مريم بوبشيت: العرب لم يتأثّروا بأوروبا في القص والسرد.. بل بموروثهم أمسية افتراضية رتّبها ملتقى بن المقرّب و7 مداخلات تناولت انحراف بعض القصص وأدب الطفل
القطيف: صُبرة
على مدار 75 دقيقة، ركزت الكاتبة الدكتورة مريم سعود بوبشيت، في ورقة عمل خاصة بها على مفهوم القص، وأساليبه وأدواته السردية، كما تناولت قدم آلية السرد التي بدأت منذ رسومات الكهوف، ثم القص الشفاهي فالكتابي، وتجربة العرب مع القص والسرد، وكذلك حضور القص في القرآن الكريم لأهميته البلاغية، وهو ما ينفي زعم تأثر العرب حديثًا بأسلوب القص والقصة القصيرة من أوروبا، مستشهدة بكلام النقاد والمؤرخين في هذا المجال.
جاء ذلك في البرنامج الذي أقامه ملتقى ابن المقرب الأدبي في الدمام أمس الأول (الخميس) بعنوان “حلقة آراء الأدبية” في أمسية افتراضية مباشرة، حملت عنوان “فضاءات السرد”، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للقصة.
قدّم وأدار الأمسية القاص طاهر الزارعي، مفتتحًا بمقدمة أدبية تبيّن موقع القص والسرد من الحياة والنفس الإنسانية.
تاريخ وتطور
واسترسلت بوبشيت في الحديث عن فضاءات متنوعة في القص من تاريخ وتطور وتحول، وعرضت الخصائص العامة والتقنيات التي تميّز القص كجنس أدبي يتميز عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى.
ثم تحولت للحديث عن تاريخ القصة والرواية العربية والسعودية، وتعرضت بعدها لحضور المرأة في مجال الإبداع السردي التي انتقلت معها القصة من المحلية إلى العالمية.
وختمت الدكتورة بوبشيت بالحديث عن دور القص في نقل القيم والتربية والتاريخ من جيل إلى جيل، ودوره في تعديل السلوك، وهو ما يزيد من أهمية الالتفات لأدب الطفل.
القصة السعودية
بعدها جاءت المداخلات على هامش الورقة، التي بدأها علي أحمد قاسم من اليمن، الذي أشاد كثيرًا بالورقة، وأبدى ملاحظته حول غنى فترة الثمانينيات في تطور القصة وفتورها في الفترات اللاحقة ، واقترح أن تكون ورقة الدكتورة قاعدة مشروع ببليوغرافيا للقصة السعودية.
أدب الطفل
المداخلة الثانية جاءت من القاص عبدالله الرستم، متسائلا عن مدى الرضا والانتشار الذي حققته القصة السعودية والعربية، وعن تأسيس نقابة سعودية لكتاب القصة والرواية.
المداخلة الثالثة كانت لأسماء بوخمسين التي تحدثت عن تحدي حضور أدب الطفل في عصر هيمنة الأجهزة الإلكترونية.
القصص والروايات
بعدها جاءت المداخلة الرابعة لأحلام حادي، متحدثة عن دور القص التربوي وربطه بالأسلوب القرآني، مسجلة نقطة اعتراض على انحراف بعض القصص والروايات عن هذا الهدف النبيل في سبيل الوصول للعالمية أو الفوز بجوائز معينة تحمل معايير غير أخلاقية أحياناً.
جماليات السرد
مداخلة الناقد الدكتور عادل جاد من مصر جاءت خامسة، الذي عقب بالحديث عن جماليات السرد في تحولاته العالمية الحديثة، وتحدث كذلك عن مرور القص في أي منطقة بمراحل وموجات تتفاوت بين الضعف والقوة ، وهو أمر يحتاج للدراسة والبحث.
بعدها داخل سعد ضيف الله مسجلاً ملاحظة على الورقة بأنها أغفلت ما طرأ على المشهد القصصي العربي المتمثل في ظهور القصة القصيرة جدًا والومضة.
الومضة والقصة
ثم داخل رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الشاعر علي طاهر الذي تقدم بالشكر للمحاضرة والمقدم والمداخلين والمشاهدين، مشيدًا بأهمية الورقة، منوّهًا باهتمام الملتقى بالقص من خلال إصداره مجموعة قصصية ورواية ، ومن خلال عقده للأمسيات والحلقات الأدبية حول القصة، كما اهتم الملتقى بأدب الطفل، الذي تمثل بجائزة ابن المقرب الأدبية في فرع أدب الطفل،ثم تساءل عن ضعف دور القصة الومضة والقصة القصيرة وحضورهما في العصر الحديث المتسم بالسرعة، في الوقت الذي نشهد الانتشار والحضور والتفاعل مع الرواية بشكل كبير رغم طولها وحجمها.
المداخلة الأخيرة
المداخلة الأخيرة كانت للقاصة أمينة الحسن، التي تحدثت حول الهدف التربوي واللاتربوي للقصة والسرد، وعن حيادية الإبداع القصصي عن هذا التصنيف، وذكاء القارئ ووعيه ما يجعله مدركًا ومميزًا بين الجيد والسيء والرديء. النقطة الأخرى كانت فيما يخص الترجمة التي ما زالت جهودًا فردية لا مؤسسية، وكذلك عن كثرة ترجمة الآداب الأجنبية للغة العربية وضعف ترجمة الأعمال العربية للغات الأخرى، الأمر الذي أثر على حضور القصة والرواية العربية عالميًا.
وبعدها خُتمت الأمسية بعد أن أجابت الدكتورة مريم بوبشيت على المداخلات والأسئلة التي وردت بعد الورقة، وبعد أن قدّم مدير الأمسية شكره للجميع.