كورونا.. ومؤامرة السُّذّج…!
سراج أبو السعود
خطفت منا جائحة كرونا الكثير من الاحباء، ولم تزل للاسف تحصد الكثيرين، حتى اليوم هناك من يرفض أخذ اللقاح، بل وصل الحال بالبعض الى تزوير التطعيم في خبر تناولته الصحافة المحلية في حينها، بحسب استقراء وتساؤلات شخصية قمتُ بها ضمن الدائرة التي التقيها من هنا وهناك توصلتُ الى ان احد أهم اسباب عدم اخذ اللقاح هو (نظرية المؤامرة) المتغلغلة في الاذهان، تلك التي تعني اننا مستهدفون من جهات متعددة بعضها سياسية والاخرى اقتصادية كالشركات الطبية والادوية وخلافها، ولأننا مستهدفون فينبغي تفويت الفرصة على هؤلاء المتآمرين وعدم الرضوخ لما يملونه علينا من حلول.
شخصيا أجد ان حديث المؤامرة هو حديث ليس له محل من الاعراب، بل ان تجاوزت قليلا فسأصفه مع الاعتذار بالحديث البايخ، هذا يعني ان وباء كرونا وبغض النظر عن اسبابه هو مرض وبائي سريع الانتشار وينبغي لمواجهته الالتزام بالكثير مما اوضحته وزارة الصحة السعودية وجميع وزارات بلاد الله الواسعة على لسان متحدثيها الرسميين، اعتقادك او عدم اعتقادك انها مؤامرة لن ينفعك في الوقاية من المرض، ستمرض وستعرض عائلتك واصدقاءك للموت من اجل قناعاتك، ستمرض وستُيتم عائلتك بسبب عنادك، ستمرض وستعرض المجتمع للمآسي، احد القراءات الفقهية التي اطلعت عليها بخصوص قيام المريض بزيارة شخص نتج عنها انتقال العدوى اليه ووفاته هو دفع الدية، يعني ذلك أنَّ هذا الفعل بمنزلة القتل غير العمد، وبعيدا عن ذلك فالقضية هي كما اراها أخلاقية، بمعنى انك ان اردت عدم أخذ اللقاح وعدم الالتزام بإرشادات الدولة فاجلس في بيتك (ولا توطوط ارجولك العتبة)، هذا لأن ارواح الناس ليست رخيصة لكي تتنقل هنا وهناك وتتسبب لهم بالمرض والمعاناة، وإذا تجاهلت ذلك ولم تلتزم بالأنظمة والقوانين فأنت مع الأسف قاتل، ليس مهما أن تتعمد القتل أو لا تتعمده، فالنتيجة واحدة وهي أنك تسببت لغيرك بالموت، ولعائلة ولمجتمع بالمعاناة.
في اعتقادي أنَّ المؤامرة الكبرى التي ربما تودي بنا جميعاً هي (مؤامرة السذج)، أولئك الذين سيقتلوننا جميعاً وسييتمون أبنائنا بسبب عنادهم واصرارهم على عدم الالتزام بقوانين الدولة وارشاداتها، نعم أنتم طيبون، مسالمون، مؤمنون بالله واليوم الآخر وتقومون بفروضكم الدينية على أكمل وجه، ولكن وبحسب ما أعرف فإنَّ كرونا لا يفرق بين مسلم وكافر، بين شيعي وسني، بين أبيض وأسود، إنَّه باختصار وباء قاتل، وباءٌ قاتل وكفى، وإلى أن يعي هؤلاء ذلك فسنبقى يومياً نرسم الخطوط السوداء المائلة على صور أحبابنا ونكتب باستمرار عبارات وقصائد الرثاء فيمن نحب.