“ساعة تتبع” تنهي القلق على المتوحد “فهد”.. وتريح قلب أهله
الدمام: ناصر بن حسين
كانت أسرة الطفل المصاب بمرض التوحد، فهد يحي الشهري، تضع يدها على قلبها، حينما يتنقل من غرفة إلى أخرى في نفس المنزل، خشيةً مغافلتها والخروج مجدداً من المنزل.
صاحبهم القلق لفترات طويلة، بعد أن تكرر التغيب، كان أخرها يوم الاثنين الماضي، لكن الشهري سرعان ما يعود سالماً إلى أحضان أسرته بعد عناء البحث.
لكن حياة الأسرة انقلبت رأساً على عقب، والفضل يرجع إلى “ساعة تتبع” أصبحت تزين يده اليسرى، بمجرد ضغطة زر، ليشاركه أفراد أسرته تفاصيل موقعه، بعدما ارتدى الصغير الساعة عادت ثقته إلى نفسه بقطع المسافات الطويلة، ومفارقة ذويه وأسرته وحتى منزله والحي الذي يقطن فيه انتقالاً إلى أماكن لم تطأها قدمه من قبل.
يروي والد الطفل، يحيى الشهري، لـ “صُبرة”، قصة الحصول على هذه الساعة، التي أتت بعد الغياب الثاني لابنه، بعدما رد على “منشن” عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مفاده بأن فهد عثر عليه سالماً معافى، حتى حنَّ قلب أحدهم وتكفل بشراء ساعة “تتبع” مخصصة لمصابي التوحد، وقدمها هدية لفهد.
وأوضح الشهري “رفض صاحب المبادرة قبول أي مبلغ نظير ما قدمه، وزار منزلي شخصياً لتقديم الساعة لابني”.
وكان فهد على موعد مع البهجة، وكسر عاداته التي أهداها إليه التوحد، مثل عدم ملاصقة الأشياء إلى جلده، لكن هداه الله لأن يقبل الساعة ليريح قلب أمه وأباه؛ اللذان أتعبهما الغياب والبحث، قال الشهري: “ملأت البهجة وجهه بهذه الهدية، في الوقت الذي يرفض بتاتاً أي شيء يتم تعليقه أو وضعه في جسده”.
وأكد والد الطفل أنه يجري العمل في الوقت الحالي على تمهيد الابن لاستخدام الساعة، والتأقلم معها.
فيمّا يشعر صاحب مبادرة ساعات التتبع لمصابي التوحد، فهد المهنا، بامتنان لمصابي التوحد الذين أعطوه خدمة في رعايتهم الإنسانية وتقديم دور للمجتمع، متذكراً طفله المصاب بالتوحد أيضاً، يقول “سعيت في تقديم الهدية، كي يستفيد منها فهد وأسرته وذويه”.
عددَّ المهنا مميزات كثيرة للساعة، قائلاً “إن الساعة خيالية لها دور فاعل في حماية الطفل وتحديد موقعه، وحساب عدد خطواته والكشف عن سلامة دقات قلبه، إضافةً إلى إمكانية الاتصال بها من 4 أشخاص، عن طريق ربطها بشريحة اتصال”.
يمتلك المهنا 4 أنواع من “ساعات التتبع”، مبيناً “تختلف مميزاتها بحسب العمر لمصاب التوحد، لكنها تعمل في المقام الأول على منح إشعار لأربعة 4 هواتف متنقلة، في حال تجاوز الشخص حامل الساعة محيط معين لا يقل عن المتر”.
وحول أسعارها، أضاف صاحب المبادرة: “أن أسعار هذه الساعات تراوح بين 200 إلى 400 ريال، ونستوردها من الخارج”.
اقرأ أيضاً:
طفل “متوحّد” يقطع 10 كيلومترات لزيارة خاله في منزل غادره قبل 5 سنوات!