تحديات بيئة الخليج العربي

حسن حسين العوامي

التفاؤل بهبوب نسيم التقارب والتعاون البنّاء بين الدول المطلّة عليه هي الأمنية لتنظيم خطط علمية ميدانية علنية، لمراقبة صارمة لمصادر التلوث والمخلفات بشتّى أنواعها، التي تُرمى في جوفه أثناء الليل البهيم من السفن العملاقة وقوارب الصيد الكبيرة والصغيرة.

العمل الجاد المؤثر على إزالتها وتنظيف مياهه، والتخلص من مخلفات شبّاك صيد الأسماك والربيان المعقدة، وكذلك مخلفات البلاستيك الطافية والراقدة في قاعه، والعمل على المراجعة الدورية لصحة المرجان، ومناطق الأعشاب البحرية التي تتغذى عليها الأسماك والكائنات البحرية الأخرى.

لذا ينبغي أن تُطبّق الأنظمة المشتركة الملزمة، لحماية تكاثر الحياة الفطرية في فصول التوالد، وتنظيم ورش العمل النظري والميداني للمؤسسات البيئية المختلفة في الدول المحيطة به كافة،

كما نحتاج إلى مزيد من الدراسات العلمية والتصورات الواقعية المشتركة حول التغيرات البيولوجية والجيولوجية. فالمئات إن لم نَقُل الآلاف من ناقلات النفط والبضائع تمخر في جوانب الخليج كل يوم.

هناك تلوث مسكوت عنه، ولا بد من إماطة اللثام عن مصادره، وتبصير سكان حوضه حول حاضره ومستقبله، وتسليط الضوء حول ما يهدده في الحاضر والمستقبل، ومن ذلك التعاون والتكثيف أكثر في برامج التثقيف البيئي الأهلي والتربوي، وتنظيم ورش عمل لعمّال شركات الصيد البحري في الدول المطلة على الخليج، لإلزامها التقيد بأنظمة صيد المنتجات البحرية المختلفة، والتقيد الصارم باحترام فترات المنع، والالتزام بتنظيف الخليج من شباك الصيد المُلقى في مياهه بصورة عشوائية، وإلزام المؤسسات الصغيرة والأفراد في هذا الصدد، وإعداد دورات حول طرق الصيد واستخدام السونار وتفادي الصيد الجائر.

إن ما تبذله حكومات المنطقة واضح في مواجهة القرصنة البحرية في الليل الحالك وتهريب المخدرات، ولا يخفى على أحد ارتباط ذلك بتجارة السلاح السرية وجرائم أخرى.

إن هناك أهمية عالية للتعاون الجماعي في استزراع أشجار المانغروف على ضفافه، وهو مطلب ضروري؛ للحد من تأثير ارتفاع الحرارة المتوقعة كما تشير إليها تقارير العلماء المختصون في بيئات البحار.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com