[ميناء القطيف 42] النخلة عاشت في الشعر العربي.. بكل تفاصيلها
عدنان السيد محمد العومي
ثرَّة هي مسيرة هذا الميناء، وغنية، فهو ليس مَيناءً ككل الموانئ، وإنما هو شريان حياة يمد بأسبابها مدنًا، ووريد يغذي بواديَ وقفاراً.
وما منتوج النخلة من تمر وسلوق، وفسيل، ودبس، وغيرها، سوى غيض من فيض،و سوف نلم ببعض صادرات من غير منتوج النخل في القابل من الحلقات بإذن الله.
فلنأو – الآن – إلى دوحة الشعر الذي قيل في النخلة ونتاجها نستريح تحت ظلالها، ونستروح أرج رويحاتها لثانية من زمن.
النخلة ومنتوجاتها في الأدب العربي
امرؤ القيس:
سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ
وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا
حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ
بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا
ذو الرمة:
تَخَيَّرنَ مِنها قَيَسرِياً كَأَنَّهُ
وَقَد أَنهَجَت عَنهُ عَقيقَتُهُ قَصرُ
رَفَعنَ عَلَيهِ الرَقمَ حَتّى كَأَنَّهُ
سَحوقٌ تَدَلَّى مِن جَوانِبِها البُسرُ
السيد جعفر الحلي:
جاز الإِساءة بِالإِحسان إِن صدرت
من امرئ زلة تَدعو إِلى الغَضب
سَجية النخل من يضربهُ في حجر
جازاه عَن ضَربِهِ بِالبسر وَالرطب
كَذلك الصدف البحري إِن فلقوا
أَعلاه كافأهم بِاللؤلؤ الرطب
الحُطيئة:
وَمَجدٍ لِأَقوامٍ شَآهُم طَلَبتَهُ
بِنَفسِ كَريمٍ صَونُها وَاِبتِذالُها
وَأَحلى مِنَ التَمرِ الجَنِيِّ وَعِندَهُ
بَسالَةُ نَفسٍ إِن أُريدَ بَسالُها
أبو العلاء المعري:
فَآلُ حَوّاءَ راعوا الأُسدَ مُخدِرَةً
وَلَم يُنادوا بِسِلمٍ رَبَّةَ الوَجُرِ
وَمَن أَتاهُم بِظُلمٍ فَهُوَ عِندَهُمُ
كَجالِبِ التَمرِ مُغتَرّاً إِلى هَجَرِ
امرؤ القيس:
وَأَضحى يَسُحُّ الماءُ عَنكُلِّ فَيقَةٍ
يَكُبُّ عَلى الأَذقانِ دَوحَ الكَنَهبَلِ
وَتَيماءَ لَم يَترُك بِها جِذعَ نَخلَةٍ
وَلا أُطُماً إِلّا مَشيداً بِجَندَلِ
كَأَنَّ ذُرى رَأسِ المُجَيمِرِ غُدوَةً
مِنَ السَيلِ وَالغُثّاءِ فَلكَةُ مِغزَلِ
سويد اليشكري:
أَلا إِنَّ لَيلى لا يُرامُ حَديثُها
كَبيضِ الأُنوقِ لا تَرى لَهُ مَطمَعا
وَهُم صَلَبوا العَبديَّ في جَذعِ نَخلَةٍ
فَلا عَطَسَت شَيبانُ إِلاّ بَأَجدَعا
أَهَبَّت بِغُرِّ الآبِداتِ فَراجَعَت
طَريقاً أَمَّلَّتهُ القَصائِدُ مَهيعا
الجريد
مزاحم العقيلي:
ركبن الجريد الخضرَ حتى كأَنَّها
ردانيُّه قد نشَّرت ونمارقُه
ابن أبي حصينة:
كَأَنَّهُم ضَربُ الجَريدِ الفاني
حَتّى إِذا رَأَوا فَتى الفِتيانِ
أَنقَذَهُم مِن رِبقَةِ الهَوانِ
فَأصبَحُوا في أَكرِمِ المَغاني
علي الدرويش:
أو ما سمعت مقالهم
مثل الجراد إذا انتشر
فترى الجراد على الجريـ
ـد مكللاً مثل الثمر
ابن الرومي:
كأنني بك قد ألبستني نعماً
كأنها الفوف لا بل دونها الفوف
ولان لي كل شيء بعد قسوته
فالجذعُ جُمّارةٌ والعظمُ غضروف
أبو هلال العسكري:
أُنظُر إِلى النَقشِ مِن أَطرافِها البَضَّه
مِثلَ البَنَفسَجِ مَنثوراً عَلى فِضَّه
أَو خِلتَها أَخَذَت أَطرافَ خُرَّمَ
فَنَضَّدَتهُ عَلى جِمارَةٍ غَضَّه
الظغرائي:
أنعَتُ نخلاً تُجتنَى ثِمارُها من كثبِ
مخلوقةً من فضَّةٍ مغموسةً في ذهبِ
من ذَوبِها تُسقَى ولا تَروي إِذا لم تذُبِ
لا عِرقُها تحتَ الثَّرَى ولا لها من كَرَبِ
تحملُ فوقَ رأسِها جُمَّارةً من ذَهَبِ
الجِمْز
تميم بن أبيِّ:
مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ في الآلِ مُرْتَفِقا
حَتَّى تَقَطَّعَ مِنْ أَقْرَانِهِمْ قَرَنِي
فَقُلْتُ لِلْقَوْمِ قَدْ زَالَتْ حَمَائِلُهُمْ
فَرْجَ الحَزِيزِ مِنَ القَرْعَاءِ والجُمُنِ
ثُمَّ اسْتَغَاثُوا بِمَاءٍ لاَ رِشَاءَ لَهُ
مِنْ حَوْتَنَانَيْنِ لاَ مِلْحٍ ولاَ دَمِنِ
ظَلَّتْ عَلَى الشَّرَفِ الأّعْلَى وأَمْكَنَهَا
أَطْوَاءُ جَمْزٍ مِنَ الإِرْوَاء ِوالعَطَنِ
ابن زاكور:
وَذي جَرحٍ بِلا رُمحٍ
وَذي حَزٍّ بِلا لَحزِ
وَذي بَزٍّ يَبُزُّ البَزّ
عِندَ البَزِّ بالبَزِّ
وَمِن سَيرٍ إِلى عَيرٍ
وِمَن جَمزٍ إِلى جِبزِ
امرؤ القيس:
كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطباً وَيابِسًا
لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ
كَفاني – وَلَم أَطلُب قَليلٌ- مِنَ المالِ
* * *
لا تَجمَعَنَّ عَلَينا رِدَّةً وَبَذا
قَولٍ؛ فَذَلِكَ سوءُ الكَيلِ وَالحَشَفُ
طرفة بن العبد:
كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ
فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
الشماخ الذبياني:
تَذُبُّ ضَيفاً مِنَ الشَعراءِ مَنزِلُهُ
مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ
أَو طَيُّ ماتِحَةٍ في جِرمِها حَشَفٌ
وَمُنثَنىً مِن شَوِيِّ الجِلدِ مَملولُ
البحتري:
وَشاعِراً لايَكُفُّ النِصفُ غَضبَتَهُ
إن هُزَّ وَاللَيثُ يَرضى حينَ يَنتَصِفُ
تَعيبُني بِهَناتٍ لَستُ أَعرِفُها
مِنّي وَأَنتَ بِها جَذلانُ مُعتَرِفُ
لا تَجمَعَنَّ عَلَينا رِدَّةً وَبَذ
قَولٍ فَذَلِكَ سوءُ الكَيلِ وَالحَشَفُ
شكيب أرسلان:
لَقَد ضَرَبتُم لَعَمري في حَياطَتِها
بِكُلِّ سَيفٍ رَهيبِ الحَدِّ ذي شَطبِ
فَكُلُّ غَرٍّ يُماري في فَضائِلُكُم
لا يَعرِفُ الحَشفَ البالي مِنَ الرَطبِ
الحصرم
ابن الرومي:
خَنْدَريس إذا تراخت مَداها
لبست جِدّةً على الأحقابِ
بنتُ كرمٍ تُديرها ذاتُ كَرْم
موقَدِ النحرِ مثمرِ الأعنابِ
حِصْرِمٌ من زَبرجدٍ بين نَبْعٍ
من يواقيت جمرُها غيرُ خابِ
محمد جواد عواد البغدادي:
تأمل حمام الطف إذ كان وكرها
على رأس نخل ذي شماريخ ميّال
كان الخلال الأحمر اللون إذ بدا
لدى وكرها العناب لا الحشف البالي
عدنان السيد محمد العوامي:
أخفقت في العثور على أي ذكر للخلال في الشعر، في كل ما عندي منه، ما عدا الأبيات المتقدمة للشاعر محمد جواد عواد البغدادي فقضى البخت بأن أن أتم النقص بالاستلاف من دفتري القديم اقتداء بسنة المفلسين، والأنكى أن في أبياتي تواردًا مع السيد جعفر الحلي عليه الرحمة، المتقدمة، وهذا يجلسني مجلس المتهم بما يسميه النقاد سرقة أدبية، فلندعهم وشأنهم وليقول ما يقولون، ونقرأ:
ليس من خيمها الجفاءُ وإن كا
نَ المجافي مُغَلَّفََ القلب وغدا
أتقنت شيمةَ النخيل، فترمى
لحشا الراجمين بالتمر رفدا
يابن عبد العزيز، هذي نخيلٌ
هل رأيت النخيلَ تُضمرُ حقدا؟
عمرَها تغدق (الخَلالَ) وتدري
أنها في نهاية العمر تُردى
علي ابن أبي طالب الأعمى:
خَرَّجَت هَذِهِ الحُروبُ رِجالاً
لا لِقَحطانِها وَلا لِنِزارِ
مَعشَراً في جَواشِنِ الصوفِ يَغدو
نَ إِلى الحَربِ كَالأُسودِ الضَواري
وَعَلَيهِم مَغافِرُ الخوصِ تَجزيـ
ـهِم عَنِ البيضِ وَالتِّراسِ البَواري
أبو العلاء المعري:
لَقَد عَجَبَ القَضاءُ لِرَكبِ مَوجٍ
يُقابِلُهُ بِمِزمارٍ وَدُفِّ
وَلَو نالَت عُقابُ اللوحِ لُبّاً
عَداها عَن تَكَفُّئِها التَكَفّي
وَقَد يُغني المُسِفَّ إِلى الدَنايا
تَعَيُّشُهُ مِنَ الخوصِ المُسَفِّ
المتنبي:
يُدَمّي بَعضُ أَيدي الخَيلِ بَعضا
وَما بِعُجايَةٍ أَثَرُ اِرتِهاشِ
وَرائِعُها وَحيدٌ لَم يَرُعه
تَباعُدُ جَيشِهِ وَالمُستَجاشِ
كَأَنَّ تَلَوِّيَ النُشّابِ فيهِ
تَلَوّي الخوصِ في سَعَفِ العِشاشِ
شكيب أرسلان:
لَقَد ضَرَبتُم لَعَمري في حَياطَتِها
بِكُلِّ سَيفٍ رَهيبِ الحَدِّ ذي شَطبِ
فَكُلُّ غَرٍّ يُماري في فَضائِلُكُم
لا يَعرِفُ الحَشفَ البالي مِنَ الرَطبِ
أبو زبيد الطائي:
مُنتَهزاً مَن لَقوا حَسِبتَهُم
أَحلى وَأَشهى مِن بارِدِ الدِبسِ
جودٌ كِرامٌ إِذا هُم نُدِبوا
غَيرُ لِئامٍ ضُجرٍ وَلا كُبسِ
صفي الدين الحلي:
فَإِن أَتى ضَيفٌ عَلى غِرَّةٍ
قابَلَهُ بِالتَعسِ وَالنُكسِ
يَلقاهُ بِالتَرغيبِ في الاِحتِما
وَبَعدَهُ بِالخُبزِ وَالدُبسِ
ذو الرمة:
لَهُ عَلَيهِنَّ بِالخَلصاءِ مَرتَعِهِ
فَالفَودّجاتِ فَجَنبَي واحِفٍ صَخَبُ
حَتّى إِذا مَعمَعانُ الصَيفِ هَبَّ لَهُ
بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنها الماءُ وَالرُطُبُ
امرؤ القيس:
مَتى عَهدُنا بِطِعانِ الكُما
ةِ وَالحَمدِ وَالمَجدِ وَالسُؤدُدِ
وَبَنيِ القِبابِ وَمَلءِ الجِفا
نِ وَالنارِ وَالحَطَبِ المُفأَدِ
وَأَعدَدتُ لِلحَربِ وَثّابَةً
جَوادَ المَحَثَّةِ وَالمِروَدِ
سَموحاً جَموحاً وَإِحضارُها
كَمَعمَعَةِ السَعَفِ الموقَدِ
النابغة الشيباني:
وَمَعشَرٌ أَكَلوا لَحمي بِلا تِرَةٍ
وَلَو ضَرَبتُ أُنوفاً مِنهُمُ رَعَفوا
لا يَأسَفونَ وَقَد أَعذَبتُ أَلسُنَهُم
وَلَو يَظُنّونَ أَن أُعنى بِهِم أَسِفوا
أَلَستُ أَبيَنَ مِنهُم غَيرَ أَنَّهُم
هُمُ اللِئامُ إِذا ما اِستُشرِفوا عُرِفوا
وَقَد تَكَنَّفَهُم لُؤمٌ أَحاطَ بِهِم
كَما أَحاطَ بِرَأسِ النَخلَةِ السَعَفُ
ابن الرومي:
وأنتم النخلة الطولى التي بسقت
قدماً وبورك منها الأصل والطرف
ولم تزل ليَ آمال مسلَّفة
وفيكم الآن للخُرّاف مخترف
فإن زوى عني الجُمَّار طلعته
فلا يصبني بحدي شوكه السعف
الصنو
ابن معتوق الموسوي:
إن كان من فتحِ عمّوريّةٍ بقِيَتْ
ذُرّيّةٌ من بَنيه أو عَشيرتِهِ
فإن فتحك هذا فذُّ توأمه
وإن نصرك هذا صنو نخلته
النخلة
امرؤ القيس:
بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا
لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشوا
حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا
أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ
دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
الأعشى الكبير:
كَأَنَّ نَخيلَ الشَطِّ غِبَّ حَريقِهِ
مَآتِمُ سودٌ سَلَّبَت عِندَ مَأتَمِ
وَنَحنُ فَكَكنا سَيِّدَيكُم فَأُرسِلا
مِنَ المَوتِ لَمّا أُسلِما شَرَّ مُسلَمِ
النابغة الشيباني:
فَقَد أَعفو مَنازِلَها بِفَلجٍ
وَفي آياتِ دِمنَتِها اِمتِحاءُ
تَراوَحَها مِنَ الأَرواحِ هُوجٌ
كَأَنَّ نَخيلَ تُربَتِها هَباءُ
زهير بن أبي سلمى
وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلاَّ وَشيجُهُ
وَتُغرَسُ إِلّاَّ في مَنابِتِها النَخلُ
النخل ما نزل بعذﮔـه ويلوح الـﮕـاع. الرابط: