أنا مسحور.. !
الشيخ علي القطان
كلمة ننهي بها تفكير طويل في مشكلات قد تدمر عوائلنا أو توقعنا في خسائر مالية أو تفقدنا أعز أصدقائنا.
هل نحن فعلا ضحايا السحر الأسود أو الأحمر أو الأخضر؟!!
كم ساحر سنحتاج وكم ورقة وأثر ليسحر نصف أمة في أقل تقدير إن لم نقل أكثر.
لنقف قليلا لتحليل هذه النتيجة النفسية لشعورنا بأن هناك قوى خفية تمارس علينا، تفسر لنا بشكل سهل مشاعر مؤلمة أو خسائر كبيرة أو حوادث فادحة ماذا يعني اعتقادي بأنني مسحور؟! يعني التالي:
1- تحييد الذات عن المشكلة.
2- عدم تحليل المشكلة بشكل موضوعي.
3-يكشف هذا التحليل عن عدم التعمد وأننا ضحايا عدم فهم السلوك الاجتماعي.
أنا لست مسحورا!!!
الصحيح في التعامل مع الشعور بوجود قوى خفية تؤثر علينا هو:
1- تناقش مع الشريك أو أي شخص ذو علاقة بالمشكلة بهدف قراءة سحرك الخاص عليه، فالساحر حقيقة هو أنت، لأنك أحدثت كل هذا التأثير في الشريك فأغضبته بشكل محموم أو جعلته يهرب أو ينطوي.
2-تعلم تقنيات السلوك وأشكاله وآثاره على الآخر وافهم سلوكك من أي صنف؟!، فهل أنت مستفز أو حاد المزاج أو بارد؛ إذن تعلم أنماط الشخصية فالناس كما قال سيد الحكماء (معادن كمعادن الذهب والفضة)، فمع التأكيد على تعدد الأنماط نأكد على قيمة هذا التعدد لبناء الحياة.
3-استشر مختص في هذا المجال فالاستشارة أسلوب منطقي لفهم المشكلات وبناء أساليب صحيحة للحل.
4-اكتشف إيجابياتك وقدراتك الاجتماعية.
5-حول من ردود فعل الشريك إلى قراءة، وكلماته إلى استبيان؛ ألم تسمع المأثور : (المؤمن مرآة أخيه المؤمن).
6-تفهم ردود فعله فكل منكم ضحية سلوك الآخر.
7-عوض شريكك وتغير معه وكن أنت المبادر للتغيير.
لو كنت مسحور!!!
فعليك بالقواعد التالية:
-عالج نفسك بنفسك وغير من أفكارك في هذا الموضوع؛ فالشيطان ضعيف والجن مخلوقات وتستطيع أن تكون الحلقة الأقوى و إن كان القرآن الكريم هو العلاج فأنت قادر على قراءته وإن كان الدواء هو الدعاء فالدعاء متاح للجميع والله يستجيب لجميع خلقه ولا تحول مشاكلك النفسية والجسدية إلى مصدر ربح لأحد.
-كوّن برنامج روحي يرفع من مستوى الطاقة الإيجابية كالأذكار والأوراد والصلوات دون مبالغة أو ضغط زائد على الذات خوفاً من النكوص والنتائج السلبية للمبالغة في العبادات.
– كثير من الآلام الروحية هي عقوبة نمارسها على أنفسنا من خلال اللاشعور، فلا تكن جلاد ذاتك، واعلم بأن الله غفور رحيم.
-ابحث عن الشخص المأمون الذي لا يبحث عن الرقص على جراح الناس بحثا عن الثراء أو التجارة بألم الناس وخسائرهم.
-الفكرة الأساسية التي يجب أن تؤمن بها مع تلك المعطيات المرعبة: السحر، الجن، الشيطان سواء كان إنسي أو غيره تلك الفكرة الأساسية حقيقة قرآنية تقول: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}. وقال تعالى: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي}
-إن الأساليب التي ينفذ منها شياطين الإنس والجن هي التلاعب النفسي، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم: {لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، والتعبير في سورة الناس والفلق بالوسواس أي الصوت الخفي أو النفث في منطقة الصدر يعني في العالم النفسي والعاطفي، وكلها أساليب نفسية تجعل الإنسان يتخيل الأصوات والأشياء فيخيل إليه من سحرهم أنها تسعى وهي ليست حيات بل حبال وخدع لتحيقيق أهداف ومصالح دنيوية، وتعالج التخيلات بالتحصين النفسي ومعالجة الأفكار الخاطئة في هذا المجال.
إن التغيير الحقيقي يقوم على تغيير الأفكار النفسية التي يقوم عليها التخيل والشعور، وكذلك الصفات الأخلاقية والطبائع والتي تؤثر في السلوك.
-هناك علاج طبي لكثير من المشاكل الروحانية لأننا كائنات مادية وفي نفس الوقت نفسية وروحية فحتى الحزن والفرح هي هرمونات وحين كان الإنسان قليل العلم كان يفسر كل الأشياء باللجوء للعوم الغريبة، والآن حيث أمكن فرز ما هو روحاني عما هو مادي فالطب علاج لكثير من المشكلات وحين لا تجد علاج في دائرة الطب، فالطب النفسي علاج لكثير لما يبدوا مساً من الجن.