كورونا.. لاعب ومِنْطرب….!

حبيب محمود

“لاعب ومنطرب.. لاعبة ومنطربة”.. هكذا يقولون في القطيف، حين يُشيرون إلى من يعيث فساداً، ويفعل ما يُريد ولا يُبالي. والمعنى الحرفيّ للتعبير هو “اللعب” و “الطرب” واللامبالاة..!

وهذا ما يفعله الفيروس ومتحوّراته منذ أواخر 2019 في العالم حتى اليوم. أحداث العالم، كلّها، تحوم حول “لعب” هذا الفيروس في الصحة و “عبثه” في الاقتصاد والأمن، وارتباك قرارات الإفصاح بحقيقة ما يجري، منذ بدأ الفيروس “طربه” في الصين والتكتُّم الحكومي الشديد فيها، وصولاً إلى الأرقام التي تنشرها الإفادات اليومية.

حتى نهار أمس 30 يوليو؛ قتل الفيروس 4 ملايين و217 ألفاً و762 إنساناً في العالم، من أصل 197 مليوناً و481 ألفاً و226 مصاباً. ذلك يعني أن نسبة المتوفين بالفيروس هي 0.21% فقط. وهي نسبة ضئيلة جداً، مع ذلك؛ يبقى الرقم كبيراً، حتى وإن كان الحقيقة..!

سكّان الكوكب ليسوا قادرين على التعامل مع الحقيقة كما هي، خاصة حين تتحدث الأرقام والإحصاءات. لكنهم باتوا أكثر إدراكاً لما يجري، ففيروس كورونا في 2021 غير الفيروس في 2020. في العام الماضي ضرب الفيروس الاقتصادات وشلّ التجارة وعرقل أنماط الحياة، تحت تأثير الإحصاءات والأرقام.

وفي هذا العام؛ فترت حماسة الناس في متابعة الإحصاءات، وصاروا يعتمدون على ملاحظاتهم اليومية، وعلى معلومات “شعبية” مصادرها الناس أنفسهم، والانطباع الشائع، حالياً، هو  الميل إلى تصديق ما يعرفونه عن سبب وفاة فلان وفلان من الناس.

والناس يصدّقون الناس بطبيعة الأمر، وهذا ما يُنظر إليه في يوميات الحياة، خاصة في مسائل الصحة والغذاء، وسكان الكوكب يكادون يقررون بأن “كورونا لاعب ومنطرب”، مع شهادتهم على وفيات شملت جميع مراحل العمر، مقرونة بإفادات من ذوي المتوفين أنفسهم..!

هذا كله؛ يؤكد ما كانت تكرره الحكومات للشعوب، فمهما كانت التدابير الحكومية صارمة وحازمة؛ فإنها لن تمنع وباءً من التفشي وسط تهاون الناس وإهمالهم وتكرار أخطائهم.

الحكومات تؤدّي واجبها، لكنّ الناس بالكاد يعملون على حماية أنفسهم من المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×