مفهومنا عن ذواتنا
الشيخ علي حسن القطان
أحدث النظريات في علم النفس هي التي تناولت الذات كجذر حقيقي للصورة التي ننظر لها عن أنفسنا وذلك لأننا نقوم بعمليات ثلاث للحصول على ما يسمى بنظرتنا لذواتنا:
1-تصورنا لـ كيف يرانا الآخر وهذه المشكلة تتفاقم في حالات معينة كما يمكن أن تكون معضلة مما يعني ضرورة تقييم هذه الصورة عشرات المرات لأننا قد نقوم بالنيابة عن الآخر في تسديد الضربة القاضية لذواتنا.
2-نتصور أن نظرة الآخر عنا هي الواقع وهي ما تكون عليها الأنا، بينما أحكام الآخر محكومة بعدد من العمليات،فهي ليست صافية ولا منصفة دائما بل قد تكون غير واقعية البتة.
3-نحن نكون النتيجة النهائية عن ذواتنا وفقاً لرؤية الآخر أو تعليقاته أو إبداعه للصورة الخاصة عنا.
لقد عالج أهل البيت عليهم السلام وبصورة متوازنة وفقا للقرآن الكريم كيف يجب أن تكون رؤيتنا لذواتنا:
1-الإعجاب بالخلق وفقاً للإعجاب بالحق سبحانه وتعالى، فجمال الإنسان لا تحده انطباعات التنشئة الاجتماعية ولا رؤى وأذواق الآخرين، وإن كانت تمثل شكلاً من أشكال الاستلهام حين يقول الخبر: (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس) ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون القيمة الذاتية للإنسان حاضرة كقيمة حقيقة لأنفسنا، فنحن نملك هذا الإرث الوجودي ولكن قد يزري الإنسان بنفسه ويجعلها منخفضة القيمة، فلو كانت في يدك جوهرة لن تكون حجرة ولو أقسم ألف قسام، والعكس صحيح كما هو مضمون الخبر.
2-إتهام النفس لا يعني تغييب جمال الذات، وإنما هو اعتراف بأحد جماليات الخلق قال تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ).
لا تنس أنك تملك أجمل نسب وهو نسبة للخالق ذو الجلال والإكرام الرحمن الرحيم، فنعم الرب ربنا سبحانه وتعالى.