ماذا يحدث في نادي الترجّي….!
حبيب محمود
هناك كثيرون، لا قلة، يرون أنّهم عالمون ببواطن الأحداث، ومنهم من يُطلق إفتاءات صادمة، أو جازمة، أو نائمة، في مسألة نادي الترجّي وما يمرّ به من معاصفة غامضة..!
النادي موجود في القطيف منذ عشرات السنين، وتعاقبت عليه مجالس إدارات، وفرق وأبطال. ومرّ بأدوار وعواصف. تغيّرت الوجوه، وبقيت المؤسسة الرياضية، في اسمها وإنجازاتها وتاريخها، وخطوات مستقبلها.
والعاصفة المعقدة التي يمرّ بها النادي التاريخي سوف تمرُّ، كما مرّ غيرها، وسوف يستمرُّ الترجّي في إنتاج الكفاءات والأبطال والناجحين. وهذا ما يحدث ـ طبيعياً ـ في المؤسسات الناجحة، فلا يتأثّر الإنجاز بما يمرُّ به الأفراد، ولا تتراجع الكفاءات في أدائها.
ولدى النادي، راهناً، مهمّات رياضية عليه أن يعبرها. أمس خاض مباراةً صعبة، وقد كانت “فألاً طيباً” في بطولة الاتحاد السعودي لكرة الطائرة. ومن حقّ فرق النادي الأخرى أن تتجه بوصلتها صوب “الترجي” كياناً ومؤسسة ومجتمعاً، لا أن تتشتّت أعصابها وأفكارها في أي قائمةٍ سوف تفوز في الانتخابات المترقبة..!
إيقاف العملية الانتخابية حتى إشعار آخر من قبل وزارة الرياضة إجراءٌ رسميٌّ مفهومٌ ومحترَمٌ. وبيان مجلس الإدارة المكلف ـ أمس ـ واضحٌ جداً، والمجس يبلى بلاءً حسناً في التعامل مع الأزمة الانتخابية من جهة، ومع مسؤوليات الفرق الرياضية في البطولات القائمة من جهة أخرى، ومن حقّه أن يؤازَر ليؤدّي مهمته وتمرّ العاصفة بسلام.
معضلة الانتخابات سوف تُحلُّ على وجه من الوجوه الرسمية، وسوف يأتي مجلس إدارة جديد، وليس مهمّاً من تكون قائمته. المهم هو “الترجّي”.. الترجي الذي بقي، على الرغم من تغيّر الوجوه، وتعاقب الأجيال، وتبدُّل الأحوال، وتعاقب العواصف..!
يا أهل القطيف أعينوا “الترجّي” فهو مؤسستكم، وهو جزءٌ ثمين من تاريخكم الرياضي، ومستقبلكم الاجتماعي، ورسالتكم الوطنية.