غاب صوت ابن “الداهنة” عبدالله الزيد.. “التواصل الحكومي” تستحضره

القطيف: صُبرة

كان الموت حاضراً في ردهات البيت، ينتظره مع أبيه وأمه وأخوه الذي بكى حبهما بقصائد الفقد، تجلى شبح الموت في 18 أكتوبر 2020، ليجذب الشاعر والناقد عبدالله الزيد في مشهد أخير.

يسكته قلبه الذي عانى منه، ويلحق بمن رثاهم حباً وشجناً، عن عمر ناهز 73 عاماً، ورغم انقطاع التواصل وغياب الصوت منذ قرابة 3 أشهر، تذكرته “التواصل الحكومي”، اليوم (الأربعاء)، بإحياء اسمه عبرَّ وسم “أسماء مضيئة”.

النشأة والتكوين الثقافي

سنة 1953 ولد الشاعر عبدالله بن عبدالرحمن الزيد، في مدينة الداهنة، تحت السفح الغربي لجبل طويق، الواقعة في محافظة الوشم، مكان الولادة أشبه بلوحة فنية، شلالات الداهنة وجبال منحوتة بدقة وشجر نمى في أرض صحراوية، كل هذه العوامل البيئية إلى جانب رب أسرة يغذي في أبنائه محبة العلوم الدينية والأدبية، ساهمت في تكوين عبدالله الصغير، الذي يقول “خلق الجو الثقافي الذي وفره والدي في منزلنا علاقة حميمة بيني وبين مكتبة المدرسة”.

ترك نفسه للثقافة تشكله عجينة صلصال في يدها، غارق في محبة البحور الشعرية، ومتأملٌ في الفنون الأدبية من قصة ورواية “بدأت أشعر في المرحة الثانوية بتشكل موهبتي الأدبية” هكذا قال.

حتى جاء قرار الدراسة، تعلم الكثير ببعد التحاقة في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ليحصل على الليسانس “هناك عشت أجمل أيامي على الإطلاق، عشت ذلك الجو الذي أحسست فيه بمعانٍ التجاوز والتحول والتفوق”.

المهنة

سنة 1974، تخرج الفتى مثقولاً بموهبة في كتابة الشعر وحباً في أدبيات اللغة التي فُتن بها، وبمهارات عدة مكنته من إيجاد وظيفة كتابة وقراءة النشرة الإخبارية في الإذاعة والتليفزيون، أضاف “عندما تخرجت وجدت نفسي ملزماً إعداد جدول للقراءات، في يوم السبت مثلاً خصصت الصباح لقراءات في علم اللغة، وبقية الأوقات لقراءات في العلم الأجنبي، والليل أخصصه للمسرح”.

الموهبة تكبر معه وتمكنه بجذب المزيد من الوظائف ليُقدم بعدها عدة برامج ثقافية وأدبية بالرياض، امتدت موهبته ليستفيد منها الخليج، ليشارك في تقديم النشرات الإخبارية والبرامج في الدوحة وأبو ظبي.

وجد مبتغاه في التصحيح اللغوي، الذي أوصله إلى “فوبيا” الأخطاء اللغوية “كان ينتابني شيء من الحزن حين تصلني رسالة بخطأ لغوي”.

رغم محبته للشعر والثقافة، قاده الشغف إلى تحرير الجرائد والصحف والمصنفات، حتى امتهن الإشراف الثقافي والأدبي والبرامج والعلاقات العامة والتصحيح اللغوي.

ثقافة واسعة

“لا أفر من مجالين اثنين؛ الشعر الخاص والنقد الأدبي”، هكذا حاصرته الثقافة، خلقت الخبرات المتراكمة منه عضواً بارزاً ومشاركاً في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، والنادي الأدبي في مناطق عدة في المملكة، منها: الطائف، جدة والقصيم.

لاقت كتابته النثرية المُغلفة بالنقد الأدبي، حفاوة من كبرى الصحف الإقليمية، لتنشر في مجلات وصحف أبرزها: الشرق، اليمامة، الجيل، عكاظ والجزيرة.

حصل على جائزة محمد حسن عواد للإبداع من نادي جدة الأدبي، كما كرمه نادي الرياض الأدبي بعد فوزه بالجائزة.

نشرة رئيسة أم رئيسية؟

هكذا يجيب أنه كان خلافاً، لكنه منتشياً بامتلاك اللغة وبنحت الشعر وإسناده، رغم الشجن الذي يتضح في صوته، من عدم رواج شعره على نحوٍ واسع إلا أنه كان لا يشعر “بسطوة الغياب”.

أعماله الشعرية

كان في أعماقه يملك نظرة حزينة، شكلها الفقد الذي عانى منه، ما ظهر خلال دواوينه، ليرحل عن عالمنا الشاعر والناقد الأدبي والإعلامي، عبدالله الزيد، تاركاً إرثاً ثقافياً ليتوصل من خلاله مع قراءه رغم الغياب.

-بكيتك نوارة الفأل سجيتك جسد الوجه.

-ما لم يقله بكاء التداعي.

-ما قاله البدء قبلي.

-وأمد الدمع من عيني لبدء الريح.

-مورق بالذي لا يكون.

-ومن غربة الشكوى ..يسري كتاب الوجد.. يتلو سراج الروح.

-وانبسطت أكف الرفاق.. بقي الجمر في قبضتي أغني وحيداً.

-مشرع برحيق الذهول يهطل الوجد بالمستحيل.

-وآه من سطوة الفقدان.. آه من موت العبارة.

-لمقام أم الرخا والشدة.

-المجموعة الكاملة الأولى: ضمت دواوينه الخمسة الأولى، بالإضافة إلى ديوان “ولو ألقى معاذيره”.

-المجموعة الكاملة الثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×