالاثنان يستحقان بطولة السوبر”.