“غبقة” شعر تحتفل بالإمام الحسن.. وتكرّم محمد سعيد الخنيزي منتدى الكوثر يوقّع احترام جيل الرواد في أمسية صاحب "النغم الجريح"
القطيف: صُبرة،
الصور من: أحمد الفرج
على تاريخ 93 سنة؛ جلس الشاعر محمد سعيد الخنيزي، حيث احتفل منتدى الكوثر الأدبي بسيرته ورحلته وتجربته.
أمسية احتفالية كان يُفترض أن تتم في أواخر مارس الماضي، في ليلة الحفل الختامي لمسابقة المنتدى الشعرية السنوية “رئة الوحي”، في نسختها الرابعة. كان الخنيزي الشخصية المكرّمة في الحفل.
ليلتها؛ اعترضت صحة الشاعر الخنيزي على المشاركة، وتأجّل التكريم إلى مساء البارحة، ليضرب “منتدى الكوثر” وترين في مساء واحد. الوتر الأول احتفال بمولد الإمام الحسن الذي يُصادف موعده مساء الأربعاء المقبل. أما الوتر الآخر؛ فهو تكريم الشاعر.
وهكذا التقى الشاعر الآتي من الجيل الثاني من شعراء المملكة العربية السعودية ومجموعة من شعراء الألفية الجديدة، في “غبقة” ثقافية، حضرها جمعٌ من رجالات المجتمع والأدباء الشباب والمثقفين، وشخصيات معروفة في القطيف والأحساء.
الأمسية شارك فيها 4 شعراء كتبوا في المولد الحسني، هم: عبدالله آل إبراهيم، حسن الشيخ عبدالكريم الفرج، عبدالمنعم الحليلي، ومجتبى آل سنبل.
إسهامات متعددة
وفقاً لبيان المنتدى الذي تلقته “صُبرة”، فإن المقصود هو “أن تكرم شخصية وطنية أدبية فاعلة”، و “قد وقع الخيار هذا العام على الشخصية العامة في شخص الأستاذ الشاعر والأديب الخنيزي لإسهاماته المتعددة والمميزة والمبدعة شعراً ونقداً وتأريخاً”.
وفي كلمة المنتدى وصف الشاعر نادر الخنيزي الشخصية المكرمة بأنه “قامة أدبية كبيرة، ليس على مستوى القطيف وحسب وإنما على مستوى الوطن العربي”. و ” ساهم بشكل مباشر في إثراء الادب العربي”.
تكريم الأحياء
محمد رضا نصر الله، الإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق؛ جلس إلى جانب الشاعر الخنيزي، وحين تسلم فرصة الحديث، ركز على مغزى تكريم الشخصية وهي ما زالت على قيد الحياة. ركز أيضاً على ثقافة التكريم للشعراء والأدباء، ونوّه بالمنتديات التي تأخذ مجالها في هذا الصدد، ووصف الخنيزي بأنه “شاعر كبير عملاق من الرواد”، مشيراً إلى شعراء جيله أمثال محمد سعيد المسلم ومحمد سعيد الجشي، والجيل الذي تلاهم.
شاعر وناقد
فريد النمر، رئيس منتدى الكوثر في دورته الحالية، قدّم ورقة نقدية مطوّلة، متناولاً الخنيزي بشقين “شعري” و “نقدي”، و “من هذه المقدمة أجد شاعرنا الأديب الأستاذ محمد سعيد الخنيزي قد أمسك بالنقيضين في إنتاج النص الشعري ونقده نقداً معرفياً”. وأشار النمر إلى أعمال الخنيزي الأولى “النغم الجريح 1961، وشيء اسمه الحب 1976، وشمس بلا أفق 1986، ومدينة الدراري الذي أتحف وحفل المشهد الشعري بخلقه الابداعي الجميل وشحذه الهمم الشعرية لعناق نتاجه الجمالي والتصويري الباذخ في لغته”، على حد تعبير النمر.
ومن جهة أخرى ـ والكلام للنمر ـ “نجده المحدق في تاريخ الشعر في كشف الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري من خلال دراسته له دراسة تحليلية أسماها (المعري الشاك). نقف هنا على سمة مهمة في القدرة على سكب اللغة في دورق الموسيقى الشعرية بلغة سلسة وعذبة وجزلة كنص فاعل وممتد، وبين تحليلٍ وقراءةٍ أدبية تاريخية تستنتج لخواص شخصية الشاعر المعري من خلال بيئته الشعرية وعصره ومنشئه وظروفه المحيطة وإيحالاته بين ما يقدمه من شعر وجودي يقيني وبين ما يقدمه من ريبة وشك فاقع يوقعه جهة الإلحاد وهكذا دراسة ولا ريب تحتاج لدربة ونفس تأملي بارع ودقيق“.
تكريم
بعد فقرات الحفل المنبرية؛ جاء دور التكريم، ليتجه المكرِّمون إلى حيث كان الشاعر الخنيزي جالساً، ومُنح الدرع بإجلال جيل ثقافي لواحدٍ من رموز الرواد الثقافة والأدب في المملكة.
اقرأ أيضاً