بعض ما تعلمته من سيدي أبي هشام الخباز

عباس الشبركة

“الثقافة والفنون مجال حيوي مهم يبرز خصوصيات الأمم وثقافتها وتحضرها، وجسر يختصر المسافات لإبراز ثقافة الأمة وفنونها فيعكس بذلك الصورة الذهنية المضيئة والإيجابية ويبعد الصورة السلبية التي قد تكون ترسخت بشكل خاطئ في ذهن أمة تجاه الأخرى، كما أن هذا المجال الحيوي المفتاح الذهبي للوصول إلى عالم يشار له بالبنان.

وكم نحن في القطيف في بحاجة ماسة لإظهار ثقافتنا وفنوننا المنزوية خلف الجدران القابعة في الغرف منذ عقود من الزمن”.

كنت أردد لعشر سنوات عبارة واحدة أعنون بها مقالاتي حيناً، وأدرجها في السياق أحياناً، وهي “أن ثقافتنا كبرت على المؤسسات القائمة أضعافا مضاعفة، وأن النظر إلى قمة الثقافة لا يعني إلغاء الجبل المغطى تحت الماء مهما حاول بعضنا تحجيمه أمام الرأي العام والقول بثقافة النخبة وثقافة القاع المهملة”.

الأستاذ علوي الخباز الذي يعرفه الناس بـ “أبو هشام”؛ أشهر من نار على علم.. رجل خدم مجتمعه بكل طاقاته الرسمية عندما كان على رأس وظيفته الحكومية او بعد تقاعده.

رجل أعطى كل ما يملك من وقت وجهد في سبيل إبراز الوجه الثقافي والوجه الاجتماعي والوجه الحضاري والوجه الانساني للقطيف والقطيفيين..

علوي الخباز هو أبٌ روحي لكثير من التشكيليين والمصورين والخطاطين والنحاتين و الحرفيين.

علوي الخباز احتضن كثيراً منهم في بيت واحد؛ هو مركز الفنون وجماعة الفنون وبكل اللغات والتسميات كان على رأس هرمها، كل هذا وبصمت ودون إبراز الأنا المعتادة.

كم اختلفت معه ومع بيروقراطيته الزائدة عن الحد.. وفي الأخير عرفت لماذا.

كان يقول: لكي يستمر عملك لا بد ان تكون حذراً في كل خطوة تخطوها..

وهذا بعض ما تعلمته منك؛ سيدي أبا هشام.

كان دائماً يعمل خلف الكاميرا الثقافية للشهرة والبروز. كان يعمل في الظل.. فكان عمله هو الذي يتكلم عنه.

معارض الكتاب في القطيف التي كانت شبه دولية بتنوعها من المشاركات المحلية والخليجية؛ كان هو الرجل الذي خلفها من خلال عمله مسؤولاً عن النشاط الثقافي في مركز الخدمة الاجتماعية بمسماه السابق، أو من خلال ترؤسه لجنة التنمية الرئيسية في المحافظة.

حتى معرض الكتاب القطيفي الاول الذي أقيم قبل أكثر من ١٠ سنوات؛ كان هو وراء إقامته.

كانت لي شخصياً الكثير من الجولات معه لأخذ الموافقة على اقامة المعرض.. وهنا لا بد لي الا الاشادة بالدور الملموس لسعادة محافظ القطيف في تلك الفترة الاستاذ عبد الله بن سعد العثمان ولوكيل المحافظة الاستاذ وليد الصياح.. الجندي المجهول.

لكي ترتقي الامم لابد لها من رجال التضحيات وانت احدهم علوي بن السيد باقر الخباز.. أبو هشام.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×