حسين قريش.. غاب طويلاً.. ثم أدهش كثيراً
حسين آل دهيم |
هكذا كان مساء البارحة.. بحسه الفني المتفرد، وثقافته الموسيقية التي تشكلت معه منذ أول ما وقع في أذنه من حنجرة أبيه.. أبيه النهام الذي أورث أبناءه فناً توزع بينهم بالعدل، بين حنجرة أخاذة، وموهبة في الأداء وكتابة الشعر.
شغف الطفل حسين قريش نبت في كنف والده وأخوته الذين يتقدمونه في العمر، يحملون بين جنوبهم مواهبهم التي تسللت وتشكلت لديه فناً مغايراً ومتمايزاً جعل رقاب كبار الملحنين والشعراء والموسيقيين تمتد نحوه.
الفنان ذو الذكاءات المتعددة وصاحب الثقافة والاحترام لجمهوره ومتلقيه، الذي آمن بأن الفن لا يتجزأ ولا يتحول ولا ينحدر، منذ أن أطل على المشهد الغنائي منذ نعومة أظفاره وهو يرى الفن هوية وتذكرة نحو التغيير والإرتقاء بذوق المتلقي وتهذيب ذائقته.
الفنان الذي طالما حفر عميقاً في ما يسعد الناس ويبهجهم ويحسن – مساهمة منه -في جودة حياتهم، غير مكترث للرياح التي تهب على المشهد الغنائي فتعريه عن أصالته، فقد ظل وفياً لمنهجة الذي اختطه لنفسه، يعضده في ذلك كبار الملحنين وكتَّاب الأغنية على امتداد الوطن العربي، لم يتاونى أو يتقهقر لحساب أي شيء آخر سوى تقديم ما توصل إليه بذكائه الفني والعاطفي من تنويع على سلم الأصالة.
الفنان حسين قريش في هذا المساء لم يخيب جمهوره ولم يحيد عن إيمانه الراسخ بأن الفن يجب أن يعتنى به ليغدو قيمة ومسلكاً تنويرياً، فقد أطل على جمهوره بباقة متنوعة من الأغنيات تجلى خلال أدائها وتماهى الحضور معه في سلطنة ربما لا تتكرر وانسجام بين الفنان والفرقة الموسيقية والجمهور ربما لا يحدث أكثر من مرة في الحياة الواحدة.