في العيد.. الزهرة يتعامد على الكعبة.. والقمر وعطارد يقترنان
جدة: واس
تشهد سماء مكة المكرمة غدًا (الخميس)، أول أيام عيد الفطر، تعامد كوكب الزهرة مع الكعبة المشرفة في ظاهرة فلكية استثنائية، حدثت آخر مرة في 26 مارس من العام الماضي.
غداً أيضاً، تشهد السماء ظاهرة أخرى، يظهر فيها القمر وكوكب عطارد في حالة اقتران تفصل بينهما 2.4 درجة، ويمكن رؤية الاقتران بالعين المجردة فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن “تعامد كوكب الزهرة سيحدث عند الساعة 01:08 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، وسيكون الكوكب على ارتفاع 89,54,41 درجة في ظاهرة غير مشاهدة بالعين المجردة نظراً لحدوثها نهاراً والشمس في قمة إشراقها، وبالتالي لا تحظى غالباً الدول العربية والمناطق القريبة من مكة بفرصة لرصد تعامد الزهرة”.
وأشار إلى أن كوكب الزهرة سيكون ميله في هذا الوقت مطابقا “تقريبا” لخط عرض مكة المكرمة إلا أن ذلك لا يتكرر بشكل دائم نظراً لعوامل مدارية تؤثر في طول الفترة التي يتغير ميله لذلك فإن ظاهرة تعامد الزهرة نادرة.
وخلص رئيس الجمعية في حديثه بالقول “بشكل عام أغلب مواعيد التعامد نادراً أن يكون الميل مطابقاً تماماً مع عرض الكعبة المشرفة فقد يفرق بمقدار ربع درجة أو نصف درجة، ورغم أن هذا مقدار صغير، إلا أنه لا يصلح في تحديد اتجاه القبلة للمناطق القريبة من مكة التي يقل بعدها عن درجة واحدة مثل : مدينة جدة أما المناطق البعيدة عن مكة فلا تتأثر بذلك”.
القمر وعطارد
وحول اقتران القمر وعطارد، أوضح رئيس قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور حسن محمد عسيري، أنه عند الاقتران، يظهر الجرمان للناظر وكأنهما متجاوران، بينما تفصل بينهما في الواقع مسافة شاسعة، حيث يبعد عطارد عن الأرض في وقت الاقتران نحو 136 ألف كم، بينما يبعد القمر نحو 404 آلاف كم، وظواهر الاقتران تحدث عندما يقع جرمان سماويان قريبان من بعضهما البعض على نفس خط الطول السماوي.
من جانب آخر، يصل كوكب عطارد يوم الاثنين المقبل 17 مايو إلى أقصى استطالة شرقية له بزاوية 22 درجة، والاستطالة تمثل المسافة الزاوية بين الشمس والكوكب بالنسبة للأرض، فيما كان الكوكب قد وصل إلى أقصى استطالة غربية له خلال عام 2021 في مارس الماضي بزاوية 27.3 درجة، وتعد الاستطالة القصوى فرصة مناسبة ووقتاً ملائماً لرصد الكوكب الذي تصعب رؤيته في معظم الأوقات نظراً لوقوع مداره بالقرب من الشمس.
وأفاد الدكتور عسيري، بأنه عند الاستطالة القصوى الشرقية يمكن رؤية كوكب عطارد لفترة قصيرة بعد غروب الشمس مباشرة فوق الأفق الغربي، بينما يرى الكوكب قبل شروق الشمس مباشرة فوق الأفق الشرقي عندما يقع في استطالته القصوى الغربية.
وتراوح زاوية الاستطالة القصوى لكوكب عطارد بين 18 و 28 درجة وهذا التفاوت في القيم ناتج عن المدار البيضاوي الشكل للكوكب.