شيّاب العيد في سيهات.. 4 ساعات مزح وجد ولعب ورقص وطيران 4 من نجوم منتخب اليد شاركوا وفرقة "الدانة" تحرك الشجن
سيهات: شذى المرزوق
من فوق كراسي متحركة، اختلط اللعب بالجد بين “شيّاب” ورياضيين شبان، حرصوا على المشاركة في فعالية “عيدنا” التي نظمتها لجنة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد السعودي لكرة اليد اليوم (الجمعة).
واستهدفت الفعالية كباراً في السن ومعهم بعض ذوي الإعاقة، وامتدت من الساعة 11 صباحاً حتى الثالثة عصراً، في صالة ألعاب اليد بنادي الخليج.
عمر أكبر المشاركين 62 عاماً، وأصغرهم 7 سنوات، رغم تفاوت الأعمار، إلا أن الانسجام كان واضحاً بين الجميع، خاصة في الحوارات والضحكات التي جمعتهم منذ بداية الفعالية وحتى نهايتها، إضافة إلى الرقصات التي قاموا بها على أنغام فرقة شعبية جاءت من سيهات.
وشارك في الفعالية 20 من ذوي الإعاقة، برعاية جمعية سيهات، وحضرها 4 من لاعبي منتخب اليد، وهم: مهدي السالم، حسين الجنبي، حسين المحسن، وياسر الشاخور.
برامج الخدمة
وقال الإختصاصي الاجتماعي ومسؤول برامج الخدمة الاجتماعية في المجمع الصحي الاجتماعي التابع لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية مكي الخليفة “ليس بالضرورة أن تكون كبيراً في السن، وتعيش وحيداً، حتى تتلقى رعاية دار الإيواء في جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية، إذ تضم الدار تحت كنف رعايتها الشباب وكبار السن من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
مكى الخليفة
وتابع “لا تقتصر الرعاية على من يسكن الدار، بل هناك رعاية أسرية، تتم باشراف اختصاصيين، يتابعون حالة المستفيدين في منزلهم”.
أفق أوسع
من جهته، قال عضو لجنة الاحتياجات الخاصة ومدير الأقسام في المركز زكريا السيهاتي، إن الجمعية “تستقطب الفئات التي لا تتلقى عناية مباشرة منها، ويتم التواصل معهم بهدف ادماجهم واشراكهم في فعاليات وأنشطة مجتمعية، مثال ذلك هذه الفعالية، بقصد ادخال البهجة والسرور اليهم، وفتح المجال لأفق أوسع بين فئات المجتمع الواحد، مهما اختلفت القدرات والامكانات في ممارسة الأنشطة الاجتماعية أو الرياضية”.
خزانة الذكريات
من بين الحضور، وجد أصحاب مواهب مختلفة، ومهارات متنوعة، ولكل شخص خزانة من الذكريات، استرجعت “صبرة” بعضاً منها.
ففي وسط الصف الأخير، كان زهير الخليفة جالساً يستعيد ذكرى نشاطه الرياضي في كرة القدم، بعد أن شغف بالكرة صغيراً، يلعبها داخل الأحياء، كما مارسها ناشئاً في فريق نادي الخليج قبل أن يُصاب بالعمى في عمر 18 عاماً، ليصبح أحد المستفيدين من دعم وعناية الجمعية لما يقارب 20 عاماً.
على بُعد 3 مقاعد من الخليفة، كان هناك مستفيد آخر (60 عاماً) من سكان قلعة القطيف، يسترجع ذكرياته مهاجماً في فريق القدم بنادي البدر سابقاً (الترجي حالياً)، قبل أن يشغله العمل موظفاً في البنك الأمريكي (فرع الخبر) عن مثل هذه الممارسات، مبيناً أنه تلقى تعليمه في إحدى الجامعات البريطانية، كما عمل إدارياً في أحد المستشفيات في الرياض فور تخرجه، ولديه من الأبناء ولد وبنت يدرسان الآن في الخارج. ويتلقى رعاية الجمعية منذ 20 عاماً.
تنجيد الكنب
ومن صفوف الحاضرين، حكى جعفر الشيوخ (46 عاماً)، عن هواياته الحرفية في الخياطة وتنجيد الكنب وصيانة التالف من أنواع الاثاث، فضلاً عن هواية في استخدام الحاسب وتركيب البرامج وتصميم المواقع الالكترونية، وقدرته على صيانة الحاسب وتفكيكه، وإعادة تركيبه من جديد. وبالعديد من الدورات وحب هذه الهواية، أصبح مؤهلاً لممارسة العمل الذي يتقنه.
والشيوخ موظف في الجمعية منذ 21 عاماً، يشرف على الشؤون الادارية في القسم التقني والفني. ويعتبر من الفئة التي تعتمد على نفسها على حد تعبيره، ولا يحتاج إلى رعاية أو أن يبقى قيد الملاحظة أو المتابعة، وهو يعيش في منزل يضم 10 من أخوته، ويخرج كل صباح لدوامه في مقر الجمعية، ويعود في المساء.
35 عاماً
في ذات السياق، بيّن عبدالمحسن الدرويش من جزيرة تاروت، أنه معتمد بشكل كلي على نفسه، ولا يحتاج لرعاية تتضمنها ملاحظة أو متابعة من أي جهة. ويشارك عبدالمحسن في فعاليات وأنشطة جمعية سيهات وجمعية سواعد في الدمام، هذا عدا مشاركته في المارثونات التي تنظمها اللجان الرياضية في المحافظة بين وقت وآخر، خاصة بعد تقاعده منذ سنتين عن عمله موظفاً في محاسبة إدارة المياه في الدمام، بعد أن بقي في المهنة نحو 35 عاماً.
عالم الفن
بينما يعيش أحدهم، وهو من ساكني الدمام، في عالم الفن والرسم والألوان أثناء مكوثه داخل دار الايواء التي احتضنته منذ 7 سنوات إثر إصابته بالشلل النصفي، بعد أشهر من غيبوبة مر بها قبل 10 سنوات.
التأسيس الفعلي
وتضم جمعية سيهات في مبناها الرسمي دار الأيواء التي تأسست عام 1385، كأول نشاط اجتماعي تمارسه الجمعية بعد مرور 3 سنوات على التأسيس الفعلي.
ومرت الجمعية ـ بحسب الخليفة ـ بـ4 مراحل، بدأت بـ8 حالات، ثم 20 حالة في بيت تم استئجاره، حتى وصل العدد اليوم إلى 120 حالة، بين رجال ونساء، وفي عام 1990 تم تدشين المجمع الذي ضم 256 سريراً، للجنسين.
ويقول السيهاتي، “إن الرعاية الداخلية الآن تشمل ما يقارب 80 شخصاً، بمعدل 30 حالة نسائية، و46 للرجال، كما انها تجاوزت الرعاية الذاتية والملاحظة الصحية إلى توفير المساعدات العينية، مثل العربات، وتقديم الاعانات المادية، وتنظيم برامج اجتماعية وترفيهية”.