سوق الحُب.. 3 روايات عن أقدم سوق شعبي في الدمام ارتبطت بـ "العشاق".. والعرسان.. وبالسينما المصرية
الدمام: صُبرة
في الـ 17 من شهر ديسمبر 2019؛ حصل “سوق الحب” على أول اعتراف رسمي باسمه. هكذا وبالإعلام الملآن؛ تناثر الاسم في بيانات أمانة الشرقية، وفي فيديوهات صادرة عنها، وفي بوسترات، وفي التواصل الاجتماعي منشؤها الأمانة نفسها.
فعلاً إنها المرة الأولى التي يحصل فيها “سوق الحب” بمدينة الدمام على اعتراف رسميّ تماماً، ويظهر علناً في إعلام حكومي، بعد أكثر من 6 عقود من التسمية الشعبية المسكوت عنها رسميّاً.
أقدم أسواق مدينة الدمام، لم يكن يُعرف بغير “المنطقة المركزية” في سجلّات الأمانة. لكنّ الأمانة ـ نفسها ـ خرجت عن الطابع الرسميّ وتخلّت عن تحفظاتها القديمة، وأطلقت فعّالية تسويقية ترفيهية تراثية في “المنطقة المركزية”، ولكن بالاسم الذي يعرفه الناس.. سوق الحب..!
سوق الحب.. أو شارع الحب.. هذا ما درج الناس على تسميته في إشارتهم إلى منطقة السوق القديمة في الدمام. نشأت السوق شماليّ أقدم أحياء المدينة التي بدأت نواتها في عام 1924، بعد هجرة بعض أبناء قبيلة الدواسر من البحرين إلى أرض المملكة في عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله.
وبعد نقل إمارة المنطقة الشرقية من الأحساء إلى الدمام سنة 1950؛ بدأت الدمام تأخذ وضعها الجديد بوصفها عاصمة للمنطقة الشرقية، أغنى مناطق المملكة بالنفط. شيئاً فشيئاً؛ راحت المدينة تتوسع، وتحتاج إلى خدمات. وجاءت السوق لتعزّز مكانة المدينة. ومن هنا؛ بدأت قصة “سوق الحب”، وتعدّت روايات التسمية..!
لماذا سوق الحب..؟
في مراحل سابقة؛ حامت حول السوق قصص كثيرة. بما أنه سوق؛ فإن من المتوقّع ـ جداً ـ أن يكون مكاناً للمعاكسات، أو لاختلاس النظر بين الجنسين، وربما للقاء العشّاق بشكل عابر في مكان عامٍ، دون أن يشعر أحد. ومع تكاثر الحالات؛ تشكّلت ظاهرة خفّف الناس من وصفها وحسّنوها في نوع من التندر.. فكان اسم “سوق الحب”.
هذه الفكرة وصلت إلى الفن الشعبي، وعُرفت أغنية لعيسى الأحسائي مطلعها:
أنا الجاني على نفسي
والاّ اشجابني الدمامْ..؟
وكان المغني يُشير إلى مصادفة امرأة جميلة فيها.
لكنّ الموضوع لم يكن سائباً كما يُفهم. فقد كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تترصد مخالفات الآداب العامة، وتمسك بالمعاكسين، وتحلق رؤوسهم أمام الناس. وبالذات بعد الثمانينيات الميلادية. وجرّاء تكرار الحالات؛ تكرّس اسم “الحب”، كنوع من التهكّم بالعشاق أو بالمعاكسين..!
فيلم مصري
لكنّ هناك رواية أخرى وراء التسمية تبرّيء ساحة العشاق والمعاكسين وهيئة الأمر بالمعروف أيضاً.. تقول الرواية إن سبب التسمية هو فيلم مصري قديم اسمه “شارع الحب”، مثل فيه عبدالحليم حافظ وصباح. ولأن الفيلم رومانسيٌّ تأثر الناس به، وسمّوا السوق باسمه، ليشمل الدكاكين والبسطات والمظلات التي تعرض بضائعها فيه.
سوق العرسان
وهناك رواية ثالثة لا تخلو من طرافة.. وتشير إلى أن السبب هو تسوُّق العرسان الجدد من السوق. العرسان الجديد يشترون الذهب والمجوهرات والملابس الجديدة استعداداً للعرس والحب. ومن هنا جاءت التسمية على أغلب المكان، فسُمّي بـ “سوق الحب” تارة و “شارع الحب” تارة.. والحب جامعٌ للتسميتين..!
تسمية رسمية
أيّاً كان سبب التسمية ومصدرها؛ فإن “سوق الحب” بقي وصفاً غير معترف به رسمياً، واقتصرت تسمية المكان على توصيفات إدارية عمرانية، ضمن أسماء الشوارع والأحياء في سجلات الأمانة وإعلامها المعتاد.
ولكنّ شهر ديسمبر 2019 شهد تغيّراً جديداً لم يكن متوقّعاً منذ 6 عقود. وظهر إعلام أمانة الشرقية مروّجاً للفعاليات التي شارك فيها حرفيون ووأبناؤهم لدعم التراث، على حدّ تعبير بيان للأمانة.
ووقتها؛ قالت الأمانة في بيانها “أعاد مهرجان (أيام سوق الحب) الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية ساعة الزمن إلى ما يقارب السبعين عاماً بعد أن حول المكان إلى لوحات حية وتفاعلية من الماضي الجميل، الذي شارك خلاله الحرفيون وأصحاب المتاحف والمهن القديمة وتواجد النساء والأطفال مع آبائهم لمساعدتهم في إنتاج هذه الأعمال التراثية.
وجاء المهرجان تحت شعار (قديمك نديمك .. لو الجديد أغناك)، ليكون أول مهرجان نوعي لإحياء الموروث في الأسواق الشعبية ويستمر لمدة 10 أيام بموقع سوق الحب بالدمام ..
واستعرض بيان الأمانة إفادات لحرفيين ومشاركين من الأحساء والدمام وغيرهما، للمشاركة في المهرجان. وظهرت صور صنّاع الخوص وقطع التراث والحرف الشعبية المختلفة.
تعريف
وعرّفت الأمانة “سوق الحُب بأنه أقدم سوق وأكثر شهرة في المنطقة الشرقية يرجع تاريخه إلى 60 عاماً.. وهو سوق تحت سماء الهواء الطلق تصطف محلاته الكثيرة والممتدة لدورين جنباً إلى جنب والمتفرغة من جميع الجهات يميناً ويساراً، وتتخلل بعض المحلات كثير من الممرات الضيقة لمحلات أخرى صغيرة، فالحركة في السوق لا تهدأ أبداً خاصة أيام العطل الرسمية”.
(المصدر: أمانة الشرقية، تقرير سابق للزميل صالح الأحمد في صحيفة “الوطن”)
اقرأ أيضاً
يقال بأنه سابقا كان الموقع سوقا للحبوب ويسمى سوق الحَب وبعد التوسع انتقلت محلات الحبوب وبقيت محلات الملابس وماشابهها وتردد النسوة على المكان اطلق علية اسم سوق الحُب او شارع الحُب
احد سكان منطقة سوق الحب الي تجاوز عمره 75 يقول ان سبب التسمية هو سوق الحب ( البذور ) لان مكان بيع الحب كان موجود هناك و الناس الي من خارج المنطقة يعتقدون انه سوق الحب او العشق