رؤى متباينة حول دور الشباب وقدرتهم على بلورة الحياة الثقافية والفكرية منتدى الثلاثاء الثقافي يركز على علاقة الفرد بالعقل الجمعي
القطيف: صُبرة
سيطر التباين الواضح على الحوار الفكري الشبابي في ندوة “الشباب بين العقل الجمعي والعقل الواعي” التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس (الثلاثاء)، بمشاركة مجتبى آل عمير، رضا الحواج، وعلي المسكين. وأدار الحوار علي المطرود.
وقال مدير الندوة إن “دور الشباب أصبح بارزاً ومهماً في المرحلة الحالية، وانعكس على مشاركتهم في الحياة العامة، وقدرتهم على بلورة اتجاهات ثقافية وفكرية تتجاوز السياقات التقليدية، خاصة مع تطور وسائل التواصل وطنياً وعالمياً والانفتاح على التحولات المستجدة”.
طرح رضا الحواج، رأيه حول موضوع علاقة الفرد بالمجتمع بقوله إن “الإنسان يعيش بين نزعتين فردية وجمعية، وتختلف مداهما عند تغير المحيط الاجتماعي وتماسكه وقوة تأثيره على الفرد، وتتعزز الحالة الفردية بصورة فاعلة عندما تتوفر لدى الفرد القدرة على امتلاك أدوات الفكر النقدي”.
لكن مجتبى آل عمير رد عليه بأن “البناء الفكري للفرد يتشكل من خلال سعة الروافد الفكرية، وفي المجتمع الشبكي أصبح التأثير على الفرد يتشكل من دوائر أوسع مما كان عليه في الماضي، والأفراد هم من يقومون بصناعة الأفكار، وقد يجتمع مجموعة أفراد عن بعد لخلق أفكار جديدة”.
التفكير الفردي
وأضاف آل عمير أن “الانتماء للجماعة لا يتعارض مع التفكير الفردي المستقل والنقدي، والأفراد تكون لديهم القدرة للاستجابة للمتغيرات أكثر من الجماعة، والدين لا يزال يمثل ثقافة المنظومة التقليدية في المجتمع ومن الضروري ادخال الخطاب الديني ضمن الثقافة العالمية”، فيما عقب رضا الحواج بأن “الانتماء للجماعة يشكل حماية للفرد، ومن يحدث التغيير ليس الفرد وإنما المجموعة الفاعلة القادرة على التحريك”.
وفي مداخلته؛ علق علي المسكين قائلاً إن “الجيل الجديد أصبح أكثر تمرداً، وتطوره أصبح سريعاً في المراحل الأخيرة، وأن التحول من نظام القرية للمدينة انعكس على تغير في القيم والسلوكيات العامة”.
وأوضح أن الخطاب الديني “متشعب بشكل كبير، ويحمل أكثر مما يحتمل، وأن بعض الفاعلين الدينيين اهتموا بالرد على الشبهات وحفظ المأثورات والتراث”.
محاور الندوة
وتحدث في الندوة مجموعة متداخلين، تناولوا بعض محاور الندوة، فبين سلمان الحبيب أن “العقل الجمعي قد يلغي حرية الفرد ويحوله لتابع ووارث لأفكار المجتمع ومانع للنهوض، ويتطلب من المثقف كي يكون فاعلاً أن يكون مستقلاً ومتواصلاً مع محيطه وعقلانياً”.
وقال نادر البراهيم إن “العقل الجمعي يشكل مزاجاً ضاغطاً على الفرد، والفردية لا تعني الوحدة والانعزال، بل تعني الحرية الفردية للتفكير النقدي”.
وأضاف الدكتور علي الحمد في مداخلته أن “المجتمع بدأ يعطي قيمة للفردانية والابتكار والابداع، وكثيرون خاضوا معاناة مع دوائرهم الاجتماعية ليحققوا تطلعاتهم الفردية، والتحول نحو المجتمع الشبكي فرض قيماً ونظرة جديدة في المجتمع وتشكلت الاختلافات البينية في المجتمع”.
ونبه الدكتور علي سليس إلى “ضرورة التفريق بين الفردية والانتماء للجماعة وكذلك بين التفكير الفردي والعقل الجمعي، فهذه المفردات ليست مترادفة وكثيراً ما يحدث خلط، فالتفكير الفردي يعني التفكير المستقل ولا يتعارض مع الانتماء للمجتمع”.