براءة الكلاب من قتل أغنام صفوى.. الشكوك تحوم حول “العُوّىْ” و “العُرَيْس”…! طبيب بيطري يرجّح.. وخبير بيئي يشكك: إنه سلوك الذئاب.. والناس تريد الحلّ

صفوى: أمل سعيد

لم يكد يمضي غير بياض نهار على نفوق 15 رأساً من الأغنام، ضحية ما يُرجّح أن يكون هجوماً من الكلاب الضالة على مزرعة علي عباس فريد شرقيّ مدينة صفوى؛ حتى دخلت مزرعةٌ جديدة تخص المواطن عبدالله ناصر آل سعيد، في القصة بنفوق 3 رؤوس، وإصابة 3 أخرى إصابات بليغة.

المزرعة الثانية تقع في أقصى الشرق من مدينة صفوى، وبمحاذاة البحر تماما، وقد استيقظ أصحابها ـ صباح اليوم ـ على آثار الهجوم الليلي، الذي اعتادته المناطق الزراعية في صفوى.

وقال سلمان البحراني “هي المرة الأولى التي تهاجم الكلاب فيها مزرعة عمي آل سعيد، لكن العديد من المزارعين اشتكوا من تكرار الهجوم على حظائرهم”، وأضاف “هذه الحيوانات تهجم في آخر الليل وقبل الفجر، حيث تكون المزارع خالية تماماً من الناس”.

هل الكلاب بريئة..؟

لكنّ طريقة الفتك بالأغنام التي وجدها أصحاب المزرعتين، وملاحظات الطبيب البيطري محمد سعد؛ تُشير إلى غموض غريبٍ.

البيطري سعد، حضر إلى المزرعة بعد أن تلقى اتصالاً من آل سعيد، صباح اليوم، وهو الذي شكك في أن تكون الكلاب هي الفاعل استناداً إلى “طريقة قتل الحيوانات وطبيعة الجروح تجعل توقعنا يتجه صوب ابن آوى أو ابن عرس”، حسب قوله.

أضاف “كل الأغنام هوجمت في منطقة الرقبة والبطن”، وما زاد الأمر غرابة هو “أن الحيوانات المهاجمة اكتفت بقتل الأغنام دون أكلها، وهذا ينفي الجوع كسبب لمهاجمة الحظائر”.

العُوّى ـ ابن آوى

شكوك الطبيب البيطري تدعمها معرفة الناس عن طبيعة الإيذاء التي يتّبعها حيوان ابن آوى المعروف ـ محلياً ـ باسم “عُوّى”، وجمعه “عَواويْ”. وهو من فصيلة الكلبيات. وكان موجوداً في بيئة القطيف القديمة، وبالذات في المناطق المتاخمة لصحراء القطيف. لكنّه سجّل تراجعاً كبيراً، بعد تآكل الرقعة الزراعية، ومعها البيئة الصحراوية التي كانت خالية تماماً، ثم صارت مشغولة بمناطق تابعة لامتيازات أرامكو، أو مشغولة بمشاريع طرق.

“العُوّىْ” كان حيواناً فاتكاً، يهاجم مزارع الناس، ويستهدف الدواجن والماشية، تماماً كما تفعل الذئاب والثعالب. لكنّ “ابن آوى” أصغر من الذئب والكلب، ومهاجمته للأغنام قد لا تكون رغبة في الطعام، بقدر ما هي شهوة قتل..!

ابن آوى يجمع بين الذئب والثعلب في شكله (الصورة من الإنترنت)

ابن عرس

ويتشابه مع ابن آوى حيوانٌ مفترس آخر، هو “ابن عُرس” المعروف ـ في القطيف ـ باسم “اعْريس”. ومع أنه أصغر بكثير من ابن آوى، بل ومن الثعلب، فإنه قاتلٌ فتّاك وعدوانيٌّ إلى أقصى حد. وغالباً ما كان يُهاجم الدواجن، فينحرها ثم يشرب دماءها، قبل أن يختفي.

طبيعة ابن عُرس الفتّاكة شرسة جداً، وإذا دخل قنّ دجاج؛ فإنه لا يخرج منه إلا بقتل جميع الدجاج وصغارها، فضلاً عن تكسير بيضها ولعق ما فيه.

هذا الحيوان لم يعد يُشاهد في بيئة القطيف. ويُرجّح أنه انقرض، ولم توثّق له مشاهدة واضحة لأكثر من 15 عاماً ماضية. ابن عرس.. مشهده قبيح.. وفتكه أقبح (الصورة من أرشيف محمد الزاير)

سلوك ذئاب

لكن الخبير البيئي محمد الزاير لديه ترجيحٌ آخر. الزاير اطّلع على التقرير الذي نشرته “صُبرة”، أمس (الأحد)، وقال إن طريقة القتل التي شاهدها في صور التقرير تُشير إلى ذلك من سلوك الذئاب، وليس الكلاب “على الأرجح”. مع ذلك ينبّه الزاير إلى أن الكلاب يمكن أن ترتب هجوماً جماعياً فتّاكاً القصد منه الأكل، ثم القتل الجماعي، إذا كانت الكلاب جماعاتٍ..!

ويشرح الزاير “الذئاب تقتل حيواناً وتهاجمه من المناطق اللينة في جسمه، مثل البطن، ثم تأكل منه بقدر حاجتها، لكنّها تواصل قتل حيوانات أخرى، فوق ما تحتاج من طعام.. إنها غريزة قتل معروفة”.

ويستبعد الزاير ضلوع حيواني “ابن آوى” و “بن عرس” فيما حدث في مزرعتَيْ صفوى. ومن خبرته ومتابعته للوجود البيولوجي في المنطقة الشرقية يؤكد الزاير أن “أقرب موقع للقطيف تمّ توثيق وجود “ابن آوى” فيه؛ هو منطقة راس أبو علي، عام 2019″. وهذا يعني أن الحيوان منقرض من بيئة القطيف، في الوقت الراهن.

استبعاد “ابن عرس” مؤكد لدى الزاير أيضاً، فهو “أصغر من أن يُهاجم أغناماً أضخم منه بكثير”، كما أنه “لا يستطيع مهاجمة 15 رأس غنم دفعة واحدة”، حسب الزاير.

من المسؤول..؟

أياً كان المسؤول عن نفوق حيوانات مزرعتَيْ صفوى؛ فإن أصحاب المواشي فيها لديهم قلق من استمرار الخسائر التي يمكن أن يتكبدوها لو استمرّت هذه المشكلة. ولديهم مطالبة من البلدية لتتخذ إجراءات فاعلة لحماية الناس وممتلكاتهم، من تكرار هذه الحوادث. 

اقرأ الموضوع السابق

[صفوى] كلاب منتصف الليل تجزر 15 رأس غنم في هجمة واحدة

تعليق واحد

  1. اتذكراني شاهدت منذ ما يقارب الاربع سنوات وانا متوقف عند اشارة شارع ابن النفيس(الخويلدية) وشارع احد(الهدلة) حيوان شبيه بالكلب وفي حجم قريب للثعلب اعتقد انه ابن آوى و هو يهرول في ارض الهمال متوجها نحو الاحراش الغربية .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×