على السبع مُسترجعاً رحلة نصف قرن من الفن: ان تكون إنساناً حل ضيفاً على الأحساء وتحدث عن "مستودع" تحول إلى مسرح وزملاء وزميلات يسكنون روحه
القطيف: صُبرة
بين شريط الذكريات والدموع واستخلاص العِبر، كان لقاء الفنان على السبع في “جلسة شاي” بنادي السينما في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء أمس (السبت).
في هذا اللقاء رجع السبع بذاكرته نصف قرن، متذكراً بداياته الفنية، مشوار النجومية، متجولاً بين مصر، لبنان الكويت، البحرين وغيرها من الدول التي رحبت بفنه المميز.
عبر السبع عن تفاؤله بالمشهد الفني والثقافي في المملكة، مشيداً بالجهود التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال عنه “أعطانا نحن الفنانين مساحات كبيرة، كما أعطانا اهتمامه، وهناك زخم ثقافي وفني من خلال ما شاهدناه من برامج ومهرجانات كبيرة تُقام على أرض المملكة”.
البدايات الصعبة
تحدث أبو زهير، عن بداياته الفنية، وصفها بـ”الصعبة”، وقال “لم تكن البدايات لإثبات الذات في عالم الفن سهلة”، مشيداً في هذا الصدد في المجتمع الكويتي الذي “يعشق الفن والفنانين”.
ولمن لا يعرف السبع، فهو فنان من الدرجة الأولى، يمتلك كارزيما خاصة، أهلته لأن يكون أحد أبرز أركان الفن، ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في العالم العربي.
ظهرت موهبته في التمثيل حينما كان طالبًا في الصفوف الابتدائية، كان شغوفًا بكل ما يتصل بخشبة المسرح، فقرأ قصص نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، وكان يشارك في الأنشطة الثقافية المدرسية والأنشطة الكشفية التي أعطته حظوة لدى المدرسين، كما شارك في الكثير من المسرحيات، وراح يقتني الكتب التي تناقش الدراما.
التلفزيون السعودي
التحق السبع بالتلفزيون السعودي هاوٍ عام 1974، واشترك في مسلسل “جحا”، ليترشّح للعمل في مسلسل “فارس من الجنوب”. وبالتزامن مع هذا المسلسل؛ تم افتتاح جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، وكان يرأسها الفنان ناصر المبارك، الذي كان له دوراً بارزاً في تشجيع أبناء المنطقة على الالتحاق في دورات تعليمية في فن التمثيل على أيدي متخصصين في المسرح، كانت الجمعية تعاقدت معهم، فبادر السبع للانضمام لإحدى هذه الدورات، وبعد أن أتمها بنجاح نال أول شهادة في فن التمثيل، صادرة عن جمعية الثقافة والفنون عام 1980.
وفي العام 1994؛ كانت بدايته الحقيقية، فتنقل من خلال المسرح والتلفزيون والسينما، ليكوّن بذلك رصيداً وفيراً من الأعمال، منها 14 مسرحية، 64 مسلسلاً تلفزيونياً سعودياً وعربياً، و4 أفلام شارك فيها نجوم الفن المصري، وحصل على 32 جائزة .
أروح جميلة
خاطب السبع جمهور جمعية الثقافة والفنون أمس “هذا المسرح مجرد خشب، ولكن بيننا أرواح جميلة وطيبة ومحبة ومتآلفة، قبل أن يهم بتقبيل رأس مدير الجمعية علي الغوينم، إلا أن الأخير رفض.
أكمل أبو زهير حديثه “الغوينم نجح في تحويل هذا المكان من مستودع إلى مكان جماهيري، تتوفر فيه القاعات والصالات التي تقدم العديد من البرامج الفنية”.
وأمسك الغوينم بالميكرفون، ليقدم الشكر للسبع على التفاعل مع الدعوة، والحضور لمقر الجمعية، وقال “الفنان علي السبع صديق قديم، وأخ وأستاذ وفنان كبير وقديم نفخر به”.
لقب إنسان
أشاد السبع بالفنانين الأحسائيين، وذكر منهم: ناصر الصالح، عبدالرحمن الحمد، جواد الشيخ، راضي المهنا، الملحن صالح الشهري، وعلي الشهابي. وتطرق إلى علاقته المميزة بالفنان الراحل محمد العلي.
خاطب السبع، الجماهير مرة أخرى أثناء اللقاء قائلاً “تعلمت في حياتي الفنية أن أكون إنساناً بمعنى الكلمة، تعلمت الفرق بين أن أكون بني آدم، وبين أن أكون إنساناً، فجميعنا بني آدم، المجرم بني آدم، القاتل السارق والمرتشي أبناء آدم، لكن القلة هم ما ينطبق عليهم لقب إنسان”.
وتابع “هنا أتذكر سيرة الفنان المصري سمير غانم، الذي سافرت معه إلى البحرين، للمشاركة في تقديم مسرحية هناك، كنت قريباً منه، ووجدته إنساناً بمعني الكلمة، عندما رفض أن يقيم في جناح خاص، في الفندق الذي نزلنا فيه، وقال للمسوؤلين أنه يريد أن يجلس مع المجموعة، ولا يتميز عنهم. وفي موقف آخر، سمح لي هذا الفنان أن أردد الإفيهات الخاصة به بسعة صدر”.
جو سينمائي
لم ينس السبع أن يشيد في الفنانة الكويتية سعاد عبدالله، أثناء مشاركته لها مسلسل “أم البنات”. وقال “هي قائدة العمل بأكمله، تهتم بجميع الفنانين معها، استفدت كثيراً من تجربتي معها”.
وفي مداخلة لها أثناء اللقاء، قالت الفنانة الكويتية حياة الفهد “الحركة السينمائية الجميلة التي نشطت في المملكة خلال الفترة الأخيرة شيء مفرح، يعزز التنافس الشريف، والجهد الكبير الذي يبذله الجميع لخلق جو سينمائي خليجي مميز، سيشمل دول الخليج كلها”.
وتحدثت الفهد عن السبع قائلة “اجتمعت معه في أكثر من عمل، وبالفعل وجدته نجماً كبيراً في الخلق وفي الفن، مميزاً، والأوصاف لا تنتهي، ولكن يمكن اختصارها في إنني وجدت فيه الإنسان الذي يحتضن جميع الناس بمحبته وإحساسه”.
الوليد بن طلال
وفي تعليق له على صورة له وهو شاب صغير، يرتدي بذلة، قال السبع “الصور ترجع إلى نصف قرن، كنت آنذاك في لبنان، وتعلمت في هذه الفترة ألا أتكبر على الناس وألا اغتر مهما كنت ومهما امتلكت”.
وقال تعليقاً على صورة له مع الفنان سعيد قريش “هو صديق وفي وصدوق، وسلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفٌ”.
وعن صورة ثالثة مع الأمير الوليد بن طلال، قال السبع “عقب الانتهاء من فيلم “كيف الحال”، التقيت سموه مساء أحد الأيام الباردة في القاهرة، ووجدني أعاني من البرد الشديد، فخلع عنه رداءه وأعطاني إياه، مجسداً نبل وأخلاق الأمراء، فتحية للأمير الوليد بن طلال”.
دعوة لرجال الأعمال
ووجه السبع كلمة لرجال الأعمال في الأحساء، ودعاهم إلى دعم الأعمال الثقافية والفنية، وأهمية أن إنشاء مقر ثابت للجمعية في المحافظة، وأهمية وجود مسرح كبير ومجهز، مذكراً إياهم بأن الأحساء تمتلك جمهوراً كبيراً وحضوراً واهتماماً وحضوراً طاغياً وطاقات إبداعية شبابية في شتى المجالات خاصة الفنية.