الفنان محروس الهاجري راثياً الشاعر جواد الشيخ: لولا التصبُّر للحقتُ به

القطيف: أمل سعيد

حين تواصلت “صُبرة” معه، أمس، لتعزيته في رفيق دربه الشاعر جواد الشيخ؛ كان يبكي، اعتذر عن إكمال المكالمة، ووعد بإرسال ما يريد قوله بعد نيله بعض الهدوء.

إنه الفنان محروس الهاجري المكلوم برحيل صديقه عاشره منذ 52 سنة، وبقي على تواصل معه طيلة هذه العقود الممتدة، وشكّلا والملحن عبدالرحمن الحمد ثلاثياً فنياً وإنسانياً؛ بحيث لا يُذكر أحدهم، إلا وحضر الاثنان في الذكر، بالضرورة.

وكان يُفترض بالفنان الهاجري أن يكون واحداً من مؤّبني الشاعر الشيخ الذي انتقل أمس الأول، ووراه ذووه في مقابر بلدة الجبيل بمحافظة الأحساء ظهر أمس. لكنّ حزنه الشديد ربط لسانه، وخنق حنجرته، وشلّ قلمه..

وظهر اليوم، أرسل الهاجري مرثيته في صديقه لـ “صُبرة” التي تنشرها كما وردت منه:

لولا التصبّر.. للحقتُ به

أهي آهٍ، أم آهاتٍ ستطحنني كل يوم. فأرجو الرحمة ممن هو أرحم الراحمين.

 التقينا أنا وصديقي الشاعر جواد الشيخ، وصديقي الآخر الفنان عبد الرحمن الحمد في عام 1970م، وتعاضدنا ومشينا أوّل الطريق، أعني بداية تعاوننا الفني. وفي عام 1975م كانت رحلتنا الأولى ـ سوِيًّا ـ إلى القاهرة لتسجيل باكورة أعمالنا الفنية، والتي كان من بينها أغنية “بعدك حبيب” التي كتب كلماتها الشاعر جواد الشيخ، ولحّنها الفنان عبد الرحمن الحمد.

 وكان كلٌّ منا فرحاً بالآخر، فانصهرنا في روح واحدة، واستمرت لقاءاتنا، وتوالت أعمالنا المشتركة، وتواصلت مشاويرنا إلى القاهرة. وغدر بنا البحر مع أغنية “غدار أعرفك يا بحر” وذلك في صيف عام 1976، ولم يزل التواصل فيما بيننا مستمرًّا، إلى أن غدر الموت بنا، حين فُجعنا بوفاة صديقنا “جواد” الذي انتقل إلى جوار ربه صباح الجمعة 11/11/2022.

 ولولا التصبر والتجلد وإكثار الحمد والشكر لله (سبحانه)، لكنت التحقت بفقيدنا الغالي لشدة حزني على فراقه، والذي لم يجدِ البكاء ولا الدموع في انتزاع الحزن الكامن في أعماقي لفقده. فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. 

محبكم محروس الهاجري.

اقرأ أيضاً

دمعة في الأحساء.. “فدوة لعيون السندباد”

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×