“صوت القطيف”: من يستحق أن يُذكر؟ قراء "صُبرة" يرشحون شخصيات محددة لمنصة التكريم

القطيف: زينب الملا

في زوايا حياتنا، تختبئ وجوهٌ لم تطلب الأضواء، لكنّها أضاءت عالمنا بصمت، وفي القطيف، كما في غيرها من المجتمعات، هناك من صنعوا الأثر، ومضوا بهدوء، أشخاص خدموا، وبذلوا من وقتهم وجهدهم ومالهم، وتركوا بَصمَتهم في محيطهم، دون أن تُكتب أسماؤهم على لافتة، أو يُذكروا في نشرة.

من هذا المنطلق، أطلقت “صُبرة” مبادرة #صوت_القطيف، لتكون مساحة لتقدير أولئك الذين يعملون في الظل، ويستحقون أن تُروى سيرتهم، ويُسلّط الضوء على عطائهم.

وخلال أيام قليلة، وردت عشرات التعليقات بترشيحات لأسماء مختلفة، تنوعت معها وجهات النظر حول معنى “الشخصية المؤثرة” وحدود التأثير بين الواجب والتطوّع.

خلال منشور واحد نُشر عبر حساب “صُبرة” في إنستقرام، وردت أكثر من 200 مشاركة ما بين تعليقات ورسائل خاصة، تفاعل فيها الجمهور بترشيح أكثر من 150 اسمًا من مختلف القطاعات والمجالات.

وقد جاءت هذه الترشيحات تعبيرًا عن التقدير، حيث رشّح كثيرون أسماءً يرون أنها تستحق أن تُحفظ سيرتها ويُحتفى بعطائها، لما قدّمته من أثر في مجالات متعددة، كالتعليم، والصحة، والمبادرات الثقافية والاجتماعية.

ومن بين الترشيحات أسماء تكررت أكثر من مرة، من أبرزها:

– الدكتورة نورة الغانم، والناشطة الاجتماعية وئام المديفع، بـ 7 ترشيحات لكل منهما.

– الدكتورة أمل العوامي، والمؤرخ الراحل عبد الخالق الجنبي، 3 ترشيحات.

الشيخ علي مهدي الحبيب

– كما وردت أسماء أخرى بترشيحين لكل منها، من بينها سيدة الأعمال فضيلة الفضل، الدكتور باقر العوامي، الدكتورة فتحية الجامع، الشيخ علي مهدي الحبيب، أماني آل إبراهيم، الدكتورة فضيلة الحبيب.

الدكتورة فتحية الجامع

معايير التأثير

لم تتوقف تفاعلات المتابعين عند حدّ الترشيحات، بل امتدّت إلى نقاش مفتوح حول معايير “الشخصية المؤثرة” التي تستحق التوثيق والتكريم.

رأى البعض أن السؤال فُهِم من زاوية خاطئة، حيث تم ترشيح أشخاص اكتفوا بأداء مهامهم الوظيفية، دون وجود مبادرة استثنائية أو أثر يتجاوز نطاق العمل اليومي.

الدكتور باقر العوامي

وفي هذا السياق، أشار أحد المعلقين إلى أن “معالجة المرضى هي جزء من مهام الأطباء، ولا تكفي وحدها لتكون سببًا للتكريم، ما لم يقترن ذلك بعطاء خاص، كفتح عيادات خيرية أو علاج المحتاجين بلا مقابل”.

بينما ذهب آخرون إلى أن “الأغنياء ورجال الأعمال نالوا نصيبهم من الذكر، في حين غاب عن الترشيحات من خدموا الفقراء والمحتاجين”.

وفي الضفة الأخرى، دافع بعض المتابعين عن الأسماء المقترحة، معتبرين أن كثيرًا من المؤثرين يعملون بهدوء، دون سعي للظهور أو الشهرة، وأن قيمتهم تكمن في أثرهم الصامت.

كما اقترح آخرون أن تُوثق الشخصيات القطيفية المؤثرة، سواء داخل المحافظة أو خارجها، ضمن أرشيف رسمي يحفظ سِيَرهم ويُسهّل العودة لها مستقبلًا.

من يستحق؟

جاءت بعض الترشيحات في التعليقات والرسائل الخاصة مصحوبة بتفاصيل لافتة عن مساهمات مؤثرة، عبّر فيها متابعون عن تقديرهم لأشخاص يرون أنهم تركوا أثرًا عميقًا في المجتمع.

فكتبت فاطمة الفرج “الشيخ صالح آل إبراهيم، صاحب ومؤسس مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي، وعلى أكثر من 20 عامًا جمع شمل أسر وحل مشاكل أسرية كثيرة.”

أما هاني العلقم فعلق “الوالد عبد رب الرسول العلقم أبو شاكر إسهامه في تأسيس مدرسة للصم في الرياض، وذلك مطلع الستينات الميلادية، حيث أنه في ذلك الوقت لا يوجد مدارس للصم في الخليج”.

غدير “المرحوم العلامة الشيخ علي بن يحيى ناصر المحسن -التاروتي- (طيب الله ثراه) من الشخصيات البارزة في تاروت والقطيف، ترك أثر كبير في مجالات عدة وله مؤلفاته في الفقه والأدب والتعليم.”

الشيخ سعيد أبو المكارم

وأسهب عادل في شرحه عن سبب ترشيحه للشيخ سعيد أبو المكارم “من الشخصيات القطيفية المهضومة سماحة العلامة الشيخ سعيد أبو المكارم، عالم من طراز ندر رفع حياته للمنبر الحسيني، لم يكن خطيبًا عاديًا (ملا) بل ارتقى بالخطاب المنبري على الصعيد المحلي، وكذلك المنطقة، ولا أُبالغ إن قلت العالم الشيعي أيضًا، فله بصمات منبرية، وفي بالي شواهد على ذلك”.

وأضاف “هذا الشيخ سبق زمانه علمًا وخطابة، فعلى صعيد العلم هذه مؤلفاته التي طبعت متأخرة للأسف قبل 15 سنة تقريبًا، بينما ما هي مخطوطة منذ الثمانينيات وما أُشبه تُثبت إلى أي مدى كان هذا العالم مبحرًا في زمن وبيئة لم تكن حول تلك العلوم، إضافة إلى ذلك سعى أن يضع له بصمة في كل المجالات المتعلقة، وهذا قد يكون نادرًا، تجده عالمًا، ومثقفًا، وشاعرًا، وفقيهًا، ومؤرخًا، واجتماعيًا، وخطيبًا، قد يكون ما صدر في كتاب العوامية للأستاذ سعود الفرج في طبعته الثانية قد جبر شيئًا من ذلك الهضم الإعلامي”.

وأكمل “فتواضع الشيخ الذي لا يُوصف، لبسه للعمامة وبعده عن الإعلام وأسباب أخرى ساهمت في هضمه سيما عند عامة الناس، الحديث طويل وأكتفي بهذا”.

وئام المديفع

أما فاطمة عبدالله فعلقت “الأستاذة وئام المديفع صاحبة العطاء والكرم، أنا أعتبرها الجندي الخفي ولها دور فعال في حل القضايا الأسرية بالمجتمع، والكثير يلجأ إليها، عطاء بلا حدود، بصمتها ومسيرتها سابقة لذوي عصرها، من أوائل من شاركوا في البرامج الخاصة للمقبلين على الزواج، ومن أوائل من فتحت باب الدورات التدريبية النفسية والأسرية، لها بصمة لا تنسى وما زالت تقدم ذلك بحب، ربي يوفقها ويوفق الجميع”.

وهذه بعض الترشيحات التي وصلتنا عبر الرسائل الخاصة:

حسن آل طلاق

يقول المرسل “حسن حبيب آل طلاق، رئيس مهرجان الدوخلة، وقبله أحد مؤسسي مهرجان الزواج الجماعي بجزيرة تاروت، وأحد مؤسسي لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس، التي تحولت إلى جمعية مؤخرًا، رأس لجنة التنمية، ورأس نادي النور لفترة، وكان مشرفًا على كرة اليد، وأحد مخططي إنجازاتها الأولى في التسعينات الميلادية”.

وأرسل آخر “بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم ينالوا التقدير المناسب لهم، عبد الرسول أحمد الغانم أحد رجال القطيف الذين شيدوا كافل يتيم، واستمرت خدمته ما يقارب 30 سنة في الجمعية، ولإفساح الطريق إلى دماء وأفكار جديدة ومتجددة، استقال من عمله التطوعي الذي استمر لمدة 30 عاماً، قبل سنتين تقريبًا، أعتقد شخصية تستحق تقديمها كنموذج يُحتذى به، أبو أحمد ونِعم الرجل”.

وكتب ثالث “المرحومة الدكتورة زهراء المرهون، عالَجت الآلاف ودرّست الأطباء، وقبل ذلك ربّت الأيتام، كانت الطيبة والتواضع والرّأفة، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته”.

ونختم التقرير بترشيح بعثه أحدهم قال فيه “فوزية الغانم، ونادية الغانم، حيث كانت منهم فكرة وتنفيذ إنشاء اللجنة النسوية في القطيف بمساعدة والدهم المرحوم الدكتور حسن الغانم (أبو علي)، وهذه الجمعية ساعدت في خدمة المجتمع، وتوفير فرص تدريبية لسيدات المجتمع القطيفي، وخلقت لهم فرص وظيفية، وساعدت عائلات كثيرة، واستمروا مع ثلة من زميلاتهم في العطاء لسنين طويلة كعضوات فاعلات في اللجنة النسوية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×