[كناية قطيفية] أُمّهْ ما أكلَتْ عليه خبز..!

أُمّهْ ما أكلَتْ عليه خبز..!
أمي ما أكلت عليّي خبز.!
أمّك ما أكلت عليك خبز..!

أيّاً كان الضمير النحويّ؛ فإن المغزى واحد، والإشارة واحدة. والمعنى الحرفيّ لهذه الكناية؛ هو أن أمّه أنجبته من صلب أبيه المعروف عند الناس، ولم تحبل به من رجل لقاءَ أجرٍ أكلت به خبزاً.

وثمة صيغة مُضارعة لمعنى هذه الصيغة، هي “أمّهْ جابته على نَصَاحْ”.

وكلتا الصيغتين تعني أنه ابن حلال. وقد درج أن تُقال الصيغة الأولى “أمه ما أكلت عليه خبز” لكشف الاستغفال والاحتجاج عليه. فالمستغفَل الذكيّ، ابن الحلال، يكشف لمُستغِفلهِ اللعبة، وربما تغابى أمامه، ولكنه أظهر الغفلة دون أن ينطلي عليه الأمر.

وربما استُعمِلت الصيغتان لمديح ذي الشجاعة والمروءة في موقعيهما، أو للتحدّي، والمنازعة، والمُشادّة. تُقال الصيغة من المتحدّث عن نفسه وعن غيره. وأتذكّر مُلاسنةً بين بائعين متجاورين في سوق الخميس القديم، قال فيه أحدهما للآخر ما معناه إذا لم أؤدبك؛ فقل إن “أمّي أكلت عليّيْ خُبزْ”، ويعني بذلك أنه ليس ابن حلال إن لم يأخذ حقه منه..!

من الناحية الفنّية لا يمكن الاطئمنان إلى أن الصيغتين من الأمثال، على أن ظاهرهما يقول ذلك. هما من الصيغ السائرة سير المثل في القطيف، وربما في غيرها. ولو نجحنا في الوصول إلى أصل إطلاقهما لتأكّدت المثـَليّةِ أو عدمها. إذ لا يمكن الحكم على كلّ قولٍ سائرٍ بأنه مثَلٌ.

حبيب محمود

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×