بأمر كورونا “المتحوّر”.. بريطانيا “العظمى” معزولة لأول مرة في التاريخ

القطيف: صُبرة

بأمر من فيروس كورونا “المُتحوّر”، تدخل بريطانيا عزلة دولية، ربما تكون الأولى التي تتعرض لها منذ كانت إمبراطورية عظمى، لا تغيب عنها الشمس، بعد احتلالها 90% من دول العالم في القرن الـ19.

وتشارك دول عربية وأوروبية، سبق ان احتلتها بريطانيا، في فرض هذه العزلة، بإيقاف حركة الطيران المتبادلة معها، هذه الدول تتوجس اليوم من بريطانيا، وتخشى الوصل معها، من هذه الدول الكويت والسودان والعراق والهند.. والبقية تأتي.

ويعزز من مشهد العزلة البريطانية، خوف الدول الأوربية القريبة منها من انتقال المرض إليها، فتدخل هي الأخرى في عزلة مثلها، وهو ما دعا العديد من الدول، إلى اعتزال بريطانيا، ومنها بلجيكا التي أوقف رحلات الطيران معها، وعلى المنوال ذاته، تتجه العديد من الدول الأخرى.

جزيرة معزولة

عزلة “بريطانيا” لا تقتصر على حركة الطيران والسفر، وإنما تعززها عوامل جغرافية وسياسية واقتصادية تزيد من عزلتها، فبريطانيا تقع في جزيرة شمال غرب القارة الأوروبية، ويحيط بها بحر الشمال، والقنال الإنجليزي والمحيط الأطلسي. وهذه الجزيرة وإن كانت تشكل أكبر جزيرة في أوروبا، وتاسع أكبر جزيرة في العالم، إلا أنها في نهاية الأمر جزيرة معزولة بطبيعتها، وجاء الفيروس المُتحوّر ليزيد من مشاهد العزلة.

ويضاف إلى ذلك، العزلة السياسية والاقتصادية التي تقدم عليها بريطانيا ـ طوعاً ـ بقرب خروجها فعلياً من الاتحاد الأوروبي، والاستقلال بنفسها عن محيطها في القارة العجوز.

مستوطنات خارجية

ولمن لا يعلم، تكونت الإمبراطورية البريطانية على مدى 3 قرون، ونجحت في إنشاء ما يعرف بالمستوطنات الخارجية، ويساعدها على ذلك توسعها البحري، بالإضافة إلى منافستها التجارية مع دولة فرنسا. وفي القرن الـ17 أصبحت بريطانيا تمتلك مستوطنات خارجية في جزر الهند وأمريكا الشمالية. وفي عام 1970 كانت المستعمرات البريطانية قد تزايدت بشكل كبير، وكانت تضم مستعمرات في بعض الدول مثل: فيرجينيا، نوفا سكوتيا، ماريلاند، برمودا، وهندوراس. وضمت مستعمرات بريطانيا أكثر من 200 دولة حول العالم. ومن الدول التي احتلتها مصر، نيجيريا، كينيا، السودان، غانا، جامبيا، جنوب أفريقيا، فرنسا، هولندا، استراليا، فرنسا، الهند، كندا، وجزر الكاريبي وغيرها الكثير.

أسرع انتشاراً

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المتحوّر أسرع انتشاراً، ولا أدلة حتي الآن على أنه أكثر قسوة أو خطورة عند الإصابة به. وأوضحت أن التحوّرات التي طرأت علي الفيروس في المملكة المتحدة، وفي جنوب أفريقيا، لا تقلل من فعالية اللقاحات، مشيرة إلى أن اللقاحات تغطي مجموعة من المتغيرات التي قد تطرأ على الفيروس.

وبيّنت أن فيروس الإنفلونزا يتحور كل عام، وتجري سنوياً إعادة النظر في السلالة الطاغية، بهدف تهيئة اللقاح للقضاء عليها، لافتة الانتباه إلى أن السبيل الوحيد لمنع تحوّرات أي فيروس، يتمثل في التركيز علي الحد من انتشاره.

آثار الفيروس

من جهتها المديرة التقنية لجائحة كورونا ماريا فان كيركوف أبانت أن الفيروس المتغير موجود في المملكة المتحدة وجنوب افريقيا وأستراليا وهولندا والدانمارك وآيسلندا، فيما تدرس بقية البلدان ما إذا كان الفيروس المتحور وصل إليها، لافتةً النظر إلى أن الشخص المصاب بالفيروس المتحوّر ينقل العدوى إلى 5.1 أشخاص، وفي المقابل تنتقل عدوى الفيروس قبل تحوّره إلى شخص واحد، مشيرةً إلى أن أعراض وآثار الفيروس المتحوّر التي أكدتها الدراسات السريرية حتي الآن، هي ذاتها مع الفيروس قبل التحوّر، منوّهةً بمتابعة المستجدات في الأسابيع القادمة التي ستطلعنا على مزيدٍ من آثار هذا التغير.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×