مريم المتعب.. موسى الخنيزي.. نايف القرادي.. يوسف العماري.. أمومة مزيفة.. ومجرمة القصة من رائحة حضانات الأطفال إلى سيف التعزير العادل

القطيف: صُبرة
عادت إلى الأضواء مجدداً، قصة مريم المتعب المتهمة الرئيسة في القضية المعروفة إعلامياً بـ “خاطفة الدمام”، وذلك بعد إعلان وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء، تنفيذ حكم القتل تعزيراً بحقها ومعاونها اليمني.
القصة تابعتها “صبرة” من بداية اكتشاف الخاطفة، وعرجت على أسرة “الخنيزي” ونشرت حينها تفاصيل الواقعة، والذكريات المؤلمة ليوم الخطف، نعيد سرد أبرز تفاصيلها للقراء.
نايف القرادي
نايف القرادي أول الضحايا
أول عملية خطف كان ضحيتها نايف القرادي، ووقعت في مستشفى القطيف المركزي عام 1994، إذ انتحلت المتهمة صفة ممارسة صحية، ودخلت على “أم نايف” فأخذت منها الطفل بحجة التطعيم.
فيما اختطفت المتهمة يوسف العماري من جانب أمه وهي نائمة عام 1996، وتركت مكانه ورقة كتبت فيها “اطمئني.. سوف نعيده بعد 10 أيام، وقد استندت النيابة لتلك الورقة بعد استرجاعها من المحفوظات للتأكد من كون كاتبتها هي نفسها مريم بعد مقارنة الخط.
أما عملية خطف موسى الخنيزي، فكانت 1999 من مستشفى الدمام أيضا، والمتهمة أخذت الطفل من أم موسى بحجة تنظيفه.
موسى الخنيزي
يوم الخطف
وعن تفاصيل خطف موسى الخنيزي قالت والدته في تصريح خاص سابق لصبرة “موسى الذي فقدته يوم 8 ربيع الأول سنة 1420هـ، في ذلك اليوم؛ كنت متعبة، وأخرجوني من غرفة الولادة إلى غرفتها في قسم التنويم، ثم جاءوا بالطفل لأرضعه، في الأثناء دخلت علي امرأة؛ وأخبرتني بأنها على وشك ولادة، وأن الطبيبة طلبت منها المشي قليلاً لتسهيل الولادة، ثم سألتني عن ولادتي، وعن عدد أطفالي”.
وأضافت “فاجأتني بقولها إن في رأس المولود شيئاً غريباً.. وطلبت مني إعطاءها إياه لترى.. أخذته وصارت تتفقد رأسه.. ثم قالت إن الطفل يحتاج إلى غسيل في رأسه.. ثم عرضت عليّ تولّي غسيل رأس الصغير بنفسها.. وافقت”.
“خاطفة الدمام” كما وثقتها كاميرات المراقبة في المستشفى
اختفت المرأة، واختفى الطفل، ثم تدخلت إدارة المستشفى، وتدخلت الشرطة، وفي النهاية تأكد أن الطفل مخطوف، كانت صاعقة لم تصدقها أم حسين، وبعد 3 أيام من الولادة؛ عادت إلى منزلها بلا “موسى”..! لكنّ موسى لم يتركها وهي لم تترك موسى.
بعدما قامت “مريم” بخطف الطفل نايف محمد القرادي من مستشفى القطيف المركزي، سجلت اسمه في السجل المدني باسم زوجها الأول، وبعد أن طلقها زوجها تزوجت من رجل آخر.
وبعد مدة قامت مريم باختطاف محمد العماري و موسى الخنيزي، و أرادت تسجيلهما تحت اسم زوجها الثاني لكنه رفض طلبها، وقررت أن تسجلهما على أنهما لقيطان.
علي الخنيزي والد موسى
فطنة موظفة
حل لغز قصة المخطوفين بمحض الصدفة وبفطنة موظفة لم تقتنع بتبريرات قدمتها خاطفتهم “مريم” حين توجهت قبل القبض عليها إلى “وزارة العمل والتنمية الاجتماعية” وقتها طالبة استخراج وثائق رسمية لتكون حاضنة للشبان الثلاثة.
الموظفة إيمان الفرطوشي كانت يقظة بشكل كاف لتكشف خيوط القضية التي لم يستوعبها عقل، فلم تقتنع الفرطوشي بشهادة ميلاد قدمتها الخاطفة تثبت فيها أنها تكفل مخطوفًا نسبته لزوجها تحت اسم “أنس خالد مهنا حمود”، وعند التدقيق قليلا ارتبكت وادعت أنها احتضنت الأبناء بطريقة غير نظامية ولا توجد لديها أوراق ميلاد.
دهشت الموظفة لما سمعت، ملأ الشك قلبها فطلبت منها كتابة طلب بخط اليد، كي تثبت عليها اعترافًا خطياً رسمياً منها، وأرفقت الورقة بتوصية للمسؤولين بشكوكها تجاه الخاطفة، وطلبت تحقيقًا، وبالفعل تم رفع الأمر للجهات الأمنية.
موسى الخنيزي في أحضان والده
تحليل الحمض النووي
وتوالت بعد ذلك فصول القضية بدءاً من التحقيقات، حتى الأحكام الصادرة، حيث شكت الأجهزة المختصة في أمرها وأوقفتها حتى التحقق من الطفلين، وبعد فحص حمض الـ DNA تبين بأن الحمض مختلف، ثم خضعت للتحقيق و أعترفت بأنها اختطفتهما.
في عام 2021م، أصدرت المحكمة الجزائية بالدمام، حكماً بالقتل تعزيرًا بحقها بعد إدانتها بالخطف والتبني، وتم تأييد الحكم من قِبل محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية.
ورفضت المحكمة العليا بالسعودية، وقتها الحكم الصادر من محكمة الدمام على المتهمين في القضية، وارتأت بأن الحكم الصادر لا يتلاءم مع مرتكبي الجريمة، وطالبت بتغليظ العقوبة عليهم.
واليوم تم تنفيذ الحكم على “مريم” المتعب”، ومعاونها اليمني بالقتل تعزيراً، في المنطقة الشرقية، لتغلق فصول القضية إلى الأبد.
تعليق الخنيزي
وتعليقاً على الحكم الصادر اليوم، قال الشاب موسى الخنيزي، الذي كان أحد ضحاياها “كل التقدير والامتنان لولاة الأمر على حرصهم الدائم على صون الحقوق وترسيخ العدالة، التي تجسد ركيزة أساسية لأمن هذا الوطن.”
وأضاف “جريمة هزت ضمير المجتمع، لكنها أكدت أن بلادنا تتصدى بحزم لكل من يعتدي على أبنائها، تحية لرجال الأمن الأبطال الذين يكدحون ليل نهار لتحقيق الطمأنينة، ونسأل الله أن يحفظ قيادتنا وشعبنا، ويعزز أمن هذا الوطن الذي نعتز به جميعًا.”
بيان الداخلية
وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت اليوم الأربعاء، عن تنفيذ حكم القتل تعزيراً في خاطفة الدمام ومعاونها اليمني، وقال في فحوى بيانها “أقدمت المواطنة مريم بنت محمد بن حمد المتعب، بمشاركة اليمني منصور قايد عبدالله، على خطف ثلاثة أطفال حديثي الولادة من مأمنهم بالمستشفى وذلك عن طريق الحيلة والخداع على أمهاتهم ونسب المخطوفين إلى غير آبائهم وممارسة أعمال السحر والشعوذة، وقيام منصور بتسهيل مهام مريم المذكورة والتستر عليها في وقائع الخطف بعد علمه بذلك.”
وتمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجانيين المذكورين، وأسفر التحقيق معهما عن توجيه الاتهام إليهما بارتكاب الجريمة، وبإحالتهما إلى المحكمة المختصة؛ صدر بحقهما حكم يقضي بثبوت ما نُسب إليهما، ولأن ما قاما به المدعى عليهما فعل محرم ومعاقب عليه شرعًا وهو من الاعتداء على الأنفس البريئة مسلوبة الإرادة ومن الإفساد في الأرض فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد تأييده من مرجعه، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا بحق المذكورين.
وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجانيين مريم بنت محمد بن حمد المتعب، و منصور قايد عبدالله، اليوم الأربعاء، في المنطقة الشرقية.
اقرأ أيضاً
موسى الخنيزي يعلّق على تنفيذ القتل في المرأة التي خطفته وليداً وحجزته أكثر من 20 سنة
[حصري] والدة المخطوف موسى الخنيزي تتحدث لأول مرة عمّا حدث يوم 8 ربيع الثاني 1420
[فيديو حصري] علي الخنيزي: عرفت ابني “موسى” المخطوف قبل 21 سنة.. من صوته
إسقاط “الحرابة”.. القتل تعزيراً لـ”خاطفة الدمام” والسجن 25 عاماً لمساعدها اليمني
موسى الخنيزي يكشف عن مشاعره تجاه خاطفته: “لا أشتاق إلى “مريم” التي أحرقت قلب أمي الحقيقية